هل حقا ستقسم مصر؟!
الصهاينة لن يسكتوا أبدا ولن تلين عزيمتهم عن تحقيق ما يسمى عندهم (بإسرائيل الكبرى من النيل للفرات) تماما مثل حقيقة بناء الهيكل مكان مسجد قبة الصخرة (المسجد الأقصى) ولكن هذين الحدثين الجلالين المرتبطين بنهاية الأيام وقيام الساعة.
كيف تسعى إسرائيل بإنجازهم؟! وما هو أفضل توقيت لإتمام هذه المهمة الشبه مستحيلة؟! خصوصا لسببين الأول: ارتباط المسجد الأقصى بقلوب ١.٥ مليار مسلم حول العالم، والثاني أن مصر لديها اقوى جيش في المنطقة الذي هو اقوى من إسرائيل نفسها.
ونبدأ أولا بالمسجد الأقصى، إن خطة لهدم المسجد لبناء الهيكل قد بدأت في الستينات، وقد تكلم عنها بالتفصيل هنرى كيسنجر. وعندما زار ايريل شارون رئيس وزراء إسرائيل لتركيا، وإثناء اللقاء الصحفي الذي جمعه بنظيره التركي بولنت اجاويد في شهر أغسطس ٢٠٠١.
أنّ "القدس واحدة لا تتجزأ، وأنها العاصمة الأبدية لإسرائيل، وفي وسطها جبل الهيكل أقدس مواقع الشعب اليهودي". وقال شارون- في المؤتمر الذي تعمَّدَ عقده يوم الأربعاء 27 سبتمبر 2001 مشيرا بان المسجد الأقصى هو أهم مكان مقدس لليهود. نحن لسنا عندنا مكّة ولا المدينة المنورة ولا الفاتيكان. يوجد عندنا فقط هيكل سليمان واحد. وانه لا يوجد أي من كان يستطيع أن يقول لإسرائيل كيف ومتى تستطيع دخول المسجد الأقصى".ولتحييد تركيا سمحوا لها بدخول العراق وسوريا وأيضا إضعاف اقتصادها الذى يعانى جدا ولا يقوى على حرب ولو حتى ليوم واحد.
وثانيا سمحوا للرئيس التركي اردوغان بتحويل كنيسة ايا صوفيا التي هي رمز تاريخي مقدس جدا للمسيحيين الشرقيين إلى مسجد معلنين بذلك إمكانية التحويل للاماكن المقدسة طالما هي في سلطة دولة، وان دل ذلك فإنما يدل على تواطؤ اردوغان لصالح إسرائيل.
أما بالنسبة لمصر فالوضع يكاد يتشابه ولكن مع الفارق، مصر لديها جيش قوى جدا وهو هدف ليس لإسرائيل فقط ولكن لأمريكا كما قال بن جوريون "إن كانت إسرائيل تريد البقاء والاستمرار فيجب أن تفكك ثلاثة جيوش: العراقي والأشوري والمصري".
بالنسبة لمعرفة مصر بنية إسرائيل هدم المسجد وبناء المعبد فهذا كان معلوم لدى الإدارة المصرية منذ عهد الرئيس حسنى مبارك فقد كتبت صحيفة الحياة اللندنية من مصادر موثوقة داخل الإدارة المصرية أن الرئيس حسنى مبارك واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثناء زيارته لمصر في نفس الشهر بمخطط هدم الأقصى وبناء الهيكل ولم ينكر نتنياهو ذلك بل أكده.
إذن مصر بين فكي رحى، الأول انه يجب أن تحافظ على جيشها بان يكون قوى، والثاني اقتصادها المنهار بفعل الربيع العربي الصهيوامريكى، وهناك عامل أخر أكبر تأثيرا وهو جهل الشعب المصري المقدس وعدم إلمامه بما يدبر له، فإما أن يكون سند وعون لجيشه وقيادته حتى تمر الأزمة، وإما أن يساق تحت شعارات دينية ساذجة ومرتبة فيقدم جيشه محرقة وبلده هدية لإسرائيل وأمريكا لتقسيمها كما تنبئ هنرى كيسنجر منذ ثلاثة عقود عن الشرق الأوسط الكبير.... حفظ الله مصر، ويعطى حكمة لقيادتها السياسية لتعبر بالوطن من مستنقع اللاعودة.