أطول ساري علم... ولكن؟

لا شك أن هناك تقدما للطرق والخدمات في ربوع مصر، وقد استحوذت مصر على " أكبر" أو " أطول" بعض الرموز والمنشآت ومنها على سبيل المثال:

أطول ساري علم في العالم، أكبر مصنع للغزل في العالم في المحلة، أكبر مصنع إليكترونيات في العالم في بني سويف، أكبر مصنع في العالم لإنتاج الضفائر الكهربائية للسيارات سومترو، أكبر مصنع لشركة بوش في إفريقيا للأجهزة المنزلية، أكبر مصنع للأسمنت في العالم في بني سويف، أكبر عاصمة صناعية في العالم في طربول، أكبر مدينة لصناعة السيارات إيباز شرق بور سعيد، أكبر مدينة لصناعة القطارات "نيرك"،

اكبر مدينة صناعية لوجيستية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، اكبر مشروع صوب زراعية في العالم في الساحل الشمالي، اكبر مزرعة شمسية لإنتاج الكهرباء في أسوان، اكبر مزرعة رياح لإنتاج الطاقة في جبل الزيت بالبحر الأحمر، اكبر ٣ قواعد عسكرية في الإقليم في برنيس ومحمد نجيب و٣ يوليو، اكبر محطة لتحلية مياه البحر في بحر البقر، أكبر مدينة صناعية صينية خارج الصين "إيتيدا" في قناة السويس، أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعي في الحمام، اكبر نهر صناعي لاستصلاح ٢.٥ فدان في الدلتا الجديدة، أضخم مشروع استصلاح زراعي في توشكى وشرق العوينات،

أكبر مصنع للسكر في العالم في المنيا، أكبر مزرعة نخيل في العالم، أكبر مستشفى أسنان في العالم بالمجان في جامعة الدلتا الجديدة، أكبر مدينة طبية بالإقليم "كابيتال ميد" تضم ١٨ معهد ومستشفى في العاصمة الإدارية، أكبر مستشفى خاص في الشرق الأوسط بمدينة بدر، أكبر مشروع لتحسين جودة الحياة حياة كريمة، أكبر مخزن نفط في العالم في البحر الأحمر، أكبر شبكة قطارات سريعة في الإقليم والخامسة في العالم.

إلى جانب أكبر محطات توليد كهرباء من الغاز من سيمنز، أكبر مشروع تطوير طرق وبنية تحتية في العالم، أكبر مشروع لتنظيف البحيرات وتنميتها في العالم، أكبر مشروع لاستصلاح الأراضي في سيناء وتوشكي، أكبر مدينة صناعية للدواء في الشرق الأوسط، أكبر مشروع قومي لتطوير العشوائيات، أكبر مشروع لتخزين الحبوب في العالم مشروع الصوامع.

إضافة إلى أكبر مشروع قومي للقضاء على فيروس سي والأمراض غير السارية، أكبر مزرعة سمكية في العالم في غليون وشرق بور سعيد، أكبر مزعة حيوانية في العالم بالمجمع المتكامل في الفيوم، أكبر مجمع لصناعة الوثائق المؤمنة في طريق العين السخنة، أول مصفاة ذهب في الإقليم، أكبر مدينة للسيارات في طريق العين السخنة في الإقليم والعالم، أكبر متحف في العالم المتحف الكبير، أكبر كوبري معلق في العالم في روض الفرج، أكبر محطة قطارات في الإقليم في بشتيل الصعيد، أكبر محطة قطارات تبادلية عدلي منصور.

ولكنها مازالت منخفضة في مؤشر الفساد العالمي حيث احتلت المركز 108 عالميا، وهو ما واضح جليا للجميع فرغم جهود الحكومة نحو "انخفاض" معدلات التضخم في مصر بعد صفقة راس الحكمة، ولكن المصريون “لا يشعرون" بأي تأثير على أرض الواقع، معضلة يعاني منها الاقتصاد المصري وسط "ارتفاع" كبير في أسعار السلع والخدمات، والسبب يكمن في الفساد وعدم الضمير واستغلال المواطن لأخيه المواطن.

وقد يلقى البعض اللائمة على المواطن المصري مبرئا الحكومة ولكنها السبب ولو بشكل غير مباشر.

فالتعليم هو حجر الأساس الذي من المفترض أن يغذى القيم والمبادئ والانتماء ولا يركز على حل المسائل والحفظ للحصول على الدرجات، كذلك الإصلاح الديني هو المحور الأخر الذي لابد أن تتعامل معه الحكومة، فان كان هناك انتماءا حقيقيا للوطن وإصلاحا دينيا ملموسا لقل الفساد والاستغلال وشعر المواطن بانخفاض الأسعار، وفرح بإنجازات الدولة من "أكبر" و"أطول" و"أعلى" وكأننا نسابق في موسوعة جينيس.

كل تلك الإنشاءات والمشروعات رائعة ومفيدة وتعد إنجازا نتفاخر به ولكن لابد في ذات الوقت من العمل على بناء الإنسان فهو "الأبقى" و"الافضل" خير من "الأطول" و"الأكبر".