ابرام مقار يكتب: شيخ الأزهر وضريبة الوظيفة
ضمن حملة في جمع أكياس الرمل لمواجهة الفيضانات في العاصمة الكندية، أوتاوا. أوقف مواطن كندي "جاستن ترودو" وقال له مستهجناًوأمام الكاميرات والصحف، "هل تعلم كم من الوقت استهلكت وكم من الوقت تأخرنا عن جمع الأكياس بسببك". وأضاف "أنا أقف منتظراًمنذ ٣٠ دقيقة ومتاخراً عن العمل بينما أنت هنا تستجم. نحن نساعد الناس وأنت تتسبب في تعطيل عملنا بالأمن الذي يرافقك". بينما عندماحاول ترودو الدفاع عن نفسه قائلاً "أنا وأطفالي نساعدكم في جمع أكياس الرمل" أجابه المواطن الكندي " أنا أعمل بينما أنت هنا لتتصوروهذا أكبر نفاق رأيته في حياتي ، ولن تأخذ صوتي بعد الأن"
وفي انجلترا والولايات المتحدة حيث يمنع تماماً التصنت علي رسائل أو مكالمات المواطن دون إذن قضائي نجد أنه تم تسريب الرسائلالنصية لبوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني مع رجل الصناعة الإنجليزي "جيمس دايسون". كما تم تسريب مكالمات ترامب معسكرتير ولاية جورجيا أثناء الإنتخابات بل وإذاعتها.
وفي أخر عشر سنوات أعتذر البابا بنديكت السادس عشر عن الإساءة الجنسية التي حدثت من قبل قساوسة بالكنيسة الكاثوليكية كماأعتذر البابا فرانسيس عن الأخطاء التي فعلتها الكنيسة الكاثوليكية بحق السكان الأصليين بكندا أثناء الإشراف علي المدارس الداخلية فيمنتصف القرن الماضي، رغم أنها كانت مسئولية مشتركة مع الدولة. ورغم أن البابا الحالي والسابق هم أنفسهم لم يفعلا شئ بل هي أخطاءقيادات وباباوات أخري رحلت عن عالمنا من الأساس.
كل ما سبق يثبت أن الشخصيات العامة من قيادات سياسية ودينية ليست لها حرية المواطن العادي. ولهذا قمة العجب أنه حينما يعود شيخالأزهر من العلاج في الغرب وأن يظهر في رحلة العودة وهل يقرأ كتاب "أفول الغرب" للكاتب المغربي "حسن أوريد"، يتعرض د. خالدمنتصر هو للنقد الشديد لأنه انتقد شيخ الازهر علي مشهد شيخ الأزهر بالطائرة، ولو تجاهلنا نقد الكارهين والمزايدين علي د. منتصر وعليعلمانيته و ليبراليته وما أكثرهم سنجد أقلية شبه موضوعية تناولت نقد خالد بدعوى حق شيخ الأزهر في أن يقرأ ما يريد، ونسوا أن شيخالأزهر شخصية عامة تخضع لتقييم المجموع في أدق التفاصيل الحياتية ، وتصرفاتها سواء كبيرة أو صغيرة محسوبة عليه تماماً وتحتالميكروسكوب دائماً كما هو حال كل تلك القيادات والشخصيات العامة في العالم من حولنا