ابرام مقار يكتب: الفرق بين السادس من أكتوبر و السابع من أكتوبر
في السادس من أكتوبر هذا العام أحتفل المصريين بالعيد الخمسين لنصر أكتوبر، ،هي الحرب التي جمعت بين شجاعة المصريين في مواجهة الموت لاسترجاع أرضهم وذكائهم في تبديد الساتر الترابي المنيع وكذلك دهائهم في إدارة توابع الحرب وفقاً للظروف المواتية. وبعدها بساعات وتحديداً في الساعة السادسة والنصف بتوقيت فلسطين يوم السبت السابع من أكتوبر، أخترق مقاتلوا حماس معبرين من السبعة معابر التي تسيطر عليها إسرائيل واقتحموا مدن أوفاكيم و سديروت وعسقلان كما اقتحموا مهرجان موسيقي بالقرب من رعيم به مئات الشباب، وقتل وذبح وأسر مقاتلوا حماس كل من وجدوه أمامهم من الإسرائيليين في عملية ربما هي الأسوء علي إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973. والحقيقة التباين بين السادس من أكتوبر المصري والسابع من أكتوبر الحمساوي يعكس التباين الكبير في إدارة المعركتين بين الجيش المصري النظامي وجماعة حماس الإرهابية. فالجيش المصري خاض حرباً ضد عسكريين وليس مدنيين، الجيش المصري أدارها بذكاء عسكري شريف بهدف استرداد الأرض، الجيش المصري تفاوض حينما شعر ببادرة خطر علي المصريين وبمجرد وقوف قوى دولية عظمى مع الجانب الإسرائيلي دون مزايدة ودون وقوع في فخ أرضاء قوى عربية تريد محاربة إسرائيل حتى آخر جندي مصري، واحتكم السادات والشاذلي إلى السلام والذي لجأ إليه الفلسطينيين والعديد من الدول العربية إليه بعد أكثر من عشرون عاماً قبل أن تتوقف كل المحاولات السلمية بمجرد احتلال حماس للضفة وغزة. حرب السادس من أكتوبر كانت حرباً وطنية جمعت المسلم والمسيحي والشيعي والملحد واللاديني لتحرير أرضهم، بينما حماس فصيل إخواني متطرف لا يؤمن بالوطن يريدها حرباً دينياً فقط.
ولأن سلامة المحاولة يضمن سلامة النتائج فلهذا احتفلت مصر بخمسون عام علي نصرتها ، بينما يعيش الفلسطينيون العام الخامس والسبعين علي احتلال بلادهم، وبينما حرب أكتوبر جنبت المصريين ويلات الحرب، فأن مناورات حماس تضيف معاناة الفلسطينيين ألما وموتاً وخراباً، وبينما كانت حرب السادس من أكتوبر سبيلاً للسلام والحياة فأن عمليات حماس الموتورة أخذت الشعب الفلسطيني إلي القتل والموت. وبينما حمل السادس من أكتوبر تفاوضاً لصالح المصريين، حملت عمليات حماس تفاوضاً لصالح قيادات حماس وحساباتهم البنكية ولا عزاء للشعب الفلسطيني المغلوب علي أمره.