أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

محنة المجتمعات المسيحية في العالم (1)

افريقيا تئن من الاضطهاد العنيف..... و الكونغو تمثل مثالا طيبا

تأتى الديانة المسيحية فى المستوى الأول على مستوى تصنيف الديانات من حيث الأوسع انتشارا في العالم، حيث يؤمن بها وفق الأرقام التقديرية 2.4 مليار نسمة، بنسبة 31.2% من سكان الأرض، ويأتى بعدها الإسلام فى المرتبة الثانية بـ 1.8 مليار مسلم على مستوى العالم، بنسبة 24.1% من البشرية، فى حين تأتى الديانة الهندوسية فى المرتبة الثالثة ويدين بها 1.1 مليار نسمة مايعادل 15% من العالم.

حيث وصل عدد المسيحيين في العالم، بحسب استطلاعات عام 2023، إلى حوالي 2.4 و2.5 مليار نسمة، مما يجعل المسيحية أكبر ديانة في العالم، وبلغ عدد المؤمنين المسيحيين 2.282 مليون، وانتشار المسيحية اعتلى بداياتها.

وينتشر المسيحيون في جميع دول العالم ويشكلون الأغلبية السكانية في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا وجنوب أفريقيا وشرقها بالإضافة إلى وسطها، وتعتبر المسيحية أقلية في آسيا فقط، مع وجود مناطق شاسعة كالفليبين وروسيا والقوقاز ذات غالبية مسيحية.

الاضطهاد الديني للمسيحيين

اقترب الاضطهاد الديني للمسيحيين من حد "الإبادة الجماعية" في أجزاء من العالم، وفقا لتقرير طلب إعداده جيريمي هنت، وزير الخارجية البريطاني صدر في عام 2021 اى منذ عامين.

وأشار التقرير، الذي أعده أسقف كنيسة تورورو فيليب ماونستيفن، إلى تقديرات تتضمن أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص يعاني من الاضطهاد الديني. وأضاف أن المسيحيين هم أكثر الجماعات تعرضا للاضطهاد الديني.

قال جيريمي هنت إنه يشعر أن "اللياقة السياسية" لعبت دورا في عدم مواجهة هذه المشكلة.

وأفاد التقرير المرحلي بأن "ممارسات الإبادة الجماعية بلغت مداها، وأن المسيحية تواجه خطر الاختفاء من أجزاء في الشرق الأوسط."

وحذر أيضا من أن الديانة المسيحية "تواجه خطر الاختفاء في بعض أجزاء من العالم"، مستشهدا بإحصائيات تشير إلى أن المسيحيين في فلسطين يمثلون 1.5 في المئة فقط من عدد السكان بينما تراجع عددهم في العراق إلى 120 ألف مسيحي مقابل 1.5 مليون مسيحي قبل 2003.

وهو ما يظهر جليا في السطور التالية حيث انخفض عدد المسيحيين لدرجة كبيرة في العراق و غزة، كما يواجه مسيحيو افريقيا اضطهادا عنيفا لم يشهدوه من قبل.

المجتمعات المسيحية في أنحاء القارة الأفريقية

واجهت المجتمعات المسيحية، في جميع أنحاء القارة الأفريقية، تحديات واضطهادًا عميقًا في السنوات الأخيرة، وغالبًا ما كانت تعاني من الصعوبات والتمييز بسبب إيمانها. وقد تعرضت هذه المجتمعات، على الرغم من صمودها ومساهمتها في المجتمع، لمختلف أشكال الاضطهاد الذي يهدد وجودها وحريتها في ممارسة معتقداتها.

ويقول الكاتب جون تيموثي نغالم في تقرير نشره موقع “مودرن دبلومسي” أن المسيحيون واجهوا في العديد من البلدان الأفريقية اضطهادًا شديدًا وتمييزًا وعنفًا.

ومن نيجيريا إلى السودان، ومن إريتريا إلى الصومال، أصبحت قصص القمع والتهميش شائعة إلى حد مثير للقلق بعد أن تم تدمير الكنائس، واستهداف المؤمنين، وتقليص الحريات الدينية، وكل ذلك ساهم في خلق بيئة من الخوف وعدم الاستقرار لدى المؤمنين.

وتتطلب محنة المجتمعات المسيحية في أفريقيا وهي قضية ملحة الاهتمام والعمل. وفي حين أن العديد من الدول لا تزال تعاني من الاضطهاد والتمييز، تبرز جمهورية الكونغو الديمقراطية كمثال للتقدم والأمل في المستقبل.

اضطهاد المسيحيين في نيجيريا

وكان اضطهاد المسيحيين في نيجيريا قضية مؤلمة للغاية ومستمرة، واتسمت بأعمال العنف والهجمات المستهدفة والتمييز على نطاق واسع. فقد أطلقت جماعات متطرفة مختلفة، وأبرزها مسلحو بوكو حرام والفولاني، العنان لموجة من الوحشية ضد المجتمعات المسيحية، مما أدى إلى تدمير الكنائس، وتشريد عدد لا يحصى من الأسر، والخسائر المأساوية في أرواح الأبرياء.

وتتراوح الهجمات بين عمليات الاختطاف والقتل وحرق القرى، مما يخلق جواً من الخوف وانعدام الأمن بين المسيحيين النيجيريين.

اضطهاد المسيحيين في السودان

وكان اضطهاد المسيحيين في السودان قضية مماثلة منذ فترة طويلة. وفي ظل جميع الأنظمة الأخيرة، واجه المسيحيون التمييز والقمع المنهجي، وتحملوا القيود المفروضة على الحريات الدينية، وواجهوا التهميش المجتمعي. فقد هدمت الكنائس، وألقي القبض على المؤمنين، وانتشر التمييز في التعليم والتوظيف.

وعلى الرغم من حدوث بعض التحسينات في أعقاب التغييرات السياسية في السودان، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، ولا يزال المسيحيون يواجهون عقبات في ممارسة شعائرهم الدينية بشكل علني. ولا تزال الرحلة نحو التسامح والقبول الديني بمثابة صراع مستمر للمجتمع المسيحي في السودان.

اضطهاد المسيحيين في ارتيريا

وفي إريتريا، تعاني المجتمعات المسيحية من الاعتقالات التعسفية والاحتجاز بسبب ممارسة شعائرها الدينية خارج الطوائف التي تقرها الدولة. وتسيطر الحكومة بشدة على الأنشطة الدينية، وتغلق الكنائس وتعرّض المؤمنين للتعذيب والسجن.

ويواجه المسيحيون ضغوطًا هائلة للتخلي عن عقيدتهم، مع تقارير عن الظروف المروعة في مراكز الاحتجاز. ولا يزال هذا القمع المتواصل للحرية الدينية في إريتريا يلقي بظلاله على حياة سكانها المسيحيين.

الكونغو الديمقراطية... مثالا طيبا على تعزيز الحريات الدينية

الكونغو الديمقراطية أظهرت تقدما ملحوظا في تعزيز بيئة لم تنج فيها المجتمعات المسيحية فحسب، بل ازدهرت

وعلى الرغم من هذه التحديات، يُظهر العديد من المؤمنين مرونة ملحوظة وإيمانًا لا يتزعزع وسط الشدائد التي يواجهونها، ويسعون للتمسك بمعتقداتهم الدينية على الرغم من التهديدات الخطيرة التي تشكلها أعمال العنف هذه.

وأحد الاستثناءات الملحوظة لهذه الرواية القاتمة هو جمهورية الكونغو الديمقراطية. وعلى الرغم من أنها ليست محصنة ضد التحديات، فقد أظهرت جمهورية الكونغو الديمقراطية تقدمًا ملحوظًا في تعزيز بيئة لم تنج فيها المجتمعات المسيحية فحسب، بل ازدهرت، لاسيما في السنوات الأخيرة بعد انتخاب الرئيس فيليكس تشيسيكيدي عام 2019.

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية تحتل المسيحية مكانة مهمة في المجتمع، حيث تساهم مجموعة متنوعة من الطوائف في النسيج الثقافي والاجتماعي للأمة.

وشهدت فترة ولاية الرئيس تشيسيكيدي تحسنا ملحوظا في حماية الحريات الدينية والاعتراف بها، مما سمح للمجتمعات المسيحية بممارسة شعائرها الدينية دون خوف من الاضطهاد. وقد اتخذت إدارته خطوات استباقية لحماية حقوق المؤمنين وتعزيز بيئة شاملة حيث تتعايش المجموعات الدينية المتنوعة بانسجام.

وقد أدت هذه الجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة والتسامح بين الجماعات الدينية المختلفة إلى تأكيد الحكومة على أهمية التعددية الدينية باعتبارها حجر الزاوية في مجتمع مزدهر وسلمي. ولم يعزز هذا النهج مكانة المجتمعات المسيحية فحسب، بل كان أيضًا مثالاً للدول الأخرى التي تتصارع مع التوترات والصراعات الدينية.

وتقف المجتمعات المسيحية المزدهرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية كمنارة للأمل وسط التحديات التي يواجهها المؤمنون في جميع أنحاء القارة الأفريقية. وتؤكد قدرتهم على ممارسة شعائرهم الدينية بحرية والمساهمة بشكل إيجابي في تقدم الأمة أهمية البيئة التي تقدر التنوع الديني وتدعم حقوق الإنسان الأساسية.

ومع اقتراب الانتخابات المقبلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، من الضروري أن ندرك أهمية مواصلة مسار التقدم الذي بدأ تحت قيادة الرئيس تشيسيكيدي. فالتزامه بتعزيز بيئة من التسامح الديني وحماية حقوق الطوائف المسيحية كان له دور فعال في خلق مجتمع أكثر شمولاً وانسجاماً.