The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

جورج موسي يكتب: في طريق المطار.... قصة قصيرة لرحلة طويلة

كان الصمت هو السيد بينما تشق السيارة طريقها بصعوبة إلى مطار القاهرة الدولي، كانت السيارة تتوقف أكثر مما تسير بفعل الاختناقات المرورية التي أصبحت من علامات القاهرة المسجلة! جلس كلاهما على المقعد الخلفي للسيارة وكل منهما ينظر إلي الشباك الذي بجانبه.

 في صمت غريب مرت سنين عمرهما وكأنها شريط ذكريات يشاهده كل منهما أمامه علي شاشة سينما صامتة تمثلت في شباك السيارة الذي بجانب كل منهما وبينما فشل كلاهما في تذكر مرة واحدة جلسا فيها بجوار بعضهما ولم ينظر أو يتحدث أحدهما للآخر كهذه المرة، كانت الدموع تفيض من أربع عيون بشكل مستمر وبنفس السرعة ونفس المرارة! كانا قد تقاسما كل حكايات العمر، فعلا كل شئ سويا، عاشا الحياة بكل تفاصيلها معاً، لهما ذكريات معاً في كل ركن داسته قدم كل واحد منهما!

 في السينمات والمسارح ودور الثقافة والمقاهي والأستادات ومراكز التسوق والشوارع والحارات وكل شئ! لم يفترقا منذ ولد اصغرهما وقد كان بينهما بضع سنوات قلائل! ناحية شباك السيارة اليسار جلس الذي سيهاجر بعد دقائق وعلي اليمين جلس الذي سيبقي وكلاهما سيودع نصفه الآخر بعد قليل! كلما أقتربت السيارة للمطار كلما زاد خفقان القلب وتعالت الأنفاس بشكل مضطرب، كان عقل كل منهما لا يقبل فكرة بُعد الآخر عنه. 

وبينما كانت رائحة الحزن تفوح من كل جانب من جوانب تلك السيارة التي كرهها كلاهما، كان طعم مرارة الفراق يكوي حلق كل منهما بشراسة دون شفقة! ويبدو أن سائق السيارة شعر بالضيق والملل فأراد أن يكسر هذا الصمت الكئيب الممتد طوال الطريق فأستأذنهما في تشغيل كاسيت السياراة فأجاباه بالرفض بسرعة غريبة في نفس الوقت وبصوت واحد بدرجة من الحدة! لم يفهم السائق أن سبب رفضهما معاً بتلك السرعة وبتلك الحدة وفي نفس الوقت أنهما كانا يعلمان أن أي ما كان سيدور في كاسيت السيارة كان سيلهب ذكرياتهما أكثر وأكثر علاوة علي أنه سيحمل ذكرى جديدة ستحمل من المرارة الكثير في المستقبل فأشفق أحدهما علي الآخر وعلى نفسه من تلك الذكرى!

بعد قليل توقفت السيارة ونزل كل منهما من ناحية عكس الآخر بطريقة تعكس فراقهما بعد قليل! وبينما يحتضن كلاهما الآخر والدموع تملئ العيون همس الراحل بصوت أعيته الذكريات طوال الطريق قائلاً لا أستطيع العيش هنا !َفرد عليه الباقي وهو يمسح دموع وجهه وبالكاد تخرج الكلمات من فمه قائلاً وأنا لن أستطيع العيش بدونك! سأموت هنا وستموت هناك وأحدنا سيقف في السرادق يتلقي العزاء في الآخر وهكذا تنتهي القصة وسيكون لقائنا القادم في السماء...بعد فترة قصيرة رحل الباقي وبقي الراحل في أنتظار لقائهما في السماء....قصة لم تتم، ستتم عند اللقاء.