The Betrayal, How Politicians Lose Their Social Responsibility البدء في تطبيق قوانين العمل الجديدة في كندا حزب كتلة كيبيك يعلن عن دعمه لــ ”ترودو” والليبيراليين بعد الانسحاب من اتفاقية الثقة مع الليبيراليين …سينغ يجتمع مع حزبه لوضع خطة المرحلة المقبلة ترودو يواجه أعضاء حزبه لأول مرة في بريتش كولومبيا طيران كندا تستعد لتعليق عملياتها بسبب إضراب الطيارين رئيس وزراء فرنسا الجديد في ورطة وتهديدات برلمانية بسحب الثقة.. ماذا يحدث بباريس؟ الانتخابات الرئاسية في تونس: مرشحان فقط في مواجهة قيس سعيد... أحدهما مسجون مفاجأة: نتنياهو يرفض وساطة مصر في المفاوضات.. والقاهرة تدرس سحب سفيرها تعديلات قانون الإجراءات الجنائية يشعل الغضب في مصر أسلحة مصرية في الصومال... هل اقتربت المواجهة مع إثيوبيا؟ صيف 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق على الأرض

مينا ماهر: مسرحية البودي جارد!!

دردشة...بالعربي الفصيح:

قد سنحت لي الفرصة مؤخراً ان اشاهد مسرحية "بودي جارد" للفنان عادل امام على منصة شاهد، حيث قد تم عرضها أخيراً منذ ايام! ظلت هذه المسرحية المصورة داخل الصناديق لمدة ١١ عام بعد ان انتهى عرضها في ٢٠١٠! و قد كنت أظن قبلاً أنه قد تم الاتفاق على أن لا تعرض تلك المسرحية الا وقت رحيل الفنان عادل امام مباشرة، بهدف رسم البسمة على شفتينا حين نستقبل خبر انتقاله لتبقى ذكراه المبهجة معنا حتى ونحن في قمة حزننا عليه! (أطال الله لنا في عمره كصانع للبهجة والسرور في حياتنا)! لكن المفاجأة كانت انه تم الترويج لهذه المسرحية منذ فترة قليلة، وخرجت اخيراً الى النور في الاسبوع الماضي فقط!

 وانا كنت متشوقاً جداً جداً لمشاهدتها منذ سنين...لكني تمنيت، بعد ان شاهدتها، لو أنها بقيت داخل تلك الصناديق ويا ليتها ما خرجت منها على الاطلاق! فعلى الرغم إني من محبي ومتابعي الفنان عادل إمام منذ حداثتي، إلا أني لم أجد في تلك المسرحية اية قصة او حبكة نهائياً؛ الأحداث غير واقعية بالمرة...ومفتعلة الى ابعد الحدود...وبلا سياق درامي لربط الاحداث! 

   والحوار كان ايضاً غير مقنع وتستقطعه بإسراف تعليقات عادل امام- الساخرة بالطبع - لكن هذه المرة قد وصمت بمحاولة استجداء الضحك الذي بلا هدف! فان شاهدت المسرحية ستجد انها عبارة عن مقتطفات من إفيهات مسرحياته السابقة! فليس فيها من جديد، إلا أنك ستجد الجمهور الحاضر في حالة بهجة طبيعية لمجرد وجود عادل امام بشحمه ولحمه أمامه على خشبة المسرح، فأمسى يضحك على كل ما يقوله الزعيم من نكاتٍ - او للأسف - ابتذال! 

  وقد صعقت حين قال الفنان عادل إمام (في مشهد المحكمة تحديداً) لفظاً خارجاً جداً على الملأ على سبيل الإضحاك دون مراعاة حضور جمهور من السيدات والأطفال، والعجيب ان الجمهور وأبطال العمل كانوا يتجاوبون معه بالضحك الهستيري! لم أكن اتوقع ان يقوم الفنان عادل امام نفسه، وهو رائد للكوميديا المتميزة في العالم العربي كله، بترويج هذا النوع الرخيص من الاسفاف المتداول حالياً في عالم الفن! 

كما كان هناك ايضاً استخفافاً ملحوظاً بعقول الناس طوال العرض، يكمن في افتعال ابطال المسرحية المختلفين الضحك المتكرر على تعليقات عادل وكأنهم يسمعونها لأول مرة! أعلم أنه مفتعل عن خبرة ذاتية...حيث حضرت عرض حي لمسرحية الواد سيد الشغال في بداياتها، حين كانت سوسن بدر هي بطلتها وليست مشيرة اسماعيل، وكيف استمتعت وقتها بالتعليقات المضحكة الخارجة عن النص الصادرة من عادل امام والتي أغدقت على من حوله من ابطال موجة من الضحك المفاجئ، لاكتشف، وقت صورت وعرضت تليفزيونياً بعد حضوري اياها بسبع سنوات، ان تلك الضحكات الطبيعية ما هي إلا نمرة يجيدونها الممثلون لكسب ضحك الجمهور، حيث تكررت نفس الضحكات على نفس المواقف! 

أيضاً لم أجد تفسيراً واضحاً لحشر ظاهرة عبدة الشيطان في الأحداث دون أي سياق درامي محبوك ولا اية مقدمات...كأنها محاولة فاشلة لاستنباط هدف ما مما لا هدف له! 

في النهاية اود ان اقول ان تاريخ عادل امام حافل بالأعمال الخالدة الجميلة...ولكن كان بالأحرى لمسرحية "بودي جارد" أن تبقى صامتة في ظلمات الصناديق حيث انها لم تضف أية إضافة ذات ثقل لرصيده الفني، بل على العكس...تركت فجوة لا داعي لها ضمن قائمة أعماله!   

صورة مقال مينا ماهر (1)