ابرام مقار يكتب: مونديال قطر ونظرة الغرب للاسلام
في يونيو قبل عامين أنتحرت المصرية "سارة حجازي" في عمر الثلاثين، وكانت سارة قد لجأت إلي كندا بعد اعتقالها مدة ثلاث أشهر لرفعها علم قوس قزح -شعار الجنسية المثلية- في حفل غنائي في مصر. وبرغم نظرة المجتمعات العربية والاسلامية للمثليين أو للداعمين لهم، إلا أن مسجد التوحيد بتورنتو قام بإجراء الصلوات علي جثمانها ونقل القائمين علي المسجد الصلاة عبر Zoom. وهذا المسجد تحديداً يكتب علي موقعه الإلكتروني، أنه مساحة صلاة تحترم التنوع وتساوي بين الجميع بغضٌ النظر عن ميولهم الجنسية، وهو مشهد يعكس التباين والاختلاف بين المؤسسات الإسلامية بين الغرب والشرق من جهة ومدى أهمية وحقوقية المثلية في الدول الغربية. فتقريباً معظم المؤسسات الاسلامية الموجودة بالدول الغربية تحاول عدم التعرض لرأي الإسلام في المثلية الجنسية وتغاضي الحديث عن حكم الشريعة في ذلك الفعل. وفي مواقف عديدة يؤكد بعض القيادات الاسلامية علي حق الاختلاف والتنوع، بل وتحاول تلك المؤسسات البقاء في الظل وفي الحقيقة هم وعلي مدي سنوات ناجحون في ذلك، وتنال الكنيسة الكاثوليكية نصيب الأسد في أي نقد بخصوص هذا الأمر. وأعتقد قطر أقحمت نفسها في تلك القضية الهامة جداً للشعوب الغربية قبل الحكومات، ووضعت الإسلام أمام سهام النقد للمتعاطفين والداعمين لحقوق المثليين وعددهم بمئات الملايين في أوروبا وكندا والولايات المتحدة، قبل سهام الميديا والحكومات بتلك الدول، بل ما فعلته قطر أثار تعاطف من لم يكن يبالي من قبل. وكأن قطر والتي تعرضت لاتهامات معلنة للفيفا بالفساد لاختيار قطر لتنظيم كأس العالم الـ ٢٢. واتهامات بعدم أهلية قطر لمليون ونصف مشجع في بلد ليس به أكثر من ٧٠ ألف غرفة فندقية فقط. كذلك أقحمت قطر نفسها في قضية شرب الخمور بطبقية في أماكن دون أخرى ومقاعد دون أخري، فضلاً عن الاتهام القديم بانتهاك حقوق عمال منشآتها الرياضية قبل البطولة، لم تكتفي بما سبق لتضع نفسها في خندق اشد جدلاً
ما من شك أن قطر حاولت مغازلة عرب الشرق الاوسط والدول العربية والاسلامية بتلك القرارات السابقة بالإضافة للإجراءات الأخرى الخاصة بالترويج للإسلام بين مشجعي المونديال، لتجميل صورتها بعد الاستبعاد البحريني سعودي إماراتي مصري والهجوم الإعلامي لسنوات من دول عربية عدة، ولكنها بتلك القرارات أساءت للاسلام ومؤسساته والكثير من أتباعه في الغرب، وأظهرت عداءها بالتنوع وقبول الآخر علي خلفية دينية، وهي وصمة ستظل لسنوات وستحتاج المؤسسات الإسلامية والمسلمين المعتدلين في الغرب للقيام بدور جبار لمحو تلك الصورة المونديالية