ابرام مقار يكتب: بوتين .. الديكتاتور كاره الغرب
لا صوت الآن في العالم أجمع يعلو علي صوت المعركة الروسية الأوكرانية، أوكرانيا التي تتحرك بين الاحتلال والاستقلال علي مدى المأتين عام الأخيرة، فقد كانت تخضع للاحتلالين الروسي والنمساوي قبل قرنين لتستقل بعد الحرب العالمية الأولى، ثم تصبح من مؤسسي الاتحاد السوفيتي قبل تفكيكه عام ١٩٩١ واستقلالها مرة أخري، وها هي الآن تخوض حرباً ضد الروس دفاعاً عن حقها في الاستقلال السياسي.
مشكلة الشعب الأوكراني هي مشكلة شعوب كثيرة تطمح في نصيبها من حقوقها الإنسانية وحريتها في التعبير وأن تُحكم بنظم ديمقراطية ، وسلطة قابلة للتغيير. ولهذا يحلم الأوكرانيون وخاصة بعد ثورتهم في ٢٠١٤ للانضمام للمعسكر الأوروبي الغربي المعتدل الديمقراطي وليس للمعسكر الروسي الشرقي الديكتاتوري الفاسد والذي لا تملك شعوبها من أمرها شئ. وحتى وإن كان كلا المعسكرين لهم مصالح في أوكرانيا، فالدولة الأوكرانية تريد بالطبع بناء علاقات مع الحليف الأكثر التزاماً بالاتفاقات والمعاهدات والذي يؤمن بمصلحة طرفي المعاهدات وليس فائدة طرف واحد فقط
والعديد من الدول الغربية في العالم سواءً من الناتو أو من خارجه تقف مع أوكرانيا, فالعالم يخشى الديكتاتوريات القوية، فوجود سلاح نووي في يد حاكم لا يجروء أحداً في بلده أن يراجعه في أمر، مثله مثل أن يحمل مجنون سلاحاً في شارع ويروع الأخرين. ولهذا يري الكثيرين أن نهاية العالم ستأتي عبر أحد الديكتاتوريات الثلاث أما الروسية أو الصينية او كوريا الشمالية.
وقد رأي الجميع وزير الدفاع الروسي "سيرجي شويجو" وهو يبلع لعابه خوفاً من بوتين حينما أمره بتجهيز الرؤوس النووية، وكيف قبض الرئيس الروسي علي ١٧٠٠ متظاهر من شعبه فقط لرفضهم الحرب علي أوكرانيا
مشكلة بوتين الكبرى أنه بلا عقل في كل ما يتعلق بالعداء للولايات المتحدة والغرب، فبينما أيدت روسيا الولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت لأنه كان أمر يتعلق بالصالح السياسي والأمني للعالم وقتها، نجد بوتين يعادي الغرب في كل شئ بل ويقيم تحالفات مع أي دولة تتفق معها في عداءه، حتى ولو كانت دولاً مثل إيران وكوريا الشمالية والصين
نعم روسيا تملك سلاحاً أضعاف ما تملكه اوكرانيا وقرابة ما تملكه العديد من الدول الأوروبية ولكن الحرب ليست عنف ولكنها عزلة وكل يوم تنعزل روسيا عن العالم مالياً وسياسياً وجوياً ورياضياً، ولها نحن سنظل ضد الحرب وضد كل ديكتاتور يروع الآمنين في الجوار بقرار فردي أملاً في زعامة أو عنجهية لم تعد مقبولة في القرن الحادي والعشرين
وكما قال محمود درويش، "تنتهي الحرب ويتصالح القادة وتبقى تلك العجوز تنتظر ولدها الشهيد ، وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب ، وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل ، ولا أعلم من باع الوطن ولكني رأيت من دفع الثمن"