ابرام مقار يكتب: لقاء مميز يحتاج الخطوة الأهم
العاشر من مايو هو يوم فاصل في العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية، فبعد قطيعة ١٥ قرن حضر وفد من الكرادلة الكاثوليك في قداس تتويج البابا كيرلس السادس البطريرك الـ ١١٦، وبعدها بـ ١٤ عام وفي العاشر من مايو عام ١٩٧٣ كانت زيارة البابا شنودة الثالث للفاتيكان والذي وقع مع البابا جون بول الثاني وثيقة السعي إلى الوحدة بين الكنيستين الكاثوليكية والقبطية. وأخيراً وفي العاشر من مايو الحالي قام البابا تواضروس بزيارة البابا فرانسيس، ذاك الرجل المتواضع الذي يرفض إرتداء التاج البطريركي ، ويرفض ركوب السيارات غالية الثمن، ويمنع الكرادلة والأساقفة من ركوب السيارات الفخمة حتى لا يِعثر الفقراء ، البابا الذي يرتدي الملابس البسيطة ويزور المساجين والمحتاجين، ويعتذر عن أخطاء لم يفعلها قداسته بل أسلافه.
وألقى البابا تواضروس كلمة رائعة وكان أبلغ ما فيها حين قال: " لقد اخترنا المحبة حتى لو كنا نسير عكس تيار العالم الطامح والذاتي، لقد قبلنا تحدى المحبة التي يطلبها منا المسيح، وسنكون مسيحيون حقيقيون وسيصبح العالم أكثر إنسانية، ليعرف العالم كله أن الله محبة وهذه هي أسمى صفاته"، وعبارات أخري مملوءة بالمحبة لكنيسة شقيقة احتضنت ومازالت تحتضن الشعب والكنيسة القبطية في أوروبا وشمال أفريقيا والأمريكتين
والجميل لم يكن فقط في عبارات المحبة والمودة بين قيادات الكنيستين فقط بل شعبياً أيضاً، فقد شهدت مواقع التواصل الأجتماعي عاصفة من التقدير والتأييد لتلك الزيارة بين خليفة القديس مرقس وخليفة القديس بطرس.
لقاء هام ومميز وإن كان لم يثمر عن شئ مؤثر، فقد كنا نأمل أن تتحول عبارات المحبة من أقوال وعبارات وكلمات إلي أفعال وتقاليد مشتركة وقوانين كنيسة تقبل بها كل كنيسة معمودية الكنيسة الأخري، أو أن نحتفل معاً بعيد الميلاد أو عيد القيامة في توقيتات واحدة، دون أن نكون مطالبين نحن الأقباط المهاجرين بأن نجيب علي سؤالين كل عام لأبنائنا، لماذا نحتفل بالعيد في توقيت مختلف عن الأصدقاء والزملاء والجيران؟، ولا نستطيع إلا أن نقول لهم أن كل كنيسة تتمسك بموعدها ولا تحتفل مع الكنيسة الأخري، وقتها نلاحظ في عيونهم نظرة تعجب واضحة تقول.. "وأين المحبة؟!".
نأمل في حبرية البابا تواضروس والبابا فرانسيس أن لا نحتاج أن نجيب علي تلك الأسئلة يوماً ما.