The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

منسي موريس يكتب: مشكلتى مع بعض رجال الدين

عند أي نقد موجه لرجال الدين والفكر الدينى نسمع الكثير يقول للناقد يبدو أن لديك مشكلة شخصية مع رجال الدين وأنت تُسقطها علىالكنيسة فالشخص الذى ينتقد في الغالب يتهمونه بالحقد وعدم الإيمان  والكراهية الشديدة أو ربما بالمرض النفسى رغم أن من حق الشخص الذى لديه مشكلة شخصية على حد قولهم أن يقوم بالنقد لأنه يتحدث من واقع عملى يمس خبرته الشخصية  ومن  حق الشخصالذى ليس لديه مشكلة شخصية مع رجال الدين أن ينتقد كما يشاء أيضاً لأن النقد " حق " أصيل من حقوق الإنسان وفعل شريف مادام الغرض منه الكشف عن أخطاء ومساوىء وتصحيح لمسارات منحرفة .

ونعود لعنوان المقال " مشكلتى مع بعض رجال الدين " حتى لا يتهمنى أحد بالتعميم فانا لا أقصد " كل رجال الدين " ولا أقصد طائفة بعينها ولكن أقصد بالتحديد الذين هم السبب في المشكلات التي سوف أسردها في تضاعيف هذا المقال فهذه المشكلات تعتبر خاصة وعامة في نفس ذات الوقت لأنها تؤثر على الفرد والجماعة وعلى الوعى برمته وهناك الكثير والكثير من المشكلات لكنى ساسرد الهام منها ، ولعل هذاالمقال لايمثل أفكاراً بقدر ما يمثل صرخة من الأعماق ، صرخة ضمير كونى إنسان حر أشعر وأفكر وأتألم .

أولاًمشكلة الدين كسُلطة : مشكلتى مع رجال الدين أنهم إستمدوا من اللاهوت القيادة والزعامة والسيطرة  والسُلطة وعوض أن تكون الرسالة المسيحية هي خدمة ورعاية إستحالت إلى مركز وهيمنة على الشعب وصار لرجل الدين منصب ورتبة تميزه عن عامة الناس وهذا الفصل والتمايز بين رجل الدين والإنسان العادى  شكل سُلطة تعطى إمتيازات خاصة لفئة " الإكليروس " ولا تعطيها لباقى المؤمنين والمفارقة العجيبة أن " السيد المسيح " عندما تجسد وحل في الصورة الإنسانية أخلى ذاته وصار كشبهنا وغسل أقدام التلاميذ وأعطانا مثالاً حياً للتواضع وللتعليم الصحيح وقال «إذا أراد أحد أن يكون أولا فيكون آخر الكل وخادما للكل»." (مر 9: 35) فالأول حسب فكر الله ليس بالرتبة الكهنوتية ولا بالدرجة الكنسية لأن منطق الإله لايتعامل مع الإنسان بحسب درجته ومنصبه الدينى لكنه يتعامل بحسب قلبه ووجدانه فكم بالأحرى أن نتعامل نحن بهذا المنطق السلطوى؟ وحتى يرسخ رجال الدين لمبدأ السُلطة عزلوا أنفسهم عن باقى الناس بملابس معينة ويبررون هذا الفعل بما جاء " في العهد القديم " لكن يتغافلون تماماً أن " رب السبت الذى هو مصدر هذه التعاليم لم يرتدى هذه الملابس لا هو ولا تلاميذه " فهل هؤلاء أكثر علماً من " السيد المسيح وتلاميذه  إن كانوا هكذا فليخبرونا ؟ !  وهذا يؤكد أن رجال الدين إستخدموا اللاهوت كسُلطة لأن السُلطة تحتاج إلى أزياء خاصة ورتب ودرجات وألقاب وإمتيازات .

ثانياً : رجال الدين والمال : أكثر طريق مضموناً لتحقيق الشهرة ، الشهوة ، السُلطة ، المال في مجتمعنا أن يكون الإنسان رجل الدين أن يأخذ الله وسيلة وذريعة لتحقيق كل رغبة ومكسب ولكن يعتبر أيضاً هو أسرع طريق إلى جهنم ،  للأسف من يقرأ التاريخ جيداً سيعرف أن الدين كان مصدراً من مصادر جمع المال في أغلب الحضارات والثقافات وإلى اليوم نفس المشكلة موجودة فالأغلبية من رجال الدين في حالة ثراء ورخاء ليس بسبب أعمالهم الخاصة ولكن بسبب أنهم رجال دين ، حين يمرضون يذهبون إلى الخارج للعلاج و يتركون الشعب يتداوى برفات القديسين وكأن رفات القديسين وطقوس الكنيسة تصنع المعجزات فقط مع الشعب الفقير ؟! حتى خدماتهم وزياراتهم تقتصر فقط على فئة الأغنياء ، يعظون الفقراء عن الزهد في العالم وهم يملكون كل العالم ، يقدمون للمساكين لاهوت التخدير أيها السادة أفيون الشعوب كما قال" ماركس "خطابهم للفقراء  مضمونه أن العالم فانى وبلا قيمة وزائل أما واقعهم  هم عكس ذلك تماماً فهم منشغلين بجمع الثروات والسيارات والمنازل ، يُشيدون الكنائس بأموال طائلة ومهولة أما أغلب الشعب الذى يصلى في هذه الكنائس يعيش في بؤس وضنك وحاجة وحرمان وشقاء ، ياترى هل الإله يفرح بالأحجار الُمزينة ولايهمه قلوب البشر المُحطمة ؟ ياترى هل يسكن الإله في الهياكل والمعابد والبنايات الضخمة أم يسكن في الشعور والحس والوجدان والضمير؟ كلما أتذكر أن " المسيح " الذى هو " الله" المتجسد لم يكن له مكان يسند فيه رأسه وأتذكر هؤلاء أتيقن أننا أمام كارثة أخلاقية وإيمانية بكل المقاييس أين هي الرقابة المالية على هؤلاء ؟ متى يتم محاسبة رجال الدين على مصدر أموالهم إلى متى سندفن رؤوسنا في الرمال ونصمت عن هذه الجرائم ولكن لا تعتقدوا أن الصمت سوف ينفعنا أمام الله ولكن سنُحاسب جميعاً نعم سنُحاسب على كل دمعة سقطت من عين كل محروم ومظلوم ومقهور ومحتاج وفقير ومريض.

ثالثاً : رجال الدين والسياسة : رغم أن حقيقة المسيحية تفصل بين السياسى والأبدى ولا يوجد فيها  نظام ثيوقراطى لكن نجد رجال الدين يفرضون أجنداتهم السياسية على باقى الشعب وكأن الشعب بلا إرادة وعقل وحرية وهذا يتعارض مع الرؤية العلمانية التي تعلمنا أن  من حق الفرد تقرير مصيره لكن رجال الدين يتعاملون مع الشعب بمنطق "القبيلة " وليس بمنطق الدولة الحديثة  ومنطق القبيلة هذا لايكون فيه الأولوية والولاء للإنسان وحقوقه لكن الأولوية والأهمية تكون فيه للإيدولوجية نعم من حق رجل الدين أن يكون له رؤيته الخاصة لكن لايمكن أن يبررها بأى حال من الأحوال بنصوص وآيات ولاهوت فمشكلتى هنا منطقهم في التأثير على الناس باسم المقدس وعلى إختياراتهم الحرة.

رابعاً : الطائفية : رجال الدين للأسف الشديد كرسوا وقتهم وجهدهم في الدفاع عن طوائفهم أكثر من الدفاع عن التعاليم المسيحية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد لكن راح كل منهم يطعن في إيمان الآخر وزرعوا بذور التعصب  والتشدد  والتزمت في قلب الشعب حتى وصل الأمر إلى  منع الزواج من الطوائف المختلفة والتحذير من الصلاة في الكنائس التي تختلف معهم في الفكر وكأن المختلف معهم في الطائفة مهرطق وغير مؤمن رغم أن جوهر كل الطوائف المسيحية تتفق في الأصل " كإلوهية المسيح ، وحقيقة الوحى والحياة الأبدية" لكنهم تنحاروا وتنازعوا بسبب الفروع والشكليات والمظاهر والقشور وتركوا الأمور المشتركة بينهم، وهل يوجد أصعب من أن تتحول الرسالة المسيحية المليئة بالحب والتسامح على أيدى هؤلاء إلى تعاليم مسمومة بأمراض الكراهية أليست هذه مشكلة وكارثة ؟.

خامساً : رجال الدين كوسطاء : رجال الدين يعتقدون أنهم وسطاء بين الله والناس ويعتقدون أن الله قد اختارهم لأجل القيام بمهمة عظمة وهى أن يقودوا الشعب إلى الإيمان وكأن الإيمان متوقف تماماً على وجودهم وهذه الوساطة تعطيهم الشعور بالقيمة وبالأفضلية والسيطرة والسُلطة لأن الوسيط يكون لديه مكانة أعلى عند الله أكثر من باقى البشر فبدون هذا الوسيط لن يصل الإنسان إلى الله والشىء العجيب أن الكتاب المقدس ضد مبدأ الوساطة وتعاليم الإنجيل واضحة كل الوضوح ولا تحتاج إلى تفسير وتأؤيل فيقول الوحى الإلهى "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح،" (1 تي 2: 5) فكيف لهؤلاء أن يضيفوا تعاليم من عندياتهم ومن بنات أفكارهم  والأدهى من ذلك يقنعون البسطاء بتعاليمهم  التي تتناقض جملةً وتفصيلاً مع تعاليم " السيد المسيح" ، ففكرة الوساطة هذه تدل على الكبرباء والتعالى وإحتقار باقى البشرلأنهم يعتقدون أنهم مختارين من قبل الله هم صفوة العالم والوجود  لكنهم لايعلمون أن الله يريد الخلاص للجميع وأن الرب له طرق متعددة ومختلفة في الخلاص وبرغم أن " المسيح " إختار "يهوذا" لكنه باعه فالعبرة هنا ليست بالأختيار لأنه الله يريد أن يختار الكل لأنه يُحب الكل لكن العبرة بسلوك الإنسان مع الإنسان الذى مثله وكيفية إستخدام إيمانه في إفادة البشرية والعالم أجمع لكن إختيار الله لشخص ما لايسلك سلوك " المسيح " يجعل من الأختيار نفسه بلا فائدة وقيمة  .

سادساً : رجال الدين والعلم : من يقرأ التاريخ سيجد أن البعض من رجال الدين كان لديهم موقف مُعادى للعلم والعلماء وإلى اليوم نرىالبعض من رجال الدين يُحاكمون العلم بتفسيراتهم اللاهوتية للكتاب المقدس ويريدوا أن يُفندوا النظريات العلمية ليس عن طريق البحث العلمى الرصين لكن بتأويلاتهم وآرائهم  البعيد عن منطق العلم لكنهم لايعلمون أن العلم لايقبل بالآراء والتفسيرات والتأويلات لكنه يقبل بالتجربة وبالمنهج الصارم وهذا الفكر للأسف يقود الشباب للإلحاد لأن هؤلاء يقدمون للشباب أفكار تتعارض مع منطق العلم ومنهجه وبالتالي يورطون النص مع العلم بسبب ضيق أفقهم وتفسيراتهم ، ولم يكتفوا بالعلم الطبيعي فقط لكنهم صاروا علماء نفس وعلماء اجتماع تجدهم يشخصون كل الحالات والأمراض السيكولوجية على أساس أنها أرواح شيطانية وذهبوا يتدخلون في شؤن الأسر وبين الأزواج بدون دراسة المشورة واصبحوا يفتون في كل شيء  تقريباً بدون تخصص وعلم وهذه  تعد مشكلة كبيرة لأنها تضرب مبدأ التخصص والتنوير في مقتل تخيل أن شخصاً ما لم يقرأ في علم ما ثم يريد أن يعلمك تفاصيل هذا العلم أو يريد أن يفنده فهل تتوقع من هذا الشخص أن يدرك ما يدورحوله ؟ أو حتى يستطيع إيجاد حلول علمية وعملية للمشكلات الإنسانية الراهنة ؟

سابعاً : رجال الدين والثقافة : العالم اليوم لم يصبح قرية صغيرة كما كان يقال عنه لكنه أصبح أقل من غرفة  بفضل التقدم التكنولوجى وظهور الإنترنت فكل الثقافات والأفكار صارت موجودة ويمكن التعرف عليها بضغطة زر ورغم أن هذا يعتبر معجزة بمعنى الكلمة لأن كل المعارف الآن متاحة كل الكتب كل العلوم كل شيء تقريباً أصبح متوفر بشكل رهيب وكان على رجال الدين أن يستغلوا هذا الإنجاز العظيم في الإنفتاح على العالم و يصيغوا لاهوتاً يتناغم ويتناسب مع التطورات الحديثة والجيل الجديد وعلى الرغم من ذلك نجدهم فعلوا العكس تماماً عاشوا في إنغلاق أكثر ونشروا خرافاتهم الدينية على " السوشيال ميديا" فعلوا كل شيء بشكل عكسى تماماً ونراهم لا يشجعون على قراءة الفلسفة والأدب وعلم النفس ولا على الإطلاع على النظريات العلمية لأنهم يعتبرون أن كل هذا سوف يشتت الشباب وربما يجعلهم يُلحدون صارت الثقافة تعادل الإلحاد حسب هؤلاء؟ ولا يقومون بترجمات الكتب الغربية الهامة في مجال اللاهوت والفلسفة بل يكرهون  كل هذه العلوم ويعتقدون أن الكتاب المقدس وحده كافى لفهم كل شيء وكأن الوحى حسب هؤلاء يتعارض مع كل هذه المعارف ويعادل الجهل ؟! تخيل حجم الكارثة عزيزى القارىء العلم صار يعادل الإلحاد والجهل صار يعادل الإيمان بسبب فكر هؤلاء دون أن يشعروا ؟ رغم أن الدين يصنف من ضمن العلوم الإنسانية ويشترك إشتراك جوهرى مع تاريخ الإنسان وفكره وحضارته وثقافته وفنه وهمومه، فكيف يمكن صناعة عقل نقدى واعى ناضج في ظل ثقافة تنشر الخرافة و الإنغلاق وتكره المعرفة ؟ كيف يمكن إنقاذ الشباب الذين يتركون الإيمان كل يوم بعقلية مثل عقلية هؤلاء ؟ كيف يمكن لرجل دين يفكر بهذا الشكل أن يستوعب ثقافة عصره ويرسخ لقيم العقلانية والحداثة ويواجه كل الأفكار الحديثة التي تكون ضد الدين نفسه ؟  هذه مشكلة حقيقية ينبغى أن ننظر فيها بجدية .

 ثامناً : رجال الدين والمرأة : للأسف هناك تيار متشدد من رجال الدين كاره للمرأة ولا ينظر إليها بروح الإنجيل وبروح المساواة لكن ينظر إليها بعيون يهودية ويمنعها من التناول في فترة الدورة الشهرية لأنهم يعتبرون أن الإفرازات الطبيعية التي خلقها الله نفسه نجاسة وعدم نظافة؟ رغم أن " المسيح " يعتبر النجاسة الحقيقة هي نجاسة الأخلاق والقلب والضمير ، ونجد منهم من يمنع المرأة من التعليم مقتبسين ماقاله " بولس الرسول " بخصوص عدم تعليم المرأة  بدون فهم لخلفية  بولس الثقافية والحضارية " ويضربون عرض الحائط بكل النماذج المذكورة فيالإنجيل التي كانت فيها المرأة تقوم بالتعليم ، هذه أيضاً مشكلة لأننا في ظل ثقافة حديثة  تنادى بالتساوى بين الجنسين فكيف لهم أن يضعوا هذا التمييز الذى لم يضعه الله نفسه؟ هذا التيار يقوم بتهويد المسيحية وإرجاعها إلى ما قبل العهد الجديد وهذا إلغاء صريح لمعنى التجسد الإلهى وضرب لكل قواعد العهد الجديد وإستحضار واضح  للعهد العتيق  فوضع المرأة عند هؤلاء يمثل مشكلة كبيرة مشكلة تنتهك حق المرأة وتلغى تماماً كونها إنسان مخلوق على صورة الله مثل الرجل تماماً  .

تاسعاً : الزواج والطلاق : هذه مشكلة خطيرة لأن عقلية رجال الدين يتعاملون مع هذا الملف الخطير والشائك بحسب الحرف لا بحسب الروح فالطلاق عندهم لعلة الزنى الجسدى فقط رغم أن مفاهيم الزنى في الكتاب المقدس ليست فقط جسدية وإنما هي روحية في الأصل مثل جوهر الروح المسيحية لكن هؤلاء وقفوا عند الحروف وظاهر النصوص وتركوا أسر مدمرة وحالات من الخراب فالحرف عندهم أهم من أرواح هؤلاء المعذبون بسبب هذه المشكلة وهذا يتناقض مع تعاليم المسيح التي تهدف إلى أولوية الإنسان على كل شيء لكنهم عكسوا هذا التعليم وصار النص سيف مُسلط على رقاب الضعفاء والمجروحين والمعذبين ، حتى في الزواج لم يكن لهؤلاء أي دور إيجابي في نشر ثقافة زواج صحيحة فرغم الفقر المدقع الذى يعيشه أغلب الشعب لم نجد لهم دور في التنوير وتثقيف الناس ووضع مفاهيم صحيحة عن الزواج فالزواج في مجتمعنا مبنى على المادة والمال والمهر والمظاهر الفارغة لم نجد لهؤلاء أي دور في مساعدة الشباب وتغيير أفكار الأسر وذهنية المجتمع التي ترى أن المال هو كل شيء رغم أن هناك الكثير من الشباب لايستطيع الزواج بسبب الفقر وهذا تسبب في إنحرافات أخلاقية كثيرة  ومدمرة وللأسف نراهم صامتون صمت الأموات عن هذه القضية بل يستفيدون من هذه الكارثة عن طريق أخذ أموال الشعب سواء بمراسم الزواج أو بالغرامة التي تُفرض على العروسين في حالة عدم حضورهما في الميعاد المحدد داخل الكنيسة .

عاشراً : رجال الدين والتراث : مشكلة أخرى نضيفها إلى بقية المشاكل المذكورة سلفاً أن رجال الدين يقدسون التراث والطقوس  ولايقومون بمراجعتها ونقدها بل شعارهم التراث والطقس فوق العقل والضمير وحتى حياة البشر وهذا كان واضح جداً في موضوع " الإفخارستيا والماستير " فرغم تفشى الفيروس اللعين وإنتشاره لم يفكروا في طريقة تغيير الطقس لكن صمموا وصمموا أن التناول يكون عن طريق الماستير فأين العقل هنا ؟ أين الضمير ؟ أين الإنسانية في أن يكون ممارسة طقس أهم من حياة الإنسان ؟ بالأضافة إلى عدم فحصهم للتراث الدينى الملىء بالقصص الخرافية والغير معقولة  والتي تتناقض مع تعاليم الإنجيل المتمثلة في سير القديسين والتي شكلت وعى الشعب القبطى ، ما هي المصلحة من أن يكون التراث أقدس من حياة الإنسان وفكره ووعيه؟

 

 أخيراً :عدم قبول رجال الدين للنقد : تخيل أن شخص ما إجتمعت فيه كل المشاكل التي ذكرتها سابقاً هل تتوقع منه أن يتحمل أي نقد ومساءلة ؟ هل تتوقع منه أن يحتمل أن تقول له أنت مُخطىء وينبغى أن تراجع نفسك ؟ الإحتمال الأكبر لا لأن مثل هذا الشخص سيأخذ نقدك كأنه إهانة وسيتهمك بجميع ألوان التهم لأن حبه للمنصب والمال والسُلطة سيجعله يكره كل إستجواب وتحقيق وتفتيش وهذا للأسف واقع يحدث بشكل مستمر فلا نجد أحد يأخذ النقد بعين الإعتبار وكأن الناقد صار إنسان مجنون وموهوم  يعيش خارج نطاق هذا الزمان ؟ لا أعلم لماذا يتم تهميش كل صوت ينتقد بعض المشكلات ؟ هل لهذه الدرجة أصبحنا بلا قيمة وغير جديرين بالإهتمام ؟ أفكارنا ، حياتنا ، دموعنا ،همومنا وكآبتنا كل هذا لايستحق ؟