A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

نعمات موافي تكتب: السماح وليالي الملاح

كنت أود أن أكمل معكم طرحي في موضوع "الجين الإلهي والرينبو" وأعدكم بأنني سوف أعاود تكملته فى مقالاتي القادمة..  ولكن المُلح في كتابة مقالتي هذه، أنني كنت أتناقش مع بعض الأحباء حول القدرية والسماح الإلهي بالشر والابتلاء للإنسان حتى ينقذه الله من شر أعظم. قال أحدهم لي إن محبة الله للإنسان تجعله يسمح يكسر رجله وإعاقته حتى لا يقترف أو يتعرض لشر أعظم قد ينهي حياته، وقال لي أخر أن الله قد يستخدم الشيطان ليؤذي الإنسان حتى يجري مستغيثاً مستعيناً بالله، وعندما سألته، قال لي نعم، يمكنه أن يستخدم الشرطي لتعنيف ابنه حتى يأدبه أحسن تأديباً...  وهنا ثارت فيَّ روحي قائلة: "كفيَّ عن الحديث وكفىَ مجادلات"، فالله غير مُجرب بالشرور وهو لا يبتلي أحد.. بعدها انهيت حديثي وركبت سيارتي ودموعي تنساب من عيني، لمجرد انني شعرت أننا قد ظلمنا إلهي المُحب الودود .. ولساني يقول: "لا تضلوا يا أخوتي .. فالله ليس فيه ظلمة البتة ولا يكن الشر راصداً لأعتى الخطاة، لأنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الطَالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالأَبْرَارِ.. وهو أرحم الراحمين.".  وقديماً كنت أقول "قدَّر الله، وما شاء فعل"، أي أنَّه قدَّر هذا الأمر، ووقع بمُقتضى قضائه وقدره، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.. وكنت أتسائل وكيف أدان وأحاسب على سيناريو كتبه "السيناريست الأعظم" أتقنت أنا تمثيله كما دونه على جبيني وفرضه عليَّ وأنا مُكرهة على طاعته والالتزام به وتقديم الشكر عليه له؟ صدقوني كنت أضحك في سري قائلة: عندما أقف أمام السيناريست الديان، سأقول له بكل جسارة عندما يحاول أن يحاسبني، أنني أريدك أن تكافئني بجائزة أحسن ممثلة "أوسكار" لأنني أتقنت الدور الذي كتبته ليَّ .. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُبَي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَي لأتقن المشهد التمثيلي .. فَأَلْهَمَتنيِ فُجُورَ نَفسيِ وَتَقْوَاهَا.. سبحانك أسرع بمنحي الجائزة.. ثم أفطس على روحي من الضحك، أن شر البلية ما يضحك..  ولكنني أشكر الله الذي قادني لدائرة النور لتستنير عيون ذهني وأتيقن أنه أبو الأنوار وليس فيه ظلمة البتة، ولا يعطينا إلا هباته النورانية التامة وعطياه المجيدة الصالحة النازلة من عنده، لأنه هو نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، أشرق عليَّ فأضاء لي الحياة والخلود..  والحق أقول لمروجو السماح ليحيوا حياة الملاح والفلاح والنجاح.. أن السماح الذي تتكلمون عنه هو طفح جلدي ناتج من ثقافات مشوهة تُستخدم فيها العصا حتى لا نعصى والتعقب والرصد والتأديب حتى لا نسيء الأدب وبنظام "اضرب المربوط يخاف السايب"، وعلى الرجل أن يكون حازم مُتسلط يتقن الضرب والهجران ومُحنك بالسادية يحمل في يدٌ عصا للتحكم في المسار وفى اليد الأخرى العكاز الغليظ لكسر أرجل من شرد وخرج من بين القطيع. وهذا ينبع من إحساسه بالمسئولية فى الحفاظ على قطعانه مَسلوبة الإرادة والذهن وعديمة التفكير.. فقولكم هذا يسري على البهائم التي تباد فى الحقل وليس على الإنسان المخلوق على صورة الرحمن فى أحسن تقويم، حامل الصورة الإلهية وقد منحه الله الإرادة الحرة المُطلقة في الاختيار فى كل شيء حتى في يوم ولادته الذي حدداه يوم استمتعا فيه والديه بالحميمية وهما يعلمان بأنهم سينجبانه وحتى اسمه الذي أختاره له والديه لعدم قدرته على التفكير واتخاذ القرار... فالله مُلتزم بما يقرره الإنسان بكامل ذهنه ومشاعره وإرادته الكاملة، حتى يكون الإنسان مسئول مسئولية كاملة أمام نفسه وأمام الله الديان العادل.. فالقاضي لا يحل له أن يحكم على المُكره أو المغصوب أو فاقد الأهلية أو المُسلوب الإرادة إلا سقط العدل وبطل وكان الحق زهوقا.. ولو حكمنا على أنفسنا لما حُكم علينا. فالله ضابط كل الأشياء ولكنه مُلتزم التزام كامل بإرادة الانسان أو إذا سلم الانسان مشيئته الكاملة لله كابن يخضع لمشيئة أبيه ليحيا كما فى السماء كذلك على ارضه.. وعلم الله السابق المعرفة لا يجعله يتدخل في إرادة الإنسان الحاضرة حتى اخر لحظة في عمره، ولا يسمح الله بالشر أو يصيب الإنسان بالابتلاء حتى يمنعه من اقتراف المعاصي، لأن الحامل كل الأشياء بكلمة قدرته قادر أن يغير حياة الانسان بكلمة "كن فكان، أمر فصار" ولكنه ملتزم بحرية إرادة الانسان الكاملة .. دمتم في نعمات إلهي المُحب، الودود، الرحيم، الملك، القدوس، المهيمن علينا بأجواء مجده وبهاء حضوره النوراني لنحيا ليالي الملاح والفلاح والأفراح والنجاح والانشراح، شارحاً قلوبنا بمحبته، لأننا نحبه كما أحبنا فاخترناه بكامل ارادتنا وأذهاننا ومشاعرنا فصار لنا الخل الحميم والنصيب الصالح المستديم.. دمتم ودامت محبتكم مع تمنياتي لكم بالفلاح وحياة الملاح.