ابرام مقار يكتب: إيرين أوتول وقانون الإصلاح
في عام ٢٠١٤ أقر حزب المحافظين قانون حزبي سُمي بـ "Reform Act" أو "قانون الأصلاح"، والذي وازن بين قوة الكتلة البرلمانية المنتخبة من ملايين الكنديين وبين قوة قيادات الحزب المنتخبة من مئات الألاف من أعضاء الحزب. وهو القانون الذي أعطى الحق للكتلة البرلمانية والممثلة في أعضاء البرلمان المحافظين المنتخبين في مراجعة قيادة الحزب وإقرار العزل إذا تطلب الأمر ذلك، وكذلك سلطة تعيين الزعيم المؤقت للحزب.
وفي بداية الأسبوع الماضي وبموجب هذا القانون وقع تقريباً ثلث الكتلة البرلمانية علي خطاب يحمل الاستياء من أداء الزعيم الحالي للحزب "ايرين أوتول" ومن قيادته للحزب، وخصوصاً بعد فشل حزب المحافظين في الفوز بتشكيل الحكومة في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة. وفشل "أوتول" في إقناع أكثر من نصف الكتلة البرلمانية بالتصويت له وبإستمراره في قيادة الحزب، ولم يصوت له سوي ٤٥ نائب وصوت ضد إستمراره ٧٣ نائب بينما امتنع رئيس الكتلة البرلمانية "سكوت ريد" عن التصويت. في أول تنفيذ لهذا القانون في الشق المتعلق بتقييم أداء رئيس الحزب وعزله. وبعدها بساعات يتم إختيار "كانديس بيرجين" كزعيم مؤقت للحزب. وأتذكر في يوليو ٢٠٢٠ أجرت "جود نيوز" حواراً مع أوتول قبل فوزه برئاسة حزب المحافظين بأسابيع قليلة، أجراه معه الزميل "جورج موسي"، وقال فيه أنه المرشح الوحيد القادر علي هزيمة ترودو في الانتخابات، وتحدث أوتول عن مشروع قانون "سي - ٨" والمتعلق بتجريم الآباء إن حاولوا توجيه الأبناء لقبول جنسهم البيولوجي، وقانون "سي - ١٦" والمتعلق بالمتحولين جنسياً، وعن رفضه الشديد لما تفعله جماعة الأخوان المسلمين وجماعات وتنظيمات الإسلام السياسي، وتأييده لسحب الجنسية عن المتورطين في قضايا إرهابية،
وبرغم كل الكلام الجيد الذي قاله "أيرين أوتول" لـ "جود نيوز"، إلا أنه وفي حديثه عما سيفعله بحزب المحافظين حال فوزه قال كلاماً أعتقد أنه لم يفعله، وهو ما كان أحد الأسباب الهامة لخسارته في انتخابات أكتوبر العام الماضي وإقالته من الحزب جراء رفض الكثيرين له، أهمها كان الحفاظ علي مبادئ حزب المحافظين. وتلك كانت أحد سقطات ومآخذ الكثير من أعضاء الحزب ومؤيديه وناخبيه في الانتخابات الماضية، وهو شعورهم أن حزب المحافظين انحرف نحو اليسار الليبرالي ولم يعد هو ولا زعيمه يحملون مبادئ الحزب الأولي والتي أجتمع حولها ملايين الكنديين. وشعر الكثير من المحافظين من المواطنين الكنديين أنهم يختارون ما بين السئ والاسوأ وبين الأحمر والأكثر احمراراً بينما لم يعد للأزرق وجود لا لوناً ولا مبادئ،
مما جعل الكثير منهم يفقدون الثقة والحماس ويعزفون عن الانتخابات، وهذا بلا شك هو التحدي الكبير الذي سيواجه الزعيم القادم وهو إعادة ترتيب البيت من الداخل وإحياء قيم الحزب الذي بُني عليها. وبيث الحماس والأمل في مؤيديه أن تلك المبادئ والأفكار مازالت حاضرة وبها عناصر النجاح في الانتخابات القادمة