روز غطاس تكتب: غنوا للرب رنموا لاسمه
كم من مرات عديدة عندما يملأنا السرور نغني وندندن نغمات تشرق بالسرور والغبطة من أعماقنا إلى وجهنا ولساننا. فالسرور يجعلنا نهيم في سماوات لها رائحة جميلة عطرة والوان مبهجة فرحة تجعلنا شئنا أم أبينا نبتسم لكل وجه يقابلنا.
فالقلب الفرحان يجعل الوجه طلقا فرحا أيضا (أمثال 15: 13 القلب الفرحان يجعل الوجه طلقا وبحزن القلب تنسحق الروح). والصديقون يفرحون يبتهجون أمام الله ويطفرون فرحا. غنوا للرب الاله رنموا لاسمه (مزمور 68: 4) أمسرور أحد فليرنم (يعقوب 5: 13). مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. (افسس 5: 19).
هكذا يوصينا الكتاب المقدس بان نرنم في كل حين لان فرح الرب هو قوتنا (نحميا 8: 10)؛ وسوف تقول عزيزي كما قال الشعب في القديم: كيف نغني ونرنم للرب في ارض غريبة (مزمور 137: 4)؛ لكن القصة عزيزي ليست هكذا فهم يشتاقون للوجود في حضرة الرب الاله متحدثين بأعماله وعجائبه التي صنعها معهم منذ القديم في البرية وعبرهم في البحر وأطعمهم خبز الملائكة ولمدة 40 سنة لم تتقطع أحذيتهم ولم تتهرأ ثيابهم (نحميا 9: 21).
تخيل عزيزي طفل خرج من ارض العبودية إلى البرية عمره أربعة سنوات حذائه ينمو معه لم يتهرأ أو يبلي؛ من هو هذا الاله القادر على هذا الصنيع، الاله الذي يعتني بخاصته ويحميهم ويرعاهم بحسب كمال قلبه ومهارة يديه يهديهم. ورغم هذا لم يحبوا عبادته وفضلوا عليه تمثال عجل مسبوك من الذهب، متذمرين متذكرين قدور اللحم والكراث والبطيخ والبصل وتناسوا الذل والعبودية وصراخهم للرب ليخلصهم مما كانوا فيه!
حواسهم مثل: النظر –الشم-السمع-اللمس-التذوق كانت متحكمة فيهم في ذاكرتهم حتي انهم نسوا الطين والقش وقوالب الطوب المطلوبة منهم تحت حر الشمس وسياط الحراس وإتمامها في يوم واحد، وتناسوا انهم كانوا منبوذين ومنعزلين خارج المدن المصرية لان رعاة الغنم رجس للمصريين (46 : 34) تناسوا ملاك الموت الذي انهي حياة الابكار من البشر والغنم والبقر والحيوان، تناسوا التسبيح الذي كانوا يقومون به عندما طلب الرب منهم منطقة الأحقاء واكل الفصح علي عجل لانهم سوف يخرجون خارج الأرض التي استعبدتهم إلى ارض جديدة تفيض لبنا وعسلا؛ تناسوا صنيع الرب معهم أمام أريحا وصاروا في أعين انفسهم كالجراد. فالتسبيح هو الشيء الوحيد الذي يدخلك إلى محضر الرب الاله ويهيئ عقلك ونفسك لسماع صوته (مزمور 48: 4) غنوا للرب الاله رنموا لاسمه أعدوا طريقا للراكب في القفار باسمه ياه يهوي واهتفوا أمامه.
وفي (أخبار الأيام الثاني 5: 13) يوصف الكتاب المقدس فعل الكهنة أمام الرب في خيمة الاجتماع قائلا: وكان لما صوت المبوقون والمغنون كواحد صوتا واحدا لتسبيح الرب وحمده ورفعوا صوتا بالأبواق والصنوج وآلات الغناء والتسبيح للرب لأنه صالح لان إلى الأبد رحمته أن البيت بيت الرب امتلأ سحابا. أي امتلاء المكان من مجد حضور الرب. كما أن للتسبيح قدرة على مساعدتك لتحمل الألم كما حدث مع بولس وسيلا في السجن بعد ضربهم ضربا مبرحا حيث كانا مصليان ومسبحان الرب فتزعزعت أساسات السجن وتفتحت الأبواب (أعمال الرسل 16: 25).
عزيزي كل مرة يسبح شعب الرب من قلبه إكراما وسجودا للرب لم يبخل الرب من أن يحل في الوسط مُسكتا الملائكة ليستمع لتسبيحتنا. هل تمتعت بالشركة مع الرب يسوع حتى إنك تستمتع بالتواجد في محضره مسبحا ومصليا لأجل نفسك وخلاص من هم حولك لان الرب صالح والي الأبد رحمته وأمانته لدور فدور؟