The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

منسي موريس يكتب: المجتمع وموت المفكرين

يقول المفكر الكبير " عبد الله القصيمى " إن من أسوأ ما في المتديِّنين أنهم يتسامحون مع الفاسدين، ولا يتسامحون مع المفكرين"

وهذه هي الحقيقة المُرة التى نعيشها في شرقنا الأوسط فالجريمة أحياناً قد تكون مصدر للفخر والشجاعة والرجولة  مثل " جرائم الشرف " أما الفكر النقدى الذى يُسلط الضوء على المشاكل والعيوب والأساليب الخاطئة من التفكير فهو أمر مكروه وغير مستحب ، فالمجتمع دائماً يرفض التجديد ولا يقبل بكل ما هو مخالف بل يحب الإعتياد والتعود ، إنه دائماً يكره الوقوف أمام مرآة الحقيقة لأنها تكشف زيفه وتناقضاته ونقائصه وعيوبه و تكسر كبريائه وغروره وعجرفته وهذا هو السبب في تخلفنا نحاول بكل قوة تحطيم كل المرايا التي   تكشف حقيقتنا ، فالمجتمع يتعامل مع المفكرين والمُصلحين بنفس منطق تحطيم مرايا الحقيقة لذلك لا تسامح ولا مغفرة ولا حل ولا بركة لكل الذين يكشفون لنا حقيقة ذواتنا وواقعنا .

وكل النماذج الواقعية تؤكد مدى فشل مجتمعاتنا فى التعامل مع المفكرين الذين لايملكون سوى أقلامهم ، عاشوا حياتهم يقرأؤن ويفتشون ويبحثون بهدف الإصلاح ثم يأتى الذين لا يقرأؤن ولا يبحثون ولايفكرون يحكمون عليهم أحكاماً ظالمة تخالف حتى الضمير الإنسانى يالها من مهزلة وسخرية أن يحكم الجاهل على العالم .

ويمكننا قياس مدى تقدم المجتمع أو تخلفه من خلال ردود فعله تجاه موت مفكريه ، بعد رحيل كل من السيدة العظيمة " نوال السعداوى والدكتور جورج حبيب بباوى" عوض أن يحزن هذا المجتمع على هذه الكارثة تجده يفرح ويهلل وكأنه حقق إنتصاراً عظيماً بدل من أن ينشر كتبهم وأفكارهم تجده يُحرم قراءة إنتاجهم الفكرى ، لقد صار الفوز بالنسبة له هو غياب صوت الحقيقة والمنطق والعقل ، أين الإختلاف والتمايز بين الذين شمتوا في موت السيدة المفكرة " نوال السعداوى " ورفضوا الترحم عليها وبين الذين شمتوا في موت الدكتور " جورج حبيب بباوى"  ورفضوا ايضاً الترحم عليه؟ أين هو الفارق الجوهرى بين هذه العقلية وتلك؟ كلاهما ضد النقد وحرية الفكر والإصلاح والتغيير كلاهما لايملكان الحجة والدليل في مواجهة ما قدموه من أفكار وهما على قيد الحياة لكن تظهر الأصوات المزعجة في الغياب والرحيل والموت ، يا للحسرة والخسارة أن يفكر المسيحي بهذا الشكل المهين اللاإنسانى رغم أن المسيحية ترفض كل هذه الأشكال المُنفرة في التعاطى مع القضايا الإنسانية والفكرية ،  والسؤال الضرورى الذى يطرح نفسه هل من الممكن لمجتمع يتبنى هذا النوع من التفكير أن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ؟ بالطبع لا وألف لا لأن الحضارات تقدمها مرهون بالفكر وإحترام الأدباء والفلاسفة والمفكرين فالفكر هو الذى يلد العلم والحرية وحقوق الإنسان وكل المجتمعات التي تخاصم مفكريها  وتلعنهم بعد موتهم ستظل ثابتة فى قاع الجهل والتعصب والخرافة .