A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

جورج موسي يكتب قصة قصيرة (حتي ألحق بولدي)

وسط أصوات الصراخ والعويل والفزع وبينما تمتزج رائحة شواء اللحم البشري برائحة الغبار والأتربة وبينما يتوهج قرص الشمس في السماء وكأن الشمس تعلن من خلال حرارتها الحارقة عن غضبها من تكرار ما تراه من مآسي في نفس المرفق الذي تحولت مآسية لمسلسل كئيب متكرر ! وسط هذا كله تجد سيدة أربعينية تتشح بالسواد تقف مكسورة في ذهول دون أدني حركة سوي دموع تنساب علي وجنتيها دون أنقطاع كينبوع ماء مر يتدفق بغزارة من عينيها بلا توقف! كانت عيناها ثابتتين تحدق في القطار وهو يحترق ! وفجأة يحدث في المكان أرتباك شديد فقد وصل سيادة المسؤول الكبير برائحة عطره الباريسي الباهظ الثمن التي رغم فداحة ثمنه إلا أن رائحة شواء اللحم الآدمي الناتج عن أحتراق ركاب القطار أحياء كانت تسود علي أي رائحة أخري حتي ولو كانت عطر باريسي ثمنه ثروة ! وقف سيادته بعطره الباهظ و ملابسه الأنيقة ورابطة عنقه المتميزة وحوله حراسته الشخصية يحوطونه من كل جانب وهو يتظاهر بالأهتمام و يسأل أسئلته التافهة المتكررة في كل حادث قطار وكأنه جاء ليردد أغنية حزينة يغنيها في كل مأتم ! كانت السيدة المتشحة بالسواد والثابتة كتماثيل الحجارة تقف علي مقربة من المسؤول الكبير وبينما يقف بعظمته هذا تنظر أليه السيدة المتشحة بالسواد صارخة بصوت يجعل كل من في المكان يلتفت أليها ! صرخت قائلة أين ولدي ؟! أين ولدي ؟! فيرد المسؤول الكبير ؟! ولدك من ؟! قالت له ولدي ، فلذة كبدي و روحي التي أحيا بها ! توفي أبوه في قطار منكوب كهذا منذ سنين عددها هو عدد عمره أو يزيد بضع شهور فقد كان مايزال جنيناً في أحشائي يوم توفي أبيه وتركنا نواجه الحياة سوياً بلا عائل ولا سند ولا أي شئ ! عشت له ، تجرعت مرارة الفقر و الحاجة من أجله ، كنت له الاب والأم والعائلة ، حرمت نفسي من الحياة لأجله ! واليوم هو يوم فرحي ، اليوم هو يوم الحصاد، اليوم نتيجة شهادته الجامعية، أنتم تحسبون الأعمار بالسنين أما أنا فأحسبها بالليالي التي كنت أتجرع مرارتها ليلة بليلة في رحلة عمري في أنتظار تلك الليلة فكنت مستيقظة طوال الليل وأيقظته في الصباح حتي لا يفوته ميعاد هذا القطار ليذهب ويأتي بشهادته الجامعية ! أين ولدي ؟! أين رحلة حياتي ؟! أين عمري ؟! ثم تصرخ صرخة تشق الصمت الذي خيم علي المكان حين كان الجميع ينصت وهي تروي قصتها فتصرخ قائلة ، أين ولدي ؟! يرد عليها سيادة المسؤول في برود ، يؤسفني أن ولدك أحترق كالباقين في هذا القطار ، الحقيقة أنه لا يوجد ناجين ! الجميع تفحم ، ثم يكمل بصوت أجش وبأعلي ما يكون حتي يسمع الجميع أعلانه الأهم قائلاً ؛ ولكن الحكومة مشكورة بتوجيهات من السيد الرئيس صرفت تعويض لكل متوفي ! ثم يلقي ببضع الآف من الجنيهات للسيدة ! ويتركها ويمضي إلي حال سبيله ليقوم بنفس المشهد في مكان آخر لقطار منكوب آخر ! تصرخ السيدة وهو يغادر ، رأس ولدي ثمنه هذا ؟ حياتي وعمري وحلمي ثمنه هذا ؟! ثم تلتفت لشاب يقف بجوارها وتعطي له المال الذي أعطاها أياه سيادة المسؤول وتقول للشاب ، من فضلك أحجز لي في القطار القادم حتي ألحق بولدي ! تمت E0A3180D-61BF-4BE1-8AC5-5293CC411B53