إبرام مقار يكتب: ماسبيرو .. ثلاث سنوات وثلاث رؤساء
عزيزي القارئ .. هل جربت ان تحمل شيئاً اثقل من وزنك بين يديك او فوق رأسك، هل تألمت من شئ اصطدم بجزء من جسمك .... في هذا الوقت من عام مضي عبرت دبابة عسكرية وزنها 63 طناً علي اجساد الشهداء ميخائيل توفيق وشنودة نصحي وجمال فايق وايمن صابر وجرجس راضي ومسعد فهمي وغيرهم من شهداء ماسبيرو ..
هل جربت ان تذوب حباً في وطن يرفضك وحلمت بمستقبل افضل له وهو لا يعنيه مستقبلك، خرجت تدافع عن حق الصلاة في كنيسة في اسوان لم تراها وشعب يبعد عنك بمئات الاميال، خرجت علي وجه وطن ليري يوماً ما "العدل" فرد عليك الوطن بطلقة حية اصابت الرئة والكبد وحولتهم الي اشلاء ... هذا ما حدث مع شباب مسالم في عمر الزهور قُتلوا غدراً في مذبحة ماسبيرو ...
كلمات كتبتها منذ عامين في اعقاب الذكري الأولي لمذبحة ماسبيرو ، كلمات مرت عليها اعوام ولم يتغير شئ
ثلاث سنوات الأن، ومازالت الفتاة "ماري" شقيقة الشهيد "مينا دانيال" تسير في فعاليات بالشوارع والميادين وتكتب وتحكي علي مواقع التواصل الإجتماعي حكاية الاخ "مينا دانيال" الذي قُتل غدراً. ذلك الشاب الصغير الذي كان لها الاخ والابن، الصديق والسند،
ثلاث سنوات ومازالت "فيفيان مجدي" تقف علي سلالم نقابة الصحفيين يوم ذكراهم، تصرخ أن ينال الجاني الذي قاد مدرعة مسرعة قتل بها خطيبها الحبيب في ثوان امام الجميع ومازال هذا الجاني حراً طليقاً
ثلاث سنوات واسر 27 شهيد يجتمعون في كنيسة الملاك ميخائيل بمدينة السادس من أكتوبر، لإقامة الصلوات علي ارواح "الابن" و "الاخ" و "الزوج"، طالبين عدالة السماء بعد أن فشلت عدالة الأرض
ثلاث سنوات وكل عام، وفي نفس الذكري تُرسل المنظمات الحقوقية البيانات، تطالب بالقصاص العادل وفتح التحقيق في هذه المذبحة مجدداً، والكشف عن كل من شارك بالقتل او التحريض او بالامر في قتل 27 متظاهر سلمي لا حول لهم ولا قوة
ثلاث سنوات، وثلاث رؤساء - أحدهم قاضياً - ولم يقترب أي منهم من ذلك الامر بل كل منهم لديه إعلام جوبلز ، ويقوم أما بإتهام كيانات هلامية، بدأت بكائنات فضائية وانتهت بالحرس الثوري الايراني او بإتهام الاقباط انفسهم بأنهم المسئولون عن تلك المذبحة كما روج المذيع "أحمد موسي" و "سيف اليزل" مؤخراً، وعندها وجب علي الاقباط الرد وتبرأة انفسهم، ليتحول المجني عليه إلي جاني يحاول اثبات برائته
ثلاث سنوات والجميع يسأل نفسه من ذا الذي تقبل دولة كاملة التستر عليه، وعلي جريمته، دولة تقوم بمحاكمة اثنين من رؤسائها ، وتخشي الإقتراب من قاتل ماسبيرو!!. لن يضير المؤسسة العسكرية أن تفتح التحقيقات بشفافية، حتي لو سارت الامور للتحقيق مع أي من العاملين بها - مهما كان موقعه - وتتطهر تلك .المؤسسة من ذلك المسئول ومن شارك معه بدلاً من أن يذكرها التاريخ بالإدانة والنقد وربما العار بإتهامات بالتورط في جرائم قتل، لا تسقط بالتقادم
الكرة الأن في ملعب السيسي باعتباره رئيس الجمهورية الذي انتخبه المصريين وباعتباره كان قائد المخابرات العسكرية وعضو المجلس العسكري في هذا الوقت، أن يُقيم العدل - الذي هو اساس المُلك - ويفتح التحقيقات ويقدم الجناة الحقيقيين الي العدالة .. فهنا فقط سنري مصر الجديدة، التي لن نراها طالما الابرياء في القبور والقتلة طلقاء