أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: بعيداً عن السياسة .. المرأة والغربة

"المرأة  الشرقية... تأتي بلا مقدمات كالإعصار.. كا الذبحة الصدرية... وتدخل القلب دونما استئذان.. وتقفل الوريد والشريان..". نعم المرأة هي سند البيت، وعموده المحوري، اذا خارت، انهار كل شئ، وإذا صمدت، انطلق الجميع للأمام. قالها في قصيدته الشاعر حمد العصيمي، أنها كا الإعصار، الذي يدمر كل ما يستحق التدمير، ليعيد البناء لكل ما هو جميل علي أرض نظيفة، تستحق الانطلاق، في الغربة، التي لا تستطيع أن تدعي امتلاكك لشئ ما، في الغربة أنت لا تملك سوي حلمك. فالمرأة "الزوجة" في الغربة، هي الوطن الحقيقي، قبل الأسرة والأولاد. فكما قالت غادة السمان: "افترشت الغربة، والتحفت بحبك، فوجدتني في وطني! اكتشف معك، طائرا نسيته قبيلتنا منذ دهوراسمه الفرح". في الغربة، يعاصر الجميع بيئة وحياة وتحديات كثيرة، قد تعصف بالأسرة، الزوج والزوجة والأبناء، وخاصة مع ظروف كوفيد، الذي أثر كثيرا علي الصحة الذهنية والعقلية للكثيرين. لكن تبقي المرأة هي سند استقرار البيت والأسرة.

لا توجد أسرة أو بيت بدون مناوشات، أو مشاكل داخلية، ولكن الفارق بين بيت وآخر، ليس الرجل، ولكنها المرأة، هذا الكائن الجميل الرقيق، الذي بيده استقرار كل شئ، فهي اكثر نضجا ذهنيا ونفسيا من الرجل، وتحملا للتحديات والصعاب. حتى لو كان الرجل هو الأكثر عملا وتعبا وجنيا للمال، سواء في مجتمعاتنا الأم أو هنا في الغربة والمهجر، لكن السعادة، كما تعلمنا من أهالينا، ليست مال فقط، السعادة في الصحة وراحة البال وزوجة محبة وزوج متفاهم وأبناء وبنات مطعين مكرمين لأبائهم. قد يكون الرجل عصبيا أو مخنوقا أحيانا، ولكن المرأة، هذا الكائن الرقيق تستطيع أن تستوعب ثوراته وتسرعاته، لأنها أكثر قدرة علي التحمل، والبحث عن الاستقرار.

وكما أن الرجال كلهم ليسوا من نفس الفئة، فالحال لا يختلف بالنسبة للمرأة، فكما قال طفيل الغنوي: إن النساء كأشجار نبتن معا، منها المرار وبعض المر مأكول. إن النساء متي ينهين عن خلق، فإنه واجب لابد مفعول. وكما أن المرأة "حمالة آسية" فإنها أحيانا ما تكون صعبة المراس، وتقود البيت والأسرة لنتائج غير حميدة.

في الغربة، البيئة مختلفة، والتحديات مختلفة، والقوانين الحاكمة مختلفة، والبشر المحيطين، بما فيهم دائرة المعارف مختلفين عن كل ما يوجد في المجتمع الأم. والمرأة الأصيلة، هي التي تدفع أسرتها للاستقرار والنجاح، حتي لو كانت هناك أمواج من وقت لآخر. الغربة والهجرة، ليس مجرد مشروع أن تخرج وتسافر من بلدك الأم. إن الخروج للغرب هو الأسهل، ولكن الأصعب أن تبني أسرة متماسكة، قادرة علي التعامل مع بريق الغرب وتحدياته.

فالمرأة هي "رومانة ميزان الأسرة"، الزوج والأبناء، نعم تتحمل هي المسؤولية الأكبر، دون أن يعني ذلك تهرب الرجل من المسؤولية، لأنها ذلك الكائن الرقيق الجميل، القادر علي شحن طاقة الزوج والأبناء، سواء من النواحي الروحية، والحفاظ علي علاقتهم بالله، أو من حيث الصوم والصلاة، أو من حيث جرعات الحب والحنان التي تظهرها للجميع.

ولا يجب أن يتجاهل الرجل دوره في تحقيق توازن المرأة الذهني، من خلال تقديره لما تقوم واعترافه بمكانتها ودورها في حياته وحياة أسرته. فجمال المرأة ليس فقط في حسن وجهها، ولكن في دورها في حياة أسرتها وزوجها. وقد قال إيليا أبي ماضي: "فتاة هي الطاووس عجبا وذيلها ولم يك ذيلا، شعرها المتهدل سعت لاحتكار الحسن فيها بأسره، وكم حاولت حسناء ما لم يؤمل وتجهل، وإن هو إلا زهرة تذبل، وأن حكيم القوم يأنف أن يري أسير طلاء بعد  حين سينصل، وكل فتي يرضي بوجه منمق من الناعمات البيض، فهو مغفل، فإذا حسن الوجه يدعي فضيلة، فإن جمال النفس أسمي وأفضل".

في الغربة، من المهم أن تكتسب كل أسرة، إمراة ورجل، أدوات التصحيح الذاتي، لأنه لا أسرة، ولا أصدقاء مقربين، ولا .. ولا .. وإن يكن كلاهما الرجل أو المرأة، لديه الرغبة والإرادة والجهد، للحفاظ علي استقرار هذه الأسرة فإنها ستتعرض لضربات من مجتمع الغربة، الذي لا توجد فيه نفس قيود مجتمعا الأم.

علي الرجل دائما أن يكون مدركا تماما لعزة النفس عند زوجته، في تظهر أنها مكتفية من كل شئ، وليست بحاجة لأي شئ، فعزة النفس هي أن تنأي بزوجتك عن كل ما يقلل من احترامها وقيمتها أمامك وأمام الآخرين. لا تنتظر أن يقوم أحد بالنيابة عندك، فيما يجب أن تقوم به كمال قال الإمام الشافعي: "فما حك جلدك مثل ظفرك، فتول أنت جميع أمرك، وإذا قصدت لحاجة، فاصد لمعترف بقدرك". فإذا اغضبت زوجتك، فيجب أن تكون أن المبادر بتطيب خاطرها، وأن تعصبت في المنزل، عليك أن تلطف الأجواء. وإذا غضبت هي، يجب أن تتفهم وتتحمل، ربما لديها أسبابها، التي لم تعلن عنها، في العمل، أو الحياة، خاصة وأن هذا الكائن الرقيق، يميل إلي الكتمان، حتي لا يحمل الآخرين ضغوط، هم ربما في غني عنها، من وجهة نظرها.

علي الرجل أن يدرك أن زوجته، دمعة وابتسامة، هي الأم والأخت والصديقة والحبيبة، سعادتها مرتبطة بسعادة زوجها وأسرتها، في يديها أن تجعل البيت جميلا والعالم من حولك مبهرا، تحب المرأة زوجها بأذنيها، في حين يعشق الزوج أمرأته بعينيه. فكما جاء في الكتاب المقدس حول المرأة الفاضلة "إمرأة فاضلة من يجدها؟ لأنثمنها يفوق اللآلئ". وفي رسالته لأهل كورنتوس قال بولس الرسول: "غير أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل في الرب". وأضاف في رسالته لأهل أفسس "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح هو أيضا رأس الكنيسة، وهو مخلص الكنيسة. .... أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها ...".

من المهم من وقت لآخر، أن تحبب زوجتك فيك عبر هدية معبرة أو كلمة طيبة أو مشاركة في الصوم والصلاة أو أي نشاط أو فسحة عطرة.. من المهم أن تقول لزوجتك من وقت لآخر أحبك يا زوجتي الرقيقة ...

عبد المسيح يوسف - مونتريال

عضو نقابة الصحفيين المصريين