جورج موسى يكتب: 11 عاما على مذبحة ماسبيرو
ضرب النار في الحرب يا دُفعَة
ضرب النار مش عالأهل
المفروض تحميني يا دُفعَة
وأنت بتسحل فيا سحل
عارف أيه اللي بيوجع
قبل ما اموت مخليني بدمع
آخر منظر قبل ما اموت
دبابة بلدي علي جسمي تفوت
بص في عيني للحظة يا دُفعَة
بص في وشي قبل ما اموت
اصلي لما لمحت عنيك
شفت فيهم فدادين من غل
وأنت بتسحل فيا سحل
ضرب النار عالجبهة يا دُفعَة
ضرب النار مش عالأهل !
في مثل هذا اليوم منذ أحد عشر عاماً وقف بعض شباب الأقباط وقفة سلمية بدون سلاح امام مبني ماسبيرو محتجين على هدم كنائسهم واستمرار سياسات الظلم والتمييز والتهميش وحرمانهم من الصلوات داخل كنائسهم وكانوا قد ظنوا ان هذه السياسات ستتغير بعد قيام الثورة فوجدوا حالهم كما هو بل أسوأ بكثير، وكأن ثورة لم تقم وكأنهم ليسوا من هذا الشعب ولهم الحق في الحياة.
فخرج بعض شباب الأقباط يصرخون مطالبين بكل سلمية وبدون سلاح مطالبين ببعضاً من حقوقهم ففتح جيش بلادهم النار عليهم ودهسوا أجسادهم بمدرعات جيش بلادهم في مشهد لن تنساه الإنسانية وهو مشهد عار على كل صامت عن هذا الخزي وحين طالبنا السلطة الحاكمة آنذاك متمثلة في المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد بمحاسبة المتسببين في الحادث لم نري إلى الآن أي عقاب لأحد، وكأن دماء لم تراق وكأنها أرواحاً بلا ثمن رغم أن الحادث موثق بالصوت والصورة، بل أن بعض المتورطين المباشرين في الحادث مثل المذيعة "رشا مجدي" التي حرضت ضد الأقباط على الهواء مباشرة في تليفزيون الدولة لم يتم محاسبتها وكأنها لم تقترف جرماً ضاع بسببه شباباً في عمر الورود.
وتمادياً في قهر الأقباط تم تعيين المسؤول عن الأعلام آنذاك أسامة هيكل وزيراً للأعلام فيما بعد وكأن تعينه وزيراً جاء مكافأة له على التحريض ضد الأقباط في حادث ماسبيرو متجاهلين مشاعر الأقباط وكأنهم عدم أو لا شيء. إن شاهد المذبحة الذي يقرر أن هؤلاء الشباب قتلوا برصاص ومدرعات الجيش المصري أثناء وقفتهم السلمية بدون سلاح أمام مبني ماسبيرو منددين بهدم كنائسهم حتى ولو أخفيتموه أو تمت أزالته عمداً سيظل في القلوب ومخطئ من يظن أن حقوق هؤلاء الشباب الأقباط ستسقط بالتقادم معولاً علي عامل الزمن في النسيان.
أننا كأقباط شعباً مسالماً نريد العيش بسلام ولا نطلب سوي بعض الحقوق التي كفلها القانون الدولي لأي أنسان وهي حقوق المواطنة العادية والحق في حرية في العبادة والمساواة مع باقي أفراد الشعب! ستظل هذه المذبحة وسيظل حق هؤلاء الشباب في عقولنا حتى نرى محاسبة عادلة لكل متورط في هذه الجريمة.