حكاية مليون ”فردة جزمة” شمال دخلت مصر
أثار إعلان في الجريدة الرسمية عن مزاد لبيع مليون "فردة جزمة" شمال إنجليزية الصنع، هي حمولة باخرة بريطانية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سخرية مجتمع رجال المال في منتصف الأربعينيات، وتساؤل البعض الآخر الذي وصل لإجابة أن مصنع الأحذية الإنجليزي وضع المليون "فردة جزمة" يمين على باخرة أخرى لكنها غرقت خلال الحرب.
تبدو الصفقة خاسرة تماماً... خاصة ونحن في مجتمع لم يكن أكثر من 50% من تعداد سكانه يرتدي أحذية في تلك الفترة الزمنية
لكن رجل الأعمال المصري محمد بك شتا تقدم لشراء الحمولة ونجح في الحصول عليها بمبلغ 20 جنيهاً فقط، ولأنهم كانوا يطلقون عليه إله الحظ في هذا العصر لدرجة أن مصطفى وعلي أمين قبلا أن يساعدهما عند تأسيس جريدة الأخبار بخزانته الفارغة من أجل أن تجلب لهما حظه ورفضا تبرعه بمبلغ 50 ألف جنيه، بحث شتا بك عن الباخرة الثانية ولم ييأس وخرج في رحلة طيران في البلاد التي يتمركز بها الجيش البريطاني باحثا عن إعلان يبيع فيه الإنجليز مليون "فردة جزمة" يمين.
وفي فلسطين عثر على المراد المنشود، حيث كان الجيش البريطاني يعرض منذ ما يزيد على شهر مليون "فردة" يمين بمبلغ 100 جنيه ولم يجد مشتريا، عرض شتا بك فوراً أن يشتريها لكن بمبلغ 20 جنيها، ودخل في مفاوضات طويلة انتهت لأن يحصل على الحمولة بمبلغ 60 جنيها وعاد إلى مصر ليبيع حمولة مليون حذاء إنجليزي فاخر ويكسب من وراء حكاية الفرد صفقة بلغت مئات الألوف من الجنيهات.
المصدر : كتاب "يوما أو بعض يوم" للروائي والكاتب محمد سلماوي