The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

منسي موريس يكتب: الحرب والجنون

أثناء قيام الحرب بين " روسيا و أوكرانيا" رأى العالم أجمع حجم الخراب الذى خلفته هذه الكارثة  منهم من يستغرب ويتعجب رغم أن التاريخ الإنسانى مكتظ ومَلْآن بالحروب والمجازر الدموية ومنهم من يحلل وإختلفت التحليلات بين مؤيد ومعارض الكل يرى الحدث من خلال منظوره الشخصي .

لا شك أن الحرب والخراب والدمار والدموع والألم والأزمات الإقتصادية كلها أفعال مرفوضة عند كل صاحب عقل وضمير وحس إنسانى سليم لأن كل هذه المصائب والنكبات تُخالف الطبيعة البشرية الخيرة ، لكن السؤال الذى ينبغي أن نطرحه هنا لماذا تَنَشّبَ الحروب ؟ ولماذا نجد الكثير من الأشخاص من أصحاب السُلطة والنفوذ أو حتى الأشخاص العاديون يؤيدون كل هذه البلايا والنوائب ؟ هنا يبرز دور المحلل السياسي لتفسير الأمر من الزاوية السياسية ولست أنا هنا كى أمارس هذا الدور من التحليل ولكنى سأنظر إلى الموضوع من ناحية أخرى مختلفة تماماً .

دعونا نتفق في البداية على أن هناك أسباب إيدلوجية لنشوب الحرب منها السياسي ومنها الدينى فالإيدلوجيات الشمولية الإجرامية ذات التوجهات الدينية أو السياسية قد تكون سبب رئيس في إشتعال الحرب لأنها تُكرس للكراهية والسطو والإعتداء وتهدف إلى السيطرة ومحوالآخر من الوجود ، والسؤال الأساسى لماذا يخترع الإنسان مثل هذه الإيدلوجيات الإجرامية الفاشية ويدافع عنها حتى النفس الأخير ؟ هنا لا أتحدث عن الأشخاص الذين قد يكونوا مؤمنين بهذه الإيدلوجيات عن جهل وعدم علم لكنى أتحدث القادة والمؤسسين والمُنظرين ؟

هنا نكون قد إنتقلنا من مرحلة التحليل السياسى للحرب إلى مرحلة التحليل النفسى والفلسفى  لماذا نجد إنسان يخترع إيدلوجية مفياوية إرهابية ويفرح وينتشى بتنفيذها حتى ولو على حساب دماء الأبرياء ودموع الأطفال ؟ رغم أن هذا الفعل يعتبر عند الإنسان السوى يعد جريمة وخطيئة وذنب ومعصية ؟ وأن السعادة الحقيقية تكمن في مساعدة الآخر وإعطائه الحياة والوجود والحقوق والكرامة بالعلم والتقدم والقيم ؟

ورغم أن التاريخ طافح بالمجازر البشرية والحروب ويعلمنا أن الحروب لها مساوئ ولاتترك سوى الخراب والتشرد والعذاب هذا الإنسان يريد تكرار هذه المعاناة والأنين ؟ رغم أن الإنسان الطبيعي من المفترض أن لا يكرر سواد الماضى وظلامه وضياعه وأن يتخلص من الماضى الدموى؟ أليس هذا يكشف لنا عن جوانب سيكولوجية وروحية لهذا الإنسان ، فكل السفاحين  والطغاة الذين اخترعوا إيدلوجيات فاشية إراهابية دينية كانت أم سياسية بررت قتل البشر وإغتصاب حقوق الآخر بل ومحوه من الوجود لو قرأئنا سيرهم الشخصية أو القصص التي كُتبت عن حياتهم سنجدهم غير أسوياء من الناحية النفسية والعقلية لأنهم جعلوا قيام إمبراطورياتهم ودولهم وسلطانهم بالقوة  ، هم يرون أنفسهم والعالم من منطلق مايملكون من قدرة وجبروت لامن خلال مايستطيعون أن يقدمونه للعالم هم فقط يريدون السلب والتسلط وإخضاع البشرلهم بالقوة ، الآخر هو مجرد آداة موجود فقط لأجل أن يُنفذ عليه أحكام هذه الإيدلوجية وكل من يحاول أن ينتقد حتى ولو بالكلمة أسس هذه الإيدلوجية يكون مصيره التنكيل به والهلاك و ممكن أن يدفع الثمن حياته هم يكرهون العقل والفطنة والخير والنور ويمجدون الجهل والظلام واللامنطق واللامعقول  .

هذا الأسلوب الإجرامى ترفضه الطبيعة البشرية السوية لذلك كل الإيدلوجيات الإرهابية التي تتسبب في قيام الحروب  أرى أن أصلها يعودإلى الجنون والإضطرابات النفسية ، فكل القادة الذين يتبنون مثل هذه الإيدلوجيات  أو يخترعونها ويتسببون في نشوب الحروب ينبغي أن نحللهم وننظر لهم من الناحية النفسية أولاً لا من الناحية السياسية لأن إيدلوجياتهم الإجرامية سواء كانت دينية أم سياسية هي مجرد إنعكاس لتشوهاتهم الروحية والنفسية هي تعبير عن جنونهم وهوسهم لذلك لو حللنا سلوكياتهم من الزاوية السياسية لن نستطيع لأن أفعالهم قد تهدم كل تحليلاتنا لأن أصحاب هذه الإيدلوجيات لا يتحركون وفق المنطق أو العقل بل يتحركون بمقدار ما لديهم من تشوه وخلل وإستعلاء وكبرياء وجنون.