د. ناجي إسكندر يكتب: الأدلة على حقيقة قيامة المسيح... اخريستوس آنستي ... اليسوس آنستي
ا.د. ناجي إسكندر
الدليلان الأكثر أهمية (الشهود والاستشهاد) على حقيقة قيامة المسيح
الدليل الأول: الشهود
يقول القانون والكتاب: إن كل شيء يقوم ويتأكد على فم شاهدين أو ثلاثة (عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الَّذِي يُقْتَلُ. لاَ يُقْتَلْ عَلَى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ." (تث 17: 6).)
وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ، فَخُذْ مَعَكَ أَيْضًا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ، لِكَيْ تَقُومَ كُلُّ كَلِمَةٍ عَلَى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ.) متي 18:16) وشهود القيامة لم يكونوا إثنين أو ثلاثة بل كانوا بالمئات وربما الآلاف.
فقد ذكر الإنجيل على الأقل 10 وقائع محددة لشهود قيامة المسيح: نذكر منها مريم المجدلية مع مريم الأخرى، بطرس، تلميذي عمواس، تلاميذ المسيح في العلية مرة بدون لوقا، ومرة مع لوقا ".
"وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا." (1 كو 15: 6). وليعقوب أخر الرب، ولبولس الرسول في الطريق لدمشق، وليوحنا في جزيرة بطمس.
وتنوعت طريقة تلك المقابلات وظهورات المسيح فقد حدثت أحيانا لفرد وأحيانا لأكثر من فرد أو لمجموعات، في أماكن مغلقة مثل العلية، وفي الشوارع، في أورشليم، وخارج أورشليم، وعلى مدي أربعين يوما، وأكل المسيح أمام التلاميذ وبعضهم لمسوه مثل لوقا، وحدثت المقابلات أحيانا لفترة قصيرة وأحيانا لوقت طويل.
الدليل الثاني: قبول الاستشهاد ثمنا لصدق الشهادة
يصعب أن يقبل بالاستشهاد شخص وذلك لأجل فكرة يعلم يقينا بانها كذبة ولكن من رابع المستحيلات أن يقبل بالاستشهاد مجموعة كبيرة من الأشخاص ومن أجل فكرة يعلمون جميعا ويقينا أنها أكذوبة فكيف نفسر قبول عشرة من أصل إحدى عشر رسولا لنوال إكليل الشهادة بسبب تبشيرهم بقيامة المسيح إن لم تكن هذه القيامة حقيقة لا شك فيها؟!!
ويقول البابا بنديكيت بابا روما السابق المتنيح بان عدد من نالوا إكليل الشهادة وبسبب الإيمان المسيحي الذي يقوم أساسا على الإيمان بموت المسيح وبقيامته. هذا الاستشهاد هو الأعلى وبما لا يقاس بين كل جموع المؤمنين فقد بلغ حوالي مائة مليون شهيدا ومنذ قيامة المسيح وحتى الآن.
سبعة أدلة أخرى:
١- بداية الكنيسة: قامت الكنيسة الأولي بالتبشير بقيامة المسيح وحدث ذلك في اورشليم وعلى بعد خطوات من قبر المسيح ودخل في أول عظة ثلاثة الأف يهودي معظمهم كانوا ممن نادوا بصلب المسيح وقتله ثم في العظة التالية دخل الإيمان خمسة الأف وكانت محور كل العظات والتي ذكرت في أعمال الرسل يتحدث عن قيامة المسيح. وكان يمكن لهؤلاء الموعوظين أن يقولوا بكذب الرسل وخاصة أن قبر المسيح كان على بعد خطوات منهم وذلك بين الهيكل في اورشليم ومكان قبر المسيح.
بل والاهم فان الرعيل الأول للكنيسة كان من اليهود المتحولين إلى المسيحية وذلك بسبب تأكدهم من صدق قيامة المسيح وهم من كانوا قد طالبوا بصلبه وقد أدت هذه القيامة إلى تحول معظم اليهود إلى المسيحية وعليه اضمحلال عدد اتباع اليهودية في العالم.
٢- الإيمان المسيحي وهو الأكثر في العالم يقوم أساسا على قيامة المسيح من بين الأموات ويتلقى تابعيه وبسبب ذلك الإيمان الكثير من الاضطهاد في كثيرا من دول العالم وأحيانا القتل بسبب ذلك الإيمان وكما حدثنا الكتاب
فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ»." (يو 16: 33).
"سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ." (يو 16: 2).
٣ - طقس المعمودية وطقس التناول: يرتكزا ويشهدا على موت المسيح وقيامته
مثال: المعمودية بالتغطيس، فالتغطيس يمثل الموت والدفن مع المسيح ثم الخروج من جرن المعمودية يمثل القيامة مع المسيح من الموت والقبر.
٤ - تغير يوم العبادة من السبت إلى الأحد كان سببه الوحيد هو قيامة السيد المسيح يوم الأحد.
٥ - القيامة هي الحدث التاريخي الوحيد الذي يتم الاحتفال به 52 مرة في العام وذلك حينما نذهب للكنيسة يوم الأحد من كل أسبوع.
٦ - القبر الفارغ: "وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟" (لو 24: 5).
"لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ" (لو 24: 6).
ولا يعقل سرقة تلاميذ المسيح للجسد وذلك لسببين:
أولهما: القبر كان مغلقا بحجر يزن عدة أطنان ومختوم والأكثر أهمية انه كان تحت حراسة ١٦ جندي روماني يتناوبون الحراسة
ثانيهما والاهم: لا يعقل أن ينال إكليل الشهادة 10 تلاميذ من أجل التبشير بقيامة المسيح وهم يعلمون بان ذلك لم يحدث لأنهم هم من سرقوا جسد المسيح.
كما لا يعقل أن يكون اليهود هم من سرقوا الجسد لأنه في هذه الحالة وبعد بدأ التلاميذ التبشير بقيامة المسيح كان من السهل على اليهود أن يظهروا جسد المسيح لإثبات كذب تلاميذ المسيح واتباعه.
٧ - النور المقدس: وهو معجزة دائمة وحتى يومنا هذا. هذا النور يخرج من القبر في يوم سبت النور من كل عام وبتحقيق دقيق وضبط من السلطات الإسرائيلية لعدم تزيف ذلك.
ولكن من المهم الإشارة أن هذا الظهور يحدث ليقنع غير المؤمنين بحقيقة قيامة المسيح ولكن من يؤمن بقيامة السيد المسيح لا يحتاج إلى مشاهدة هذا النور لكي يؤمن بحدوث القيامة.