بعد 4 أيام من فوزه بفترة رئاسية جديدة
هجوم ”كروكس سيتي”.. رسالة ممهورة بالدم إلى بوتين
وصف خبراء الهجوم على المركز التجاري "كروكوس سيتي" في موسكو بأنه "رسالة" إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعد 4 أيام من فوزه بفترة رئاسة جديدة، بأنه "لن ينعم بالهدوء"، فيما رد مسؤول روسي بالقول إن "الموت سيُقابل بالموت".
وتوعد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، منفذي الهجوم بأن كتب على "تلغرام"،: "الإرهابيون يفهمون فقط بالرد عليهم بالقوة.. لن تجدي المحاكم والتحقيقات نفعا إذا لم تُواجه القوة بالقوة.. بالموت من خلال الإعدام الكامل للإرهابيين ومحاسبة أسرهم.. تلك تجربة عالمية".
وأضاف: "إذا ثبت أن هؤلاء إرهابيون يتبعون لنظام كييف فسنقضي عليهم وعلى مسؤوليهم، يجب العثور عليهم جميعا والقضاء عليهم بلا رحمة باعتبارهم إرهابيين"، واختتم: "الموت مقابل الموت".
تطورات هجوم "كروكس سيتي"
بحسب وسائل إعلام روسية فإن 3 أشخاص على الأقل فتحو النار على الجمهور في قاعة الحفلات الموسيقية في مركز "كروكس سيتي هول"، بمدينة كراسنوغورسك في ضواحي موسكو؛ ما أسفر عن مقتل 93 شخصا على الأقل، وإصابة 145 آخرين.
وصف شهود عيان منفذي إطلاق النار بأنهم رجال بلحى سوداء يرتدون سترات مضادة للرصاص ويحملون أسلحة رشاشة.
أفاد مراسل وكالة "تاس" بأن القوات الخاصة اعتقلت مشتبها فيه قرب "كروكس سيتي هول"، ولم تكشف مزيدا من التفاصيل.
أعلن تنظيم "داعش خراسان"، ومقره أفغانستان، مسؤوليته عن الهجوم.
لم يعلق الرئيس بوتين حتى الساعات الأولى من الصباح بتوجيه اتهام لجهة بعينها.
رسالة إلى بوتين
في تقدير الباحثة والإعلامية الروسية، نغم كباس، فإن الهجوم على مسرح كروكس سيتي "يثير الكثير من القلق؛ لأنه يأتي بعد أيام من فوز الرئيس بوتين بولاية رئاسية جديدة، وهذه رسالة إليه بأنه لن يهنأ بالفوز، وأن الإرهابيين لن يتوقفوا عن محاولة زعزعة استقرار البلاد، واستهداف المدنيين".
وعن اختيار الهدف، وهو المسرح، تقول كباس إن "الجيش الأوكراني حاول سابقا اقتحام الحدود الروسية وفشل، ويبدو أن الأمر دفع داعمي الإرهاب ضد روسيا لاتباع أساليب جديدة، بتنفيذ هجمات ضد المدنيين؛ حيث لا توجد دولة في العالم تستطيع مواجهة الهجمات على المدارس والمسارح والمطارات والأماكن العامة التي تسمى في العلوم العسكرية الخواصر الضعيفة".
وتتساءل نغم كباس بشأن التحذيرات التي أصدرتها السفارة الأميركية لمواطنيها في روسيا بالابتعاد عن المسارح والأماكن العامة لتجنب هجوم وشيك، قائلة "وهذا أمر يثير حوله كثيرا من الشكوك".
وعن الأجواء في موسكو الآن، تقول إن "الروس يريدون العيش في أمان بعيدا عن هذه التهديدات، وهناك تخوف من عودة الأجواء المتوترة التي شهدتها موسكو حيث كانت القطارات والمدارس والمسارح مهددة، ومن الصعب العيش في هذا القلق الدائم، وهو ما يضع مسؤوليات كبيرة على عاتق أجهزة الأمن للقضاء على الجماعات الإرهابية".
بوتين والتحذير الأميركي
في 7 مارس الجاري أصدرت السفارة الأميركية تحذيرا لمواطنيها في روسيا قائلة إن عليهم "تجنب التجمعات الكبيرة خلال الـ48 ساعة المقبلة"، وأن "المتطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف التجمعات الكبيرة في موسكو"، وفق ما نشرته "سي إن إن عربية".
وعلق بوتين على هذه التحذيرات بقوله خلال كلمة أمام جهاز الأمن الفيدرالي: "كل هذه التصرفات تشبه الابتزاز الصريح، ونية تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره. أنتم على علم بها جيدًا، لذا لن أخوض في التفاصيل في هذه المرحلة".
وبعد وقوع الهجوم، أصدرت السفارة الأميركية في موسكو بيانا قدمت فيه التعزية للشعب الروسي، وقالت إنها "تشعر بالصدمة" من وقوع الهجوم.
تكرار مأساة مسرح دوبروفكا
أعاد الهجوم على "كروكس سيتي" ذكريات أليمة للروس تتعلق بهجوم نفذه شيشانيون على مسرح دوبروفكا في عام 2002، وأسفر عن مقتل 120 شخصا.
ومن أبرز نقاط الشبه بين الهجومين:
- أن كلاهما وقع خلال خوض روسيا حربا، فالهجوم على مسرح دوبروفكا كان في وقت حرب الشيشان الثانية، والهجوم على كروكس سيتي يأتي وروسيا تخوض الحرب ضد أوكرانيا.
- كلاهما استهدف عددا كبيرا من المدنيين وفي مراكز فنيه وللاحتفالات.
يعلق المحلل السياسي الروسي، تيمور دويدار، الذي يسكن بالقرب من موقع الحادث، بالقول إن من أوجه الشبه بين الهجومين العدد الكبير من الضحايا، لكن وجه الاختلاف هو عدم وجود رهائن في هجوم كروكس سيتي، على عكس هجوم مسرح دوبروفكا الذي كان هدفه الرئيسي احتجاز الرهائن.
أكد دويدار من ناحية أخرى أن هناك تشديدا في الإجراءات الأمنية في المطارات القريبة من موقع الحادث.
ماذا جرى في مسرح دوبروفكا؟
في 23 أكتوبر 2002، حاصر ما بين 40-50 مسلحا من الشيشان مسرح دوبروفكا خلال عرض مسرحية "نورد أوست" واحتجزوا 912 رهينة، مطالبين القوات الروسية بالانسحاب من الشيشان.
وزع المسلحون المتفجرات والعبوات الناسفة على طول جدران القاعة وفي وسطها، بجانب وجود انتحاريين بأحزمة ناسفة.
بعد يومين ونصف من الحصار، قررت القوات الخاصة الروسية فكه عبر ضخ غاز كيميائي في فتحات التهوية للمبنى، واقتحمته، وقتلت 39 من المسلحين، بجانب وفاة 129 من الرهائن بسبب الغاز السام.