Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا ردا على الاحتجاجات.. فورد يدعو طلاب الجامعات والكليات إلى الهدوء

عبد المسيح يوسف يكتب: على هامش انتخاب ”ماكرون” لفترة رئاسة ثانية في فرنسا

بعين المراقب والباحث جذبتني الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أجريت في جولتها الثانية، للإعادة، بين مرشح الوسط، الرئيس إيمانويل ماكرون، وبين مرشحة اليمين مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية، ولن أقول المتطرفة، لأنها عدلت الكثير من مواقفها. لفرنسا مكان خاصة في قلبي، حيث تعلمت ونضجت هناك، واتيحت لي الفرصة للتواصل مع أوساط المثقفين والباحثين من مختلف التيارات السياسية، حيث عملت باحثا شابا في المركز القومي للبحث العلمي الفرنسي لعدة سنوات CNRS. الحنين إلى فرنسا لا يجعلني استغرب نتائج الانتخابات الفرنسية الرئاسية، أو أي انتخابات برلمانية أو محلية في جوهرة الحضارة الإنسانية، نعم هي بلد الحضارة والثقافة والتحضر، وكما قال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين "إنها بلاد النور" دون أن يجعلنا هذا كله أن ننسي أن لفرنسا ماضي استعماري امبريالي. منذ أكثر من ثلاثين عاما، والنظام الانتخابي الفرنسي، لا يمنح الفرصة لليمين أبدا للفوز بالرئاسة الفرنسية، حيث عادة ما يحصل المرشحين في الجولة الأولى على أقل من 50%، ومعروف للغالبية، أن فرنسا شأن إيطاليا، عادة يسارية الهوى، إلا إذا كان اليسار قد خرب الدنيا، هنا يمكن أن يتغير المزاج الانتخابي للتصويت لليمين، لكن المعتدل، شأن الذي كان يمثله نيكولاي ساركوزي ذوي الأصول الرومانية، أو جاك شيراك. أما اليمين الذي مثله جان مارين لوبان مؤسسة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة حينذاك، ثم تطورت كثيرا على أيدي ابنته مارين لوبان، فالواضح للعيان، أن النظام الانتخابي الفرنسي، يجعل الجميع في النهاية يتكتل في الجولة الثانية، حتى كارهي اليمين المعتدل أو الوسط أو اليسار أو أي تيارات أخري، لتصويت ليس لصالح المرشح المنافس لمرشح الجبهة الوطنية. على المستوى السياسي، هذه برجماتية سياسية شأن كل النظم الانتخابية، حيث يكرس القوى لمصالحه، كما الحال في كندا حيث التوزيع غير العادل للأصوات، في الأقاليم البحرية على المحيط الأطلسي وهي القليلة السكان، ولكن لها أصوات تعادل أو تزيد علي أقاليم الغرب والبراري الكندي ذو الميول اليمينية المحافظة، ولذا مرتين ينجح ترودو الليبرالي اليساري بأصوات المجمع الانتخابي، ولكن مرشح المحافظين يفوز بأغلبية أصوات المشاركين بالتصويت في الانتخابات، إنها البرجماتية السياسية الاستغلالية. وهذا الأمر ينطبق على الكثير من النظم السياسية في المجتمعات الغربية، ولا مجال لرصدها، لأن هذا يتطلب دراسة متأنية وعميقة لفريق كامل من الباحثين في مجالات متنوعة. إيمانويل ماكرون، هذا الرئيس الفرنسي المعتدل، فوزه أثار الارتياح في أوساط حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، خاصة وأن لوبان كانت تنوي مراجعة هذه الدوائر، في سبيل المزيد من الدعم للشوفانية الفرنسية. والمثير للتفكير أن بعض تيارات اليمين المعتدل والمحافظ صوتت لصالح ماكرون، وليس لمارين، التي تمثل في جزء من توجهاتها اليمين، ولكن المتشدد ضد المهاجرين وضد مزيد من التماهي الفرنسي في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. ماكرون، اكتسب من الخبرة السياسية، ما جعله يغازل الناخبين الفرنسيين من أصول عربية وإسلامية، وكذلك بقية تيارات اليسار واليمين المعتدل، لأنه يعلم جيدا، أنها كلها فئات غير منسجمة مع مارين لوبان زعيمة الجمعية الوطنية. المقولة الذهبية، والتي لها تأثير السحر، هي أن انتخاب الجبهة الوطنية سيقود حتما إلي انقسام فرنسا، جوهرة الحضارة والمدنية الغربية، والتي كانت تعمل في العالم كله علي نشر ثقافتها وقيمها الفرانكفونية، مقارنة بالإمبريالية الاستعمارية الأنجلوفونية، والتي هدفها الوحيد فقط استغلال ثروات وموارد الدول المستعمرة، مقارنة بفرنسا، التي كانت بجانب ذلك تعمل علي نشر قيم وسلوكيات وعادات لها علاقة وثيقة بالحضارة والمدنية. وعزز كذلك من فوز ماكرون، الحرب غير الرشيدة لروسيا على أوكرانيا لمنعها من الانضمام إلي حلف الناتو، بضغوط أمريكية، ورئيسها جو بايدن، الذي يشبه "خيال المآتة"! ويعرف عن مارين لوبان علاقاتها الوثيقة بالدب الروسي فلاديمير بوتين. خلال الفترة الرئاسية الأولي لماكرون، كانت الأمور تسير على ما يرام، معدل البطالة، الذي كانت تعاني منه فرنسا على مدار عشرات السنين، انخفض، ونجح ماكرون في علاج نسبي لأزمة كورونا، إلا أن الأمور تعقدت مع اشتعال ثورة أو مظاهرات أصحاب السترات الصفراء عام 2018. وماكرون معروف أنه أسس ويدير حزبا سياسيا معتدلا بين اليمين واليسار. والسؤال، هل لو كان المرشح الآخر من تيار مختلف شأن الشيوعيين أن اليسار المعتدل وهو غالبين على هوي ليس الناخب الفرنسي فقط، بل والمجتمع ككل، هل كان ماكرون معرضا للهزيمة وفقدان مقعده في قصر الإليزيه؟ واعتمدت مارين لوبان على استيراتيجية "نزع الشيطنة" طويلة المدى في تحسين صورتها التي سبقت انتخابات الإعادة. إذ نجحت في تلطيف صورتها من خلال التخلي عن مقترحات أكثر جذرية، مثل مغادرة الاتحاد الأوروبي تمامًا، ومن خلال إيماءات رمزية مثل طرد والدها من الحزب بعد أن كرر ادعائه بأن الهولوكوست كانت "تفاصيل تاريخية". ويكفي للإجابة علي هذا السؤال، أن نعرف أنه مع بقاء استطلاعات الرأي متقاربة بعد الجولة الأولى من التصويت، التي توقعت المرشحين النهائيين لجولة الإعادة، حث القادة السياسيون من جميع التيارات السياسية مؤيديهم على دعم إيمانويل ماكرون، ضد مرشحة اليمين المتطرف. وألقى الرئيس اليميني المحافظ السابق نيكولا ساركوزي دعمه لماكرون، الذي كان في يوم من الأيام وزيراً للاقتصاد الاشتراكي. وحث يانيك جادوت، المرشح الرئاسي البيئي البارز، على التصويت الاستراتيجي لمصلحة ماكرون "بدون تردد". أظهرت التوقعات عند إغلاق صناديق الاقتراع يوم الأحد فوز السيد ماكرون بنسبة 58.5% من الأصوات مقابل 41.5% للسيدة لوبان. في الوقت، الذي اعتبرت فيه مارين لوبان أن نتائج الانتخابات الفرنسية تعتبر "نصرا ساحقا"، حيث اقتربت من السلطة أكثر من أي وقت مضى من قبل حزبها، أمام ناخبيها في باريس عقب إعلان نتيجة الجولة الثانية للإعادة للانتخابات الفرنسية الرئاسية لعام 2022، حيث يستمر الرئيس لمدة خمس سنوات في سدة الحكم. صورة مقال عبد المسيح