The Parallel Societies Within... A Threat to Canada’s Unity المقاطعة... وجهاد الشيبسي كواليس ما قبل يوم الانتخابات الأمريكية من أنت لتحمى إيمان القوية الأرثوذكسية‎؟! متى جاء ابن الإنسان….!!! ابن الطاعة تحل عليه البركة القط... ذلكَ المخلوق المحبوب! ولكنها اختيارات إجبارية أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً!! هذا هو موعد تلقي إعانة الطفل الكندية القادمة حاكمة نيو برونزويك الليبيرالية هولت تؤدي اليمين الدستورية التحقيق في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة أسعار الإيجار في كندا

صباح الحب

״ ذكري الحب الخالد״..״أذكريني إلي المنتهي״..״فلان وفلانة إلي الأبد״..لا أستطيع أن أمنع نفسي من الإبتسام كلما استحضرت تلك العبارات الغرامية الملتهبة التي تكتظ بها قاعات المدرجات الجامعية، وأبواب الحمامات، وكراسي الأتوبيسات، وجذوع الأشجار في الحدائق العامة. ولطالما تساءلت عما إذا كان قد قُدّر لهؤلاء العشاق، أصحاب القصص الغرامية المشتعلة، أن يكللوا حبهم العميق بالزواج وأن ينتهي بهم الأمر في عش الزوجية الهانئ، أم أن الحب لم يستطع الصمود أمام تصاريف القدر ومعاكساته فتحول مع الوقت إلي مجرد صفحة طويت في غياهب النسيان؟

أيًا ما كانت الإجابة، فمن المؤكد أن جذوة الحب المشتعلة تلك قد إنطفأت بمرور الوقت.. فإما أطفأتها رياح النسيان وإما إنسكب عليها دش بارد بالزواج.

والناس في كل مكان يتساءلون عن الأسباب التي تجعل الحب ينطفيء وتخبو حرارته مع الوقت.. ويحاولون قدر الإمكان أن ينفخوا فيه الروح أملاً في أن يجنبوا الأفراد والمجتمعات الآثار السلبية التي تنجم عن غيابه.. ولكنهم مع الأسف يفشلون بدليل أن الأزمات الزوجية والمشاكل التي تفت في عضد العلاقات العاطفية ما زالت في إطراد مستمر.

والسبب في رأيي هو أن هؤلاء المصلحين يركزون مجهوداتهم في الإتجاه الخاطئ.. فتجدهم يسعون لإحياء الحب وإنعاشه بدلاً من أن يسعوا لإماتته واغتياله.

نعم قتل الحب هو الحل.. قد يبدو كلامي غريباً لأول وهلة ولكن دعوني أحاول التوضيح.

ان الحب يكون ميتاً في أول عهود الهوي ثم تدب فيه الحياة مع مرور الوقت، ففي أول مراحل الغرام تغشي المحبين حالة من الإنبهار يعجزون معها عن رؤية الأمور بواقعية ووضوح، فيسبغون على أحبائهم سمات قدسية وينزهونهم عن الأخطاء والعيوب. وقد ثبت علمياً أن الحب يصيب المحبين بكسل ما في أجزاء الدماغ التي تتحكم في التفكير، كما يصيب الدوائر العصبية المرتبطة بالتقييم الاجتماعي للآخر بشلل فتتوقف عن العمل. مثال على ذلك أن يرى الحبيب محبوبته كالقمر، ويصر علي أنها غاية في الجمال والرقة مهما حاول الآخرون إقناعه بأن شكلها يقطع الخميرة من البيت، أو أن يحب سماع صوتها وينتظر مكالماتها التليفونية بشغف ويطلب منها أن تغني له أغانيه المفضلة متجاهلاً رأي اصدقائه في صوتها الأخن (الأخنف).

أو أن يجد نفسه معجبا بأفكارها ولثغتها وطبيخها وجرأتها وطريقة لبسها وذوقها وأدبها وخفة دمها .. إلى آخر القائمة من مميزات تتحول فيما بعد إلى صدمات عندما يزول الإنفعال الأول وتنطفئ حرارة الإنبهار المبدئي. من هنا جاء القول بأن الحب أعمي. وبنفس المقياس نستطيع القول بأن الحب أطرش وأخرس وعاجز عن التمييز وفاقد لكل الحواس وبالتالي فهو ميت.. فمتى صحا ذلك الحب واستفاق من رقدته تكشفت له الأمور على حقيقتها وانتابته صدمة يصعب علي العلاقات أن تصمد بعدها. لذلك أنادي بإبطال محاولات احياء الحب التي اثبتت فشلها حتى الآن، وادعو إلى بذل محاولات جديدة في الإتجاه المعاكس.. لعلنا بقتل الحب وكتم أنفاسه نشعل نيرانه المتأججة ونعيد للحياة سحرها وجاذبيتها.