أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

المسيحيون مهددون بالاختفاء من العراق ومن غزة

محنة المجتمعات المسيحية في العالم (2)

اقترب الاضطهاد الديني للمسيحيين من حد "الإبادة الجماعية" في أجزاء من العالم، وفقا لتقرير طلب إعداده جيريمي هنت، وزير الخارجية البريطاني صدر في عام 2021 اى منذ عامين.

وأشار التقرير، الذي أعده أسقف كنيسة تورورو فيليب ماونستيفن، إلى تقديرات تتضمن أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص يعاني من الاضطهاد الديني.

وأضاف أن المسيحيين هم أكثر الجماعات تعرضا للاضطهاد الديني. وقال جيريمي هنت إنه يشعر أن "اللياقة السياسية" لعبت دورا في عدم مواجهة هذه المشكلة.

وأفاد التقرير المرحلي بأن "ممارسات الإبادة الجماعية بلغت مداها، وأن المسيحية تواجه خطر الاختفاء من أجزاء في الشرق الأوسط."

وحذر أيضا من أن الديانة المسيحية "تواجه خطر الاختفاء في بعض أجزاء من العالم"، مستشهدا بإحصائيات تشير إلى أن المسيحيين في فلسطين يمثلون 1.5 في المئة فقط من عدد السكان بينما تراجع عددهم في العراق إلى 120 ألف مسيحي مقابل 1.5 مليون مسيحي قبل 2003.

وهو ما يظهر جليا في السطور التالية حيث انخفض عدد المسيحيين لدرجة كبيرة في العراق وغزة، كما يواجه مسيحيو أفريقيا اضطهادا عنيفا لم يشهدوه من قبل.

تقرير بريطاني: 164 ألف مسيحي فقط موجود في العراق

كشف موقع "اوبن دور يو كي" البريطاني، عن عدد المسيحيين في العراق، لافتاً إلى أنهم يحاولون عدم إظهار عقيدتهم علنًا لتجنب "المضايقات والتمييز".

وكتب الموقع البريطاني، تقريراً إن "عدد السكان المسيحيين في العراق تضاءل بشكل كبير بسبب الصراع والإرهاب عام 2014، ولا يزال هناك ما يقدر بنحو 164 ألف شخص أي 0.4٪ فقط من سكان البلاد البالغ عددهم 42.2 مليون نسمة".

وأضاف التقرير إن "بعض المسيحيين بدأوا في العودة للعراق، وهناك زيادة قدرها 14000 مسيحي عن العام الماضي".

وبين التقرير، أن "العديد من المسيحيين يختارون عدم إظهار عقيدتهم علنًا لتجنب المضايقات أو التمييز في العمل أو الجامعة أو عند محاولة عبور نقاط التفتيش".

وتابع أنه "تم طرد أعداد كبيرة من المسيحيين من بلداتهم وقراهم عام 2014 عندما حاول ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (IS) إقامة خلافة إسلامية في الشمال"، مشيراً الى أن "الكثير من المسيحيين لم يعودوا إلى ديارهم بعد تحرير الأراضي العراقية".

لكن وتائر تلك الهجرة وتناقص أعداد المسيحيين العراقيين بدت أكثر تسارعاً بعد عام 2003 إبان الاحتلال (2003-2011)، إذ قال رئيس أساقفة أربيل المطران شارلبورد إنهم خسروا مليون نسمة بعد عام 2003، ولم يبق منهم إلا 300 ألف مسيحي، معظمهم نزحوا إلى إقليم كردستان في الشمال نتيجة الاستهداف المستمر لكنائسهم وأديرتهم المنتشرة في عموم العراق، جراء مظاهر الحرب الطائفية التي اندلعت في عام 2006 إبان حكم رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري، وبعد تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، فكانوا الحلقة الأضعف في المجتمع لعدم تسلحهم، وفلسفة السلام التي تسود أرواحهم، أو لحصولهم على دعم داخلي محدود، لا سيما أنهم ثاني طائفة دينية من حيث الحجم بعد المسلمين، لكنهم يشتركون مع الطوائف والأقليات الأخرى كالصابئة واليزيدية والشبك والكاكائية والبهائية واليهودية بقلة نسبة الوجود، غير أن المسلمين يمثلون 97 في المئة من عموم السكان، وفق الإحصاء المعتمد لعام 1977، وكانوا - وما زالوا - يهيمنون على الدولة وأسلحتها ومقدراتها.

أسباب هجرة المسيحيين من العراق

تتعدد أسباب هجرة المسيحيين إلى عوامل قسرية وفي مقدمتها تبني الدستور العراقي دين للدولة، والحقيقة أن الدولة لا دين لها، وإنما هي كيان جغرافي مادي، والكيان المادي لا دين له، في حين تفرض على الدولة الشريعة الإسلامية وعلى غير المسلمين، وهذا أجبرهم على الهجرة.

وهناك أيضاً ممارسات سياسية قمعية في سلطتي المركز والإقليم، فهناك تهميش سياسي متعمد. وأيضاً بسبب انعدام الأمان والقانون وتبني عقلية طائفية قومية دينية عنصرية، بل تشريع قوانين عنصرية دينية، بالتالي اختزال مؤسسات الدولة بجهة معينة أو دين معين في حين أن العراق بلد تعددي الثقافات والانتماءات والأديان والأعراق. هذه العوامل كلها اجتمعت وساهمت في ألا يشعر المواطن العراقي الكلداني - السرياني - الآشوري – المسيحي بأن هذه الدولة دولته، وإنما هذه الدولة هي دولة الآخرين العنصريين، بالتالي تفرض عليه أجنداتهم وعقلياتهم ودياناتهم وسياساتهم، لذلك بات يفضل العيش خارج الوطن ليحمي نفسه من الموت ويصون كرامته التي أضحت غير مصانة في بلاد ما بين النهرين التي هي بالأصل أرض الكدان – السريان - الآشوريين".

الأصول التاريخية للمسيحيين في العراق

ومن ناحية الأصول التاريخية والجغرافية والمذهبية، ينقسم المسيحيون العراقيون إلى 5 أقسام رئيسية:

* الكلدان: وهم يشكلون القسم الأكبر من المسيحيين العراقيين، وتقطن غالبيتهم في بلدات محيط الموصل (سهل نينوى) وعموم شمال العراق، مثل تلكيف والقوش وعينكاوا. كما أن لهم حضوراً واضحاً في بغداد والبصرة. وكان الكلدان في الأصل على المذهب النسطوري حتى القرن التاسع عشر، ولكنهم تحوّلوا إلى الكاثوليكية. وهم يتكلمون بلهجة خاصة قريبة إلى السريانية العراقية الفصحى.

* الآثوريون: وهم من أتباع الكنيسة النسطورية العراقية، وغالبيتهم نزحت إلى العراق من المناطق المحاذية للموصل في جنوب تركيا (جبال الهكارية)، والتابعة تاريخياً وسكانياً لبلاد النهرين. لكنهم اضطروا إلى النزوح بعد المذابح التي تعرضوا لها في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين على أيادي الآغوات الأكراد والعسكر الأتراك، والتي كلفتهم مئات الآلاف من القتلى والمشردين. ويختلف الآثوريون عن الكلدان من ناحية المذهب، وكذلك من ناحية طبيعتهم الجبلية، بالإضافة إلى لهجتهم الخاصة المشتقة أيضاً من السريانية. وهنالك من يعتقد أن تسمية الآثوريين ليست لها علاقة بالآشوريين، بل هي مشتقة من التورانيين أي الجبليين بالسريانية.

* السريان الأرثوذكس (اليعاقبة): وهم أتباع الكنيسة السورية، ويقطنون مدينة الموصل، ويشكلون عموماً نخبة حضرية متميزة. وبعضهم تحول إلى الكاثوليكية في القرن التاسع عشر، وسموا أنفسهم السريان الكاثوليك.

* الأرمن: يعود أصلهم إلى بلاد أرمينيا في منطقة القفقاس التي تقع جغرافياً عند أعالي بلاد النهرين، ومنها ينبع نهرا دجلة والفرات. ولقد ظل الأرمن على علاقة تاريخية عميقة مع العراق وظلت هجراتهم إليه طيلة التاريخ. ولكن الأرمن تعرضوا في أثناء الحرب العالمية الأولى لمذابح في جنوب تركيا. وقد أُجبروا على الهجرة وانتشروا في سوريا وأقطار المشرق العربي ومنها العراق، وقدِّر عدد من دخل منهم العراق بـ350 ألف نسمة، لكنهم بمرور الزمن هاجروا إلى الخارج، ولم يتبقَّ منهم غير بضع عشرات من الآلاف يقطنون الموصل وبغداد والبصرة. وينتمي القسم الأكبر من أرمن العراق إلى المذهب الأرثوذكسي، مقابل أقلية تتبع المذهب الكاثوليكي.

المسيحيون مهددون بالاختفاء من غزة ومشاهد التعميد الجماعي تتحدى الموت

مؤخرا قامت قوات الجيش الإسرائيلي بقصف صاروخين على دير راهبات الأم تريزا (مرسلات المحبّة) الذي يأوي أكثر من 54 شخصًا من ذوى الإعاقة وتم تدمير محتويات الدير، وقالت البطريركية اللاتينية أن قصف الدير أسفر عن مقتل واصابة عدد من المسيحيين، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمباني.

وأضافت البطريركية:” تمّ تدمير خزان الوقود والمولّد الكهربائي (وهو المصدر الوحيد للطاقة). ولحقت أضرار بالدير نتيجة الانفجار والحريق الهائل. وصار الدير غير صالح للسكنى. واضطر ذوو الإعاقة إلى المغادرة مما حال دون وصولهم إلى أجهزة التنفس التي يحتاجها بعضهم للبقاء على قيد الحياة، وعلاوة على ذلك، ونتيجة للقصف العنيف على المنطقة، أصيب ثلاثة أشخاص داخل أسوار الدير. كما دمّرت الألواح الشمسية وخزانات المياه، التي لا غنى عنها للعيش

مقتل سيدتين بكنيسة العائلة المقدسة

كما استهدف قناصة جيش الإسرائيلي كنيسة العائلة المقدسة بغزة في منتصف ديسمبر، واغتال قناص من الجيش الإسرائيلي سيّدتين مسيحيتين داخل رعيّة العائلة المقدّسة في غزة، حيث تحتمي غالبيّة العائلات المسيحية بها منذ بداية الحرب. وعلى إثر ذلك استشهدت ناهدة خليل وابنتها سمر كمال انطون، رميًا بالرصاص أثناء ذهابهما إلى دير الراهبات. وسقطت إحداهما أثناء محاولتها إنقاذ الأخرى. وأصيب سبعة أشخاص آخرين بالرصاص أثناء محاولتهم مساعدة غيرهم داخل أسوار الدير. لم يسبق ذلك أي تحذير أو إشعار. حيث أطلقت النار عليهم داخل مبنى الدير حيث لا توجد أية مقاومة.

المسيحية في غزة

كانت مدينة غزة تضم الآلاف من المسيحيين، وبعد حرب 1967، تقلصت أعداد المسيحيين، حتى وصل تعدادهم إلى لسبعة آلاف مسيحي بعد سيطرة حماس على القطاع، ينتمي أغلبهم للطائفة الأرثوذكسية والكاثوليكية واليوم تشير الأرقام لانخفاض أعداد المسيحيين إلى 2000 نسمة. وتضم غزة ثلاثة كنائس وهم كنيسة العائلة المقدسة للاتين الكاثوليك، وكنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، والكنيسة المعمدانية الإنجيلية.