بيومي فؤاد و حق الرأي
منذ أسبوعين خرج الفنان محمد سلٌام علي صفحة التواصل الإجتماعي الخاصة به ليعلن اعتذاره عن الذهاب إلي موسم الرياض وعدم المشاركة بدوره في مسرحية ذكاء إصطناعي، لينال عاصفة من التأييد الشعبي المصري المحتقن من الأحداث الجارية في فلسطين ومن الوضع الاقتصادي، وبعد عرض المسرحية قام الفنان بيومي فؤاد بالرد عليه - بدون ذكر اسمه - بالقول، "من حقك تعتذر لكن مش من حقك تهين فنك"، وكلام أخر يتعلق بمدح الشعب والحضور السعودي بصفة عامة و تركي أل شيخ بصفة خاصة.
وبرغم من رؤيتي أنها جدال بين اثنين ممثلين، أحدهم غازل القاعدة الشعبية المؤثرة في مال شباك التذاكر وفي المشاهدات والتي هي مصدر كل فنان للعيش، والأخر غازل الشخص الذي يملك مال، ربما كل ما تملكه تلك القاعدة الشعبية برمتها. أي أنها معركة بين شخصين حتى وأن كانا من الشخصيات العامة لكن يبقى ما صدر من كليهما هي توجهات وآراء مهما كبرت أو صغرت نتيجة الظرف المأساوي الراهن وإرتباطها بموت أبرياء منذ السابع من أكتوبر وحتي الأن.
ولكن الغريب والعجيب في الأمر هو تعامل الكثيرين مع تلك الأراء ومع أطراف هذا الجدال، والأغرب والأعجب هو تعامل كثير من مدعي الليبرالية ومدعي العلمانية وكثير من مناضلي حق الرأي والتعبير من هذا الموقف، وتحول دعاة حرية الرأي إلي "دعاة" فقط. فمن ينتقد لسنوات طويلة حكوماته المتعاقبة علي عدم توفير حق التعبير والنقد والإختلاف في الرأي معظمهم نصب المشانق لـ بيومي فؤاد علي رأيه وما قاله. يستبيح حياة وعرض فنان بدعوى تجاهله شهداء فلسطين بينما تلوم أنظمتك حينما يستبيح حياتك لرأيك المختلف لتجاهلك شهداء الأرهاب، يرحب بقمع رأي شخص بأسم العروبة فلماذا تلوم نظامك الذي يقمع رأيك بأسم حماية الأمن.
الأن فقط عرفت مقولة رئيس وزراء عربي لماذا لا تتمتع بقبول النقد وحق شعبك في الحريات السياسية والفكرية مثل حكومات الغرب، فأجاب "أعطني شعب غربي أعطيك حكومة غربية". لا يوجد مظلوم، الجميع يستحق حكامه ومجتمعه وظروفه، ومن يعتقد أن حق الرأي مكفول فقط لمن يتفق معي في الرأي فهو مستبد مهما وجد من مبررات .. فكل مستبد له مبرراته.
ابرام مقار