The Parallel Societies Within... A Threat to Canada’s Unity المقاطعة... وجهاد الشيبسي كواليس ما قبل يوم الانتخابات الأمريكية من أنت لتحمى إيمان القوية الأرثوذكسية‎؟! متى جاء ابن الإنسان….!!! ابن الطاعة تحل عليه البركة القط... ذلكَ المخلوق المحبوب! ولكنها اختيارات إجبارية أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً!! هذا هو موعد تلقي إعانة الطفل الكندية القادمة حاكمة نيو برونزويك الليبيرالية هولت تؤدي اليمين الدستورية التحقيق في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة أسعار الإيجار في كندا

هاني صبحي يكتب: إكسير الشباب ... ما بين إمام وحسبو.. ”شباب إمرأة”

ارتبطت فكرة الرغبة في الخلود والشباب الدائم، بالأساطير الإغريقية والصينية والهندية القديمة، في رحلة بحث دائم عن إكسير الحياة والشباب والصحة.. المشروب الأسطوري، اللي جرعة أو جرعات منه، كفيلة بمنح المشتاق للخلود نعمة الشباب الأبدي، هروبا من كابوس العجز والشيخوخة.. إكسير يخفي الندبات، يشفي من الأمراض، يمنح الجمال والجاذبية والثقة، يمنع أو على أقصى تقدير يؤجل النهاية حتى إشعار آخر.

قد تبدو الحكاية محض أساطير وحكايات.. فانتازيا وخيال مستحيل حدوثه على أرض الواقع.. الموت حقيقة.. التجاعيد وانحناءة الظهر وخفوت بريق العين، قدر لا مفر منه.. حدوتة تصلح للروايات والمسرحيات لو نظرنا للموضوع في فكرته الصريحة المباشرة.. لكن في واقعنا لقيت "شفاعات" صلاح ابو سيف بتجسد الأسطورة تجسيد حي، سواء بشكل مباشر واقعي كعجوز لعوب، سلاحها الغواية ونصب شباك المتعة لضحاياها من اللي بيملكوا الترياق اللي يجدد شبابها ويشعل فتيل الرغبة.

وبشكل رمزي، حسيت معاه إن شفاعات بتمثل القاهرة.. المدينة القديمة المتوحشة.. عاصمة النور، اللي بتمثل لكثيرين من ضحايا جبروتها، الحلم.. الحلم بالثراء، النجاح، الشهرة والمجد وتحقيق الطموحات والأماني.. القاهرة الساحرة الساهرة المضيئة.. عاصمة الأحلام اللي ملهاش عزيز. وضحايا سحرها وقسوتها اللي أحسنوا النية في رحابة حضنها المفتوح زي شبكة الصياد، اكتر بكتير من اللي عبروا بسلام من تحت قبضتها.. القاهرة النداهة، اللي بتبحث باستمرار عن ضحيتها اللي هتمتص دمه يسري في عروقها، فتجدد بيه شبابها وتنور بيه خدودها، لحد ما تخور قواه وينتهي أمره، فترميه في طرقاتها جنب اللي سبقوه. 

وكان شايفهم وعرف مصيرهم ، لكنه كان بيقول انا غيرهم، انا اقوى واكتر سيطرة وفحولة وشباب، لكنها قادرة ترميه معاهم زي جرحى المعارك وترجع من تاني تكمل البحث عن ضحية جديدة، بإكسير حياة وشباب جديد وطازة وفترة صلاحيته لسه بخيرها، عشان تشده زي المجاذيب لعسلها المُر، لطريق من التعب والمرمطة، مش دايما عادل، وكتير بيبقى منصوب فيه الفخاخ والحفر على كل شكل لون.

هكذا هو صلاح ابو سيف.. ما أن وجدت نفسي متورط في مشاهدة فيلم من أفلامه، إلا وكان واجب وفرض عليا مخليش عيني ترمش، أو رقبتي تتحرك لحظة بعيدا عن الشاشة.. ديكتاتور يخضعك أسير، مُطالَب بالانتباه، وإلا هتقع منك تفصيلة ورسالة بين سطور الصورة.. لقبه رائد الواقعية، لكنه ملك من ملوك الجداريات والرمزيات.

"إمام"، الشاب اليافع القوي، القروي اللي قرر إن زيارته للقاهرة متكونش عابرة.. الاحلام كتيرة والأماني كلها ممكنة.. صحته وشبابه كانوا رهان القروي الساذج اللي ظن أنه مضمون، مهما انحرف وسقط مرة ولا اتنين في فخ غواية شفاعات..اللي اكبر منه في السن، لكنها لسه محتفظة بجمالها وفتنتها. وحيلها اللي مبتخلصش. وقدرتها وخبرتها في استخدام جاذبيتها ومناطق أنوثتها وسحرها الخاص. وقبل كل ده، قوتها وتسلطها على الجميع دون أدنى مقاومة أو عصيان.. الكل يرضخ تحت رجل شفاعات.. الكل يرضخ اتقاء لشرها وأذاها ولسانها الطويل.. لكن هناك من رضخ بقلب عاشق.."حسبو".

حسبو اللي انتهى كإنسان واتنحل وبره وخارت كل قواه إلا قلبه.. لازال يعشق جلادته اللي بتعايره بطقم سنانه، فيجيبها بابتسامة سخرية من حاله بعد ما ساب بيته وأسرته وضاعت حياته بالكامل تحت رجليها: ما انتي اللي وقعتي سناني.. حسبو كان النسخة اللي هيبدو عليها إمام لو كمل في مشوار الشهوة اللي رسمتهوله شفاعات بكل حذافيره.. وإمام حتى لو كان غايب عن المشهد، لكنه كان حاضر جوه السرجة، في صورة " بغل" مربوط في ساقية طحن البذور، ماشي وماشي وماشي دون توقف معصوب العينين، ظنا منه أنه ماشي بمزاجه وقراره وإرادته الحرة..لكن هناك اللي بيقوده ومستعبده وبياخد منه عصارة جهده وصحته لمصلحته. ومفيش مانع لو تعطف عليه شفاعات آخر كل يوم، وتعلفه وتطبطب عليه قليلا، إلى أن يخور ويعجز وتنعدم قوته على الاستمرار، فيترمي على جنب وتجيب بغل غيره.

صلاح ابو سيف كان موفق في إنه يرمز بشكل واضح لإمام بأنه مثل البغل تحديدا.. البغل هجين.. نتيجة تزاوج الفرس مع ذكر الحمار.. يعني لا يملك قوة وعزة الحصان ولا طاعة وتحمل وصبر الحمار.. البغل حيوان عقيم ومبيقدرش على التناسل.. يعني حيوان بلا ذاكرة أو أثر.. شفاعات كانت كبيرة وحلوة، لكن اذاها مُر.. تماما كإعلان الكوكا كولا في مشهد قعادهم عند المأذون.. فكانت اللافتة بالحجم الكبير من وراهم تعلن عن الكاكولا أنها كبيرة ولذيذة.. برغم إن الإفراط فيها يضر بالصحة ويسبب هشاشة في العظام.. مكانتش صدفة ابدا يصاحبهم في مشوارهم للمأذون، وشفاعات ماشية كملكة واثقة الخطى، بتجر امام، ذليل منسحق مغصوب، فتظهر من خلفهم إمرأة ساحبة خروف، قد يكون مساقا للذبح.. إمام في آخر الأمر نجا بأعجوبة.. انتشلته أمه واحباؤه في اللحظة الأخيرة، يعاني من بعض الجروح قد تلتئم أو تفضل معلمة وسايبة أثر في روحه، بعد تجربة استيلاء الغواية عليه، بسحرها وجمالها المزيف، واستهلاكها لجسده وعقله وروحه.

تاركاً وراءه "حسبو" اللي فطن من بدري أنه انتهى أمره، لكنه عرف متأخر إن التوبة عن شفاعات فات أوانها.. شفاعات فتنت حسبو حتى الممات وهو عارف إن بالنسبة له قضي الأمر.. حسبو أدمن شفاعات بحلوها ومُرها، لكنه أدرك وهو بيموت في اليوم ألف مرة، إن موت شفاعات مرة واحدة، قد ينقذ حياة ومستقبل المزيد من البغال.. محظوظ إمام إنه وجد في طريقه حسبو ينقذه من شفاعات.. لكن يا ترى كام امام غيره اتنصب لهم فخ شفاعات ومكانش في حياتهم "حسبو".