A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: بين البائع والشاري

أغلقت الباب خلف الأولاد بعد أن أقبلت عمتهم لاصطحابهم إلى السينما. وكان زوجي قد خرج منذ الصباح الباكر لقضاء بعض الأعمال فأصبح البيت لي وحدي. والذين هم في مثل وضعي -تتنازعهم مسؤوليات العمل والأسرة والعلاقات الإجتماعية- يقدرون جيداً أهمية الدقيقة التي يقضونها بلا ضجيج ولا مطالب ولا شكاوي. ولذا فقد كان عليّ أن أحاول تحقيق أقصي إستفادة من ذلك الوقت الثمين الذي هبط علي فجأة كهبةٍ من السماء. واحترت ماذا أفعل.. هل أقرأ كتاباً.. أم أشاهد فيلماً.. أم أخرج للتسوق مع إحدى صديقاتي. ״أي شئ المهم أن أفعل شيئاً غير معتاد وألا أهدر هاتين الساعتين في الأعمال المنزلية״ هكذا رددت بيني وبين نفسي وكنت مازلت غير مصدقة لترتيب الأحداث الكريم الذي منَّ علي بتلك الخلوة النادرة. لم أكد أنهي عبارتي حتى فوجئت بجرس الباب يدق. ظننت أنه أحد الاولاد قد نسى شيئاً فعاد ليلتقطه ولكني فتحت فوجدت أمامي إحدي البائعات. كانت فتاة جميلة في مقتبل العمر تحمل صندوقاً به أدوات تجميل وتعرض علي شراء بضاعتها. حاولت أن أصرفها بلباقة ولكنها كانت لحوح بدرجة كبيرة وظلت تضغط عليّ لكي تدخل وتريني بضاعتها مؤكدة أن الأمر لن يستغرق سوى دقائق معدودات. قاومت علي قدر إستطاعتي ولكني استسلمت في النهاية لإلحاحها واستعوضت الله في الدقائق العشر. تركتها تدخل على أمل أن تقول ما عندها وتنصرف بسرعة ولكن هيهات، أخذت الفتاة تسهب وتسترسل وتشرح أدق التفاصيل وانا أنظر بإحباط إلى ساعتي وأتحسر على الدقائق التي تمر في إثر بعضها ولسان حالي يردد قليل البخت يلقى العظم في الكرشة. بالطبع لا داعي إلى القول بأن الموضوع إستغرق أكثر من ساعة و عندما انصرفت الفتاة كنت في حالة شديدة من الغيظ والكمد والإحباط وخاصة لأني اضطررت لشراء بضاعة لا حاجة لي بها. ضحكت علي بنت الإيه وباعت لي التروماي! عندما زال غضبي قليلاً أخذت أفكر في الأساليب التي يتبناها البائعون لإتمام البيع وعقد الصفقات، فالبائعون أنواع ولكل منهم استراتجية في البيع تتفق وشخصيته.. هناك مثلاً النوع الرخم شديد الإلحاح الذي -بغض النظر عن ظروفك وحالتك واحتياجك- قد صمم ألا يدعك تفلت من يده دون أن تشتري بضاعته كالخفاش الذي لا ينصرف إلّا بالطبل البلدي. ونوع آخر يتمسكن ويلعب على مشاعر الذنب عند المشتري فيحاول أن يشعرك بأن عليه البيع بنسبة معينة إن لم يحققها سيفقد عمله وانك إذا رفضت شراء بضاعته ستتسبب في هدم أسرته وتشريد أبنائه. وهناك نوع مبالغ مسرف في تحمسه يحاول اقناعك بأنه يعرض عليك فرصة ذهبية وأن بضاعته لقطة لا يستخدمها غير الفنانين ورجال الصفوة المهمين.. ونظراً لسرعة رواجها فإنه لم يتبق منها سوى قطعتين قطعة منهم محجوزة لأحد المشاهير والأخرى هي تلك التي بين يديك فإذا رفضتها تكون قد أضعت فرصة العمر وستندم على ذلك أيما ندم. طرق البيع عديدة ومتنوعة ولكن بغض النظر عن أسلوب البائع يجب علي الشاري ألا يشتري أكثر من حاجته.. وقد صدق من قال أن بين البائع والشاري يفتح الله.