ابرام مقار يكتب: عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر في ذكراها العشرين
منذ أيام شهد العالم الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، حينما اختطف محمد عطا ومعه ثمانية عشر إرهابي أخر علي طائرتين تابعتين للخطوط " طائرتين تابعتين لشركة "أمريكان إيرلاينز" أرقام ١١ و ٧٧ و طائرتين تابعتين لشركة يونايتد، أرقام ١٧٥ و ٩٣ لتصطدم طائرتين منهم ببرجي التجارة والثالثة بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، والرابعة رقم ٩٣ أجبر ركابها وطاقمها الأبطال الشجعان الخاطفون الأربعة علي السقوط بحقل بولاية بنسلفانيا بعد أن تأكدوا من مصيرهم المحتوم مع هؤلاء الارهابيين بعد أن وصلتهم أنباء إصطدام الثلاث طائرات الأخري. لتكون الحادثة التي غيرت وجه أمريكا والعالم تماماً.
هذا الحادث الإرهابي البشع أثبت خطورة الإرهاب الإسلامي علي الغرب والعالم، وخطورة شيوخ ومساجد التطرف التي تغسل عقول شباب ليلقي بحياته وحياة الأخرين بهذه الدموية والبشاعة، فالعقل المدبر لتلك الجريمة والرجل الثاني بعد بن لادن هو الباكستاني الأصل "خالد شيخ محمد"، وهو الذي غسل عقول خمسة من التسعة عشر من الخاطفين ودفعهم للقيام بعمليات انتحارية ومن بينهم قائد المجموعة المصري "محمد عطا" وذلك في مسجد القدس بألمانيا، شيخ محمد والذي وصل في قدرته علي غسل عقول الآخرين إلي أنه إستطاع إقناع عريس أن يفجر نفسه في حفل زفافه.
الحقيقة أن ضحايا ذلك اليوم المشئوم ليسوا ضحايا إرهابيوا بن لادن وشيخ محمد فقط بل ضحايا تراخي الأجهزة المخابراتية والأمنية الأمريكية الذين تراخوا في التعامل مع هؤلاء الإرهابيين، فشيخ محمد كان معروف لدى المخابرات الأمريكية من منتصف التسعينيات، وبحسب التحقيقات والتقارير المخابراتية هو مخطط تفجير مركز التجارة العالمي عام ١٩٩٣ وإعتداءات بالي وكينيا والمسئول عن ذبح الصحفي الأمريكي دانيال بيرل ولكنه أستطاع الهرب إلى قطر ويبدو أن أحداً في قطر علم بتحركات المخابرات الأمريكية للقبض عليه وساعده في الهرب إلى باكستان والاختفاء هناك حتى تم القبض عليه في عام ٢٠٠٨ و وإستمراراً في التهاون، شيخ محمد رغم كل ما سبق لم يتم البت في قضيته بعد لادعائه أن اعترافاته تمت تحت التعذيب، بل ظهر في أخر محاكمة سعيداً وقيل أن سبب سعادته هو سيطرة طالبان علي أفغانستان
ستستمر الحياة والحضارة والحداثة وسيذهب دعاة الموت والتخلف والخراب، وبدلاً من مركز التجارة العالمي القديم تم بناء آخر جديد بإرتفاع أعلي من القديم بـ ١٢٤ متراً. وحياة مليارات المسافرين في العالم أصبحت أكثر أماناً بعد كل الاحتياطات الامنية التي حدثت في المطارات بعد ١١ سبتمبر، فنحن جميعاً مدينون للضحايا. ومكان التدمير هناك نصباً تذكارياً ومتحف للشهداء الـ ٢٩٧٧ ضحايا الحادث. وفي شانكسفيل بولاية بنسلفانيا مكان سقوط الطائرة "يونايتد ٩٣" يوجد نصب تذكاري به أربعون جرس في إشارة للـ ٣٣ راكب والسبعة من طاقم الطائرة، أجراس تدق لتُنبه العالم وتوقظه حتى لا ينسى ما حدث