The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

جورج موسي يكتب: ديموقراطي يعني مراتك تبقي مراتي !!!!

أحمد لطفي السيد هو مفكر وفيلسوف مصري معاصر وهو أيضاً رائد من رواد حركة النهضة والتنوير المصرية ويطلق عليه أستاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية حتي أن الأستاذ عباس محمود العقاد قال عنه أنه أفلاطون الأدب العربي

ولد احمد لطفي السيد في 15 يناير عام 1872 في أحدي قري مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية وتخرج من مدرسة الحقوق عام 1894 وهومن أهم رواد حركة النهضة المصرية وهو من المفكرين الذين أثروا في حياة المصريين بشكل كبير حيث أنه من كان وراء حملة التبرعات لبناءأول جامعة أهلية في مصر (الجامعة المصرية) والتي تحولت بعد ذلك لأول جامعة حكومية في تاريخ مصر تحت أسم جامعة فؤاد الأول ثمأصبحت بعد ذلك جامعة القاهرة. كان لطفي السيد يؤمن بالهوية المصرية وكان يدعوا للقومية المصرية وكان يرفض ربط وتبعية مصر سياسياًبتركيا أو بأي دولة عربية كانت أو غير عربية حيث كان يؤمن أن القومية المصرية هي أساس الأنتماء في الشخصية المصرية ورغم أنه منالمؤسسين لمجمع اللغة العربية إلا أنه كان ينادي بأستخدام العامية المصرية بدلاً من اللغة العربية أيماناً منه بخصوصية وتفرد الشخصيةالمصرية واللغة المصرية وأنها تعكس أنتماء المواطن المصري وفخره بمصريته و هو أيضاً مؤسس حزب الأمة المصري صاحب شعار مصرللمصريّين، كما نادي أحمد لطفي السيد بحق المرأة في التعليم وأستقلال الجامعة المصرية ومن المواقف التي لا تنسي لأحمد لطفي السيد،أنه قدم أستقالته مرتين مرة حينما أستبعدوا طه حسين من الجامعة سنة 1932 ومرة ثانية حينما أقتحمت الشرطة الحرم الجامعي بعد ذلكبخمس سنوات !! ولأحمد لطفي السيد مؤلفات كثيرة كما أنه ترجم عدة كتب للغة العربية من ضمنها كتب لأرسطو. وكان أحمد لطفي السيدمعجباً كثيراً بالتجربة الديمقراطية في أوروبا وأراد أن ينقلها إلي مصر وهو بالمناسبة صاحب المقولة الأشهر التي كثيراً ما نقولها ولكننا فيالحقيقة لا نؤمن بها ؛ الأختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ! فعندنا الأختلاف يفسد ويفسد ويفسد كل قضايا الود !!! وبسبب أيمانهبالديمقراطية رشح لطفي السيد نفسه في أنتخابات مجلس النواب عن مركز السنبلاويين في محافظته الدقهلية ، وقدم نفسه كمرشحديمقراطي وأنه أحد دعاة تطبيق الديمقراطية في مصر ! طبعاً الناس في مركز السنبلاوين في هذا الوقت لم تفهم ما معني الديمقراطية هذهحيث  كان هذا المصطلح غريباً بعض الشئ علي من كان يعيش في الحضر فما بالك بمن كان يعيش في الريف ! فأستغل المرشح المنافسللطفي السيد هذا و قد كان هذا المرشح  جاهلاً أمياً لا يقرأ ولا يكتب وليس له نصيباً من العلم شئ ولم يكن ليفرق بين حرف الألف وعودالحطب وقال للناس أتعلمون أن أحمد لطفي السيد ديمقراطي ويريد لكل واحد فيكم أن يكون ديمقراطياً مثله ! أتعلمون ما معني ديمقراطي؟! يعني أنه يحق للمرأة التعدد كما يحق التعدد  للرجال فتتزوج المرأة أربع رجال كما يتزوج الرجل أربع نساء ، بأختصار ديموقراطي يعنيمراتك تبقي مراتي !!!!!!! فسقط أحمد لطفي السيد سقوطاً زريعاً في الأنتخابات لأن شعب السنبلاوين آنذاك خاف أن يشاركه غيره زوجته! وبالتالي ذهب هذا المنافس الجاهل الأمي ليشرع للمصريين في مجلس النواب بدلاً من رائد من رواد النهضة المصرية وأبو الليبراليةالمصرية أحمد لطفي السيد !عزيزي القارئ  حدثت هذه القصة تقريباً في عام 1913 أي منذ ما يزيد علي قرناً من الزمان ولكنها ما تزالتحدث في بلادي فيخرج علينا رجال دين ليس لهم من العلم ولا من صحيح الدين شيئاً ويقولون هكذا أشياء مستغلين جهل الناس وبساطتهمكمثل من يقول أن العلمانية هي أن تتعري والدتك وما إلي ذلك فيصدقهم الملايين من البسطاء وكل ما جاد الزمان بتنويري يخرج لنا ليضئشمعة في الظلام يكون نصيبه أما القتل كفرج فودة أو النفي كنصر حامد أبو زيد التي فرق قرار من محكمة مصربة آنذاك بينه وبين زوجتهرغماً عنهما أو السجن كأسلام البحيري ومؤخراً أحمد عبده ماهر الذي كان نصيبه خمس سنوات سجن مشدد لننهي حياته في السجن فقدتجاوز عمره 77 عاماً وكل جريمته هي التفكير في زمن التكفير ! ولا أعلم كيف ستتقدم مصر إذا ما كان السجن أو النفي أو القتل هو عقابالمفكرين والتنويريين في بلادنا ؟! الفكر يُقَابل بالفكر والحجة بالحجة والدليل بالدليل والكلمة تقابلها الكلمة ولا يجب سجن مفكر لم يدعوا يوماًإلي عنفأ أو كراهية ! ولا أخفي أنني غير متفائل بالمرة من تغيير هذا الوضع في القريب العاجل حيث ينشغل مجلس نوابنا المنوط به تغييرالقوانين بقضايا أخري كونية كمنع عرض مسرحية لسارتر لا لشئ غير أن أسمها (المومس الفاضلة) فأنتفض بعض النواب المحترمون إذكيف تكون مومساً فاضلة !! رغم أن هذه المسرحية تم عرضها في مصر من عشرات السنين ولم يكن هناك قمة ما يؤرق المجتمع آنذاك ولاعجب فنحن المجتمع الوحيد الذي يتقدم للوراء !

أخيراً سلاماً لروح المفكر والفيلسوف الأستاذ أحمد لطفي السيد أبو الليبرالية المصرية وبالطبع قد تختلف أو تتفق مع بعض مواقف أو أفكارأحمد لطفي السيد ولكن لا تستطيع أن تنكر أنه كان أحد هؤلاء الذين حملوا شعلة التنوير لهذا الوطن !

وتبقي كلمة ، تحتفل جريدة جود نيوز  في الحادي عشر من ديسمبر بعيدها الثامن ، وتبقي جود نيوز جريدة حرة مستقلة تتسع لكل الآراءبكل حرية دونما تحيز أو موالاة أو تبعية لأحد أو لأچندة أحد فتحية لتلك الجريدة الغراء المستقلة العزيزة وتحية لكل من يساهم ولو بحرف فيتبني حرية الرأي والتعبير .