ابرام مقار يكتب: قائمة منع السفر الكندية وأخطاء كل طرف
بعد إجتماع وزاري لحكومة ترودو يوم الثلاثاء، الثلاثين من نوفمبر الماضي، أصدر وزراء الصحة والسلامة العامة والنقل قراراً بضم ثلاث دول لقائمة حظر السفر من بينهم مصر، دون ذكر الإجراءات المترتبة علي هذا القرار أو أسبابه. وفي اليوم التالي تم الإعلان عن تلك الإجراءات الاستثنائية لجنوب أفريقيا موزمبيق ومالاوي ونامبيا وبوتسوانا وليسوتو واسواتيني وزيمبابوي ونيجيريا ومصر، بوجوب إجراء اختبار الكوفيد، PCR في دولة أخرى قبل القدوم إلى كندا، وبعد الوصول إلي كندا يتم إجراء اختبار PCR آخر يعقبه حجز المسافر في أحد أماكن أماكن الإقامة حتى ظهور نتيجة الاختبار سلبياً ثم يعزل نفسه لمدة ١٤ يوماً في منزله. وبناء علي ما سبق أعلنت شركة مصر للطيران عن وقف رحلاتها إلى كندا.
في لقاء مع المتميزة "تأوناس فريد" في برنامجها Welcome to Canada our new home والذي حللت به ضيفاً مع العديد من الضيوف، وعندما تم السؤال "لماذا مصر؟!"، قلت بأن السؤال يحمل صيغتين أحدهما استنكارية والآخري استفهامية. فإذا كانت الصيغة الإولي والتي تحتمل نظرية المؤامرة قلت بأنني لا أحبذ الأعتقاد في تلك النظرية حتى وإن كانت موجودة، فتلك النظرية تجعلك تمر علي المواقف دون تحليل إو تقييم كما أنها تخلق حالة من الكسل والتحيز والتعصب، ولهذا سأجيب علي السؤال بصيغته الاستفهامية، فأشرت لما قالته مسئولة الصحة العامة، "تريزا تام"، والتي قالت نصاً بأن الدول العشرة تتشارك في ثلاث أمور هو قلة عدد المطعمين بتلك الدول بالمقارنة بعدد السكان، والأمر الثاني هو وجود حالات تحمل متغير "كوفيد - ١٩" الرابع أوميكرون في دول أوروبية لقادمين تلك الدول قبل إعلان اياً من الدول العشرة عن وجود حالات من المتغير الرابع بها، والأمر الثالث هو وجود حالات عدة لمسافرين من تلك الدول مصابين بالفيروس واختبارهم إيجابي رغم أنهم يحملون شهادات أختبار سلبية.
وشخصياً أعتقد أن اعتبار مصر للطيران هي الشركة الوحيدة حالياً التي تنقل القادمين من أفريقيا إلي كندا ساهم في وضع مصر بتلك القائمة
وكنت أنتظر أن تقوم وزارة الصحة المصرية بالرد - حتى كتابة هذا المقال - علي تلك الادعاءات وخاصة أنها تحمل تشكيكياً في اختبارات المعامل والمؤسسات الصحية المصرية، وبالبحث لم أجد أي تصريح رسمي بعدد المطعمين في مصر أو عدد المصابين بالمتغير الرابع "اوميكرون" أن كانوا موجودين
وبالطبع أن كنا سنعاني من هذا القرار كجالية مصرية موجودة بكندا فإننا سنعاني بكوننا كنديين، فمنذ متى تفعل كندا برعاياها هذه الإجراءات التعسفية ، كندا التي أرسلت طائرات للبنان عام ٢٠٠٦ للكنديين اللبنانيين والتي ارسلت طائرات لجلب المصريين الكنديين وقت ثورة ٢٥ يناير، لماذا لا تفعل ذلك الآن كيف تطلب من رعاياها الذهاب لدولة ثالثة لإجراء اختبار الكوفيد دون مراعاة لصعوبة هذا الأجراء وتكلفته الباهظة. فضلاً عن ضعف الاهتمام والرعاية ومعاناة للقادمين من تلك الدول العشرة بعد وصولهم في أماكن الاحتجاز حتى صدور نتيجة الاختبار، والتي تحدث عنها الصيدلي "مجدي يشوع" كشاهد عيان علي ما حدث.
أتمنى من الحكومة المصرية الخروج من حالة الصمت والرد علي الادعاءات الثلاث ، وأتمنى من الحكومة الكندية معاملة رعاياها أفضل كثيراً من هذا، فهم رعايا ومواطنين حتى وأن كانت الصحة الكندية تشك بأنهم مصابين