A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ابرام مقار يكتب: الطفل ريان وقدر الاهمال

في سبتمبر ٢٠٢٠ أتصلت أم بمقاطعة أونتاريو الكندية بالشرطة ليلاً وأخبرتهم عن غياب طفلها وعمره ٦ سنوات منذ ٤٥ دقيقة، وأن الطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة. وعند سؤال الأم عن وجهة الطفل المتوقعة أجابت أنها تتوقع أن يكون ذهب للغابة الموجودة خلف منزلهم، وكانت المشكلة أن تلك الغابة ذات أشجار كثيفة فضلاً عن استحالة الرؤية ليلاً، علي الفور خرجت قوات الشرطة ومعها الكلاب المدربة ونظارات الرؤية ليلاً، كما خرجت قوات بطائرة هليكوبتر ومعهم أضواء الليزر لإرشاد القوات البرية لمكان الطفل، وبالفعل تم رؤيته من قبل قوات الطائرة والذين بالفعل أرشدوا القوات الموجودة علي الأرض لمكان الطفل والذي وجد مستلقياً فتم نقله إلى المستشفى للإطمئنان الكامل علي حالته الصحية وعاد بعدها بساعات إلي بيته، ورصدت قناة CNN الأمريكية الحدث بعدها كدليل علي جاهزية الشرطة الكندية لموقف مثل هذا والتحرك السريع جداً لإنقاذ طفل قد تكلف دقيقة واحدة تأخير حياته بالكامل.

تذكرت تلك الحادثة وأنا أتابع حادث الطفل المغربي "ريان"، والذي أثار ضجة بمواقع التواصل الاجتماعي بل وبالعالم. والذي في أول أيام هذا الشهر أختفي وبعد بحث الأهل عنه علموا أنه سقط في بئر قطره ٢٥ سم في محيط منزله واستقر علي عمق ٣٢ متر، ولم يكن فارق الحياة بعد. وبعد محاولات اراها غير محترفة تم إخراج جثته بعد ٥ أيام من سقوطه بالبئر. ورغم جدية أهالي منطقته وما حولها وأخلاصهم في محاولة إنقاذه شعبياً، إلا أن ريان كان ضحية جديدة للإهمال لتلك البقعة من العالم. فمحاولات إنقاذه الجدية بالمعدات لم تبدأ إلا بعد يومين من سقوط الطفل، وفي اليوم الثالث وبعد عدة محاولات فاشلة وغير مدروسة طاق ذهن العمال لحفر بئر أخر بجوار الأصلي، ومحاولة الوصول للطفل "ريان" عن طريق الحفر الرأسي ثم الحفر آفقياً في نفس مستوي سقوط الطفل، ولكن لغياب العقل واليد المدربة والخطة الجاهزة غلبت العشوائية والتخبط والبطئ علي المشهد. كذلك تم محاولة إنزال فرد إنقاذ ويبدو أنه غير مدرب فطلب النجدة والإنقاذ هو شخصياً بعد الوصول لعمق ٢٠ متر وتم إخراجه. وأخر يومين تم الحفر يدوياً خوفاً من انهيار التربة علي عمال الحفر، رغم وجود الأن معدات حديثة تستطيع الحفر وبناء جدار خرساني حولك في نفس الوقت وتلك المعدات موجودة بعدة دول أوروبية قريبة من المغرب. بالإضافة عن أنباء عن عدم نزول طعام وشراب للطفل في أخر يومين، وانتهاك خصوصية الطفل والأسرة وبث صور للطفل داخل الحفرة وهو في حالة اعياء كبيرة

في ٢٠١٩ سقط طفل إسباني عمره عامين ويدعي "جولن" في بئر عمقه ١١٠ متر ورغم أنه لقي حتفه نتيجة السقوط، إلا أنه تم استدعاء ٩ شركات بينهم شركة سويدية عالمية متخصصة في تحديد الموقع الجغرافي الدقيق وواصلوا العمل ليل نهار ولأيام للبحث عن فقط جثة الطفل... كل تلك المعدات والشركات والخبراء لـ "جثة الطفل"

الطفل المغربي ريان لو كان علي الجانب الشمالي من البحر لتم إنقاذه وعاش ولكن قدره أنه في مكان بالعالم ليس به خطة ولا معدات حديثة وقبل هذا حياة الإنسان ليست بالأمر المهم، ليس هناك شئ معد وجاهز حال حدوث تلك الحوادث سوي بيانات النعي الملكية والحكومية التي لا تحمل أية اعتذارات عن فشل لكن تحمله للقضاء والقدر ... وقدر هذا الطفل الوحيد هو وجوده في بقعة لا تعنيها حياة المواطن ولا حقوقه 

[caption id="attachment_7482" align="aligncenter" width="300"]الطفل ريان الطفل ريان[/caption]