The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

جورج موسى يكتب: يا شنودة …. لو لم تكن مصرياً!

طفلاً لم يكمل ساعات في هذه الحياة وجد نفسه ملقي في دورة مياه في كنيسة دون غطاء أو حضناً يضمه فيشهر بالأمان أو ثدياً يرضعه فيسد جوعه، ظل يصرخ ويصرخ لعله يجد من يحنو عليه في هذا العالم الذي أتي إليه رغماً عنه ويقيناً لو كان القرار قراره وعلم ما سيحدث له لفضل عدم المجيء إليه من الأساس وبينما يصرخ معبراً عن جوعه وألمه وحزنه ومرارته من الجور يسمعه زوجان حرمهما القدر من نعمة الإنجاب فقررا أن يتبنيانه وهما لا يعلمان قوانين الدولة الظالمة الجائرة والمجحفة لكل ما هو قبطي وكل ما يدين بدين غير دين الأغلبية! أخذا الطفل ليجد هذا الطفل أخيراً حضناً يضمه بعد قهر وقلباً يحنو عليه بعد جفاء ويداً ترتب على كتفيه وتطمئنه بعد خوف! عاش شنودة في كنف هذان الزوجان اللذان وجدا في شنودة العوض عن حرمانهما من الأنجاب فأصبح شنودة هو كل حياتهما ومستقبلهما بل وكل الأمل في الحياة. كان شنودة يكبر كل يوم أمام عيني أبويه اللذان لم يعرف أهل غيرهما وكان أبوه بالتبني يقيس نمو شنودة بالسنتيمتر والشبر حتي يكبر ويصبح رجلاً، وكانت أمه بالتبني تعطيه من فيض حنانها مخزوناً كم خزنته داخلها عير سنوات الحرمان انتظارا لطفل تمارس معه أمومتها التي فطرها الله عليها فلما جاء شنودة غمر هذا الحنان الفطري المخزون هذا الطفل الجميل فعاش شنودة هذا الحنان وأستمتع به ولكن إلي حين حيث كانت تنتظر هذه الأسرة ما لم يكن لها في الحسبان وكأن القدر أبي أن يترك شنودة يعيش كباقي الأطفال طفولة لا أقول عادية لأن معظم الأطفال في مصر وخاصة أطفال الأقباط لا ينعمون بطفولة عادية أو أقل من عادية. فقامت سيدة يقال أنها قريبة للزوج تنتظر موت الرجل حتي ترث فيه بحكم قانون المواريث البالي المتهالك الظالم في مصر قامت بإبلاغ الجهات المسؤولة أن شنودة طفل يتبناه هذان الزوجان علي عكس ما تنص عليه قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بالتبني في المحروسة فالأسرة قبطية! ياللهول قبطية! ماذا تقولي يا سيدتي؟! أعيدي ما قلتيه مرة أخرى! الأسرة ماذا؟! هل قلتي الأسرة قبطية؟! ثم أما بعد تحركت الجهات المسؤولة (على الفور) دفاعاً عن الدين ولنصرة الدين وأرجوك عزيزي القارئ أن تلاحظ جيداً وصف أنها انتقلت علي الفور لأن نفس الجهات المسؤولة لا تتحرك ولو بعد شهور عند خطف القبطيات في المحروسة، الحاصل أن وجد شنودة هذا الطفل الذي لم يكمل عامه الرابع نفسه بين يدي أحدهم يأخذ عينات منه ليقوموا بعمل تحاليل نسبه لأبويه وهو لا يعلم ماذا يدور حوله ولماذا كل هذا الذي يحدث ومن هؤلاء ولم تمضي علي حيرته ساعات إلا ووجد شنودة من يأخذه بكل قسوة رغماً عنه من حضن أمه وأبيه الذي عرفهما ولم يعرف غيرهما طوال سنواته الأربع التي عاشها علي سطح هذا الكوكب التعيس، بينما أمه وأبيه بالتبني يصرخان ألماً وحسرة وقهراً وظلماً ولا من مجيب. وعلى الفور أيضاً يتم تغيير اسم شنودة وديانة شنودة ويوضع شنودة أو الذي كان شنودة في يوماً من الأيام في أحدي دور الرعاية البائسة في مصر وكلنا يعلم مستوي البؤس الذي يعيشه الأطفال داخل تلك الدور كل هذا حدث لأن القوانين المصرية في الأخوال الشخصية والتي وافقت عليها الكنيسة القبطية تنص أن هذا الطفل يجب أن يبقي على دين الأغلبية، مشهداً لا يمكن لإنسان بالغ أن يتحمله فما بالك بطفل في الرابعة من عمره مر بكل هذا في أربع سنوات فقط هي مدة حياته على الأرض! يعيش شنودة الآن باسم غير اسمه ودين غير دينه و في دار غير داره ووسط أناس لا يعرفهم محروماً من أهله الذي عرفهم ومن كل من أحب وكل ما أحب وعلي غير رغبته كطفل وعلي غير رغبة الإنسانية جمعاء لأن ما حدث لم يمكن أن يكون له أدني صلة بالإنسانية! يصرخ الآن الأب والأم المكلومان الضائعان بعد كل ما حدث ولا من مجيب في المحروسة ولا من يد ترتب على كتفهما حتى ولو من باب التعاطف. شنودة هذا لو ولد في بلد غير مصر من بلاد الغرب كان سيعيش في كنف أسرته سعيداً فخوراً رافع الرأس يعيش في أمان وسعادة ينمو ويتعلم ويأمل في مستقبل مشرق ويكبر ليخدم وطنه ومجتمعه ولن يكون لأحلامه نهاية وربما كان سيصل إلي أعلي المراكز فيها ولكن حظ شنودة السيء أنه ولد في المحروسة في مجتمع لم يرحم طفولته وحظ أبويه بالتبني السيء أيضاً أنهما قبطيان في مجتمع لا يريد أقباطاً.