أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

نعمات موافي تكتب: الاندماج في الزمان والمكان

وصلت صرخات المَحابيس وأنينهم لأذان مولاهم الملك المُعظم، فأنت أحشائه، فقام وكتب فرمان بالعفو الملكي العام لجميع السجناء وختمهُ بخاتمه الملكي وبسرعة أستدعي جلالته، قائد الحرس الملكي وكبير الياوران وطلب منه بشكل عاجل الذهاب إلى سجن المحروسة وأطلاق العبيد بل ويجمعهم محطماً كل قيودهم ويسير بهم حتى يصل بهم للمملكة ليسجل أسمائهم في سجلات المملكة بعد إسقاط كل التهم والأحكام من عليهم، و ليبدأوا من جديد وكأنهم ولدوا من جديد.. وبسرعة قام قائد الحرس الملكي وكبير الياوران بتجهيز ساريته وبدأ فى تنفيذ المهمة الصعبة العجيبة..

وصلت السارية الملكية إلى سجن المحروسة ودخل قائدها لمأمور السجن وعندما شاهد الفرمان الملكي تعجب ولم يستطيع أن يخفي دهشته وخيبة أمله الشديدة.. وكان السؤال الذى حاول أن يخفيه ولم يستطيع .. هو جلال الملك المعظم هيعمل أيه بمجموعة من أعتى المجرمين و محترفي السرقة والنشل وووو .. هيعمل بيهم أيه؟ ..

لم يجب قائد الحرس الملكي على السؤال ولكنه طلب منه أن يسرع في جمع المساجين من المحاجر الجبلية والقمائن التي يحرقون فيها اللِبن (الطمي) ليصنعوا فيها قوالب الطوب الحراري.. وبالفعل خلال ساعة من الزمن استطاع حرس سجن المحروس تجميع كل السجناء والوقوف بهم أمام قائد الحرس الملكي..  كانوا مملوئين بالبؤس والإرهاق وكأنهم خرجين من حلبة المصارعة بعد أن طحنتهم الأيام وحطمتهم بلمس الأكتاف، يا لهم من مساكين تفوح منهم رائحة الذل والعبودية..

ألقي قائد السجن كلمة ترحيب بقائد الحرس الملكي، ولم يتجرأ أن يتكلم عن مهمته التي أتي من أجلها القائد للسجن، بل أعطاه الميكروفون لإلقاء كلمته، وبعدما تنحنح للفت نظر المساجين، فتح الفرمان الملكي وبدأ يقرأ كلمات الحرية والشفاء والإطلاق بكل هدوء منتظراً صيحات هتاف الحرية من البؤساء، ولكن لا حياة لمن تنادي .. قرأ الجُمل مرة ثانية ولم ينتبه أحد، فقال قائد السجن لكبير الياوران، أسمح لي يا سيدي أن أقاطعك وأعطيني الميكروفون دقيقة واحدة.. وبعد أن سبهم بأوسخ الألفاظ وأقذرها طلب من حراس السجن بضرب المساجين بالأسواط حتى ينتبهوا .. ثم أعاد الميكرفون للقائد الملكي الذي طلب من السجناء أن يجلسوا لأنه تأثر من شدة ضربهم بالسياط بلا رحمة من حرس السجن .. وبدأ يقرأ الفرمان الملكي عليهم مرة آخري، ولكنهم صرخوا بأصوات الاعتراض المزعجة قائلين "الحمد لله على نعمة الحبس والذل والعبودية"، رافضين أن يكمل قائد الحرس الملكي القراءة بل وأصروا أن يقاطعوه رافضين أن يسمعوه بسبب صغر النفس وقساوة العبودية، لقد تعودوا على الذل وأحبوا الحبس أكثر من الحرية لأن أعمالهم كانت شريرة....

أكتفي بهذا القدر من القصة حتى أصدمكم بالحقيقة، حتى لا تلوموا هؤلاء السجناء لأننا ننضح بنفس منهجهم فى الحياة رافضين الانطلاق للحرية والخروج من ناموس اللعنات لنحيا زمن البركات، فعلى سبيل المثال .. عندما تسأل أي مهاجر للغرب لماذا تركت بلدك وأهلك وجئت إلى الغرب يقول لك من أجل الحرية والمساواة والتعليم المتقدم وحياة الرفاهية ووووو ... وعندما تعود وتسأله وما حلمك ومشروعك وما تريد أن تراه في مجتمعك الجديد؟ يصرخ في وجهك قائلاً أنني لا أنتمي لهذا المجتمع الكافر المنحل وسوف أعتزل بأهلي وأطبق عليهم النهي عن المنكر والأمر بالمعروف .. ومن يخالفني سوف أطبق عليه الحدود ومن يعصاني سوف أشتكيه في الشرطة لأنه معادي لحريتي الخاصة، وحتى يكون الدين كله لله ولا تكون فتنة في الأرض الجديدة التي فتحتها بقضية اللجوء التي أقمتها على حسابهم وبقوانينهم ومن حر أموال ضرائبهم.. و"الحمد لله على نعمة الاستهبال .. والحق أقول لكم أن المساجين الرافضين للحرية والخروج من محبسهم أكثر احتراما من هؤلاء المُستبيحين..

وحتى لا أطيل عليكم أقول لكم، دمتم في نعمات رب الحياة والمحبة لننطلق نحو الحياة، لننسى ما هو وراء ونمتد نحو الأمام، لنرنوا نحو الدعوة والجعالة الإلهية كما في السماء كذلك على أرضنا لننعم بالحضرة البهية في ظل القدير نبيت.. مع تمنياتي للجميع لكم بغمر السعادة والمحبة ويدير الله عليكم سلامكم كنهر ويتبعانكم الخير والرحمة كل حين.