أسبوع مُهين للأقباط
الشهر الماضي وانا في مطار بيرسون - تورونتو إنتظاراً لطائرة فانكوفر، وجدت اللافتات المضيئة تملئ المطار ومكتوب عليها "Toronto Pearson wishes you a Happy Ramadan"، لافتات بقت بالمطار طوال شهر رمضان، لافتات تؤكد على عظم الدولة الكندية وإيمانها بالتنوع والتعددية وحقوق المواطنة الكاملة لكل الكنديين بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والسياسية والفكرية، بين شعب ينحاز للأقليات لأنها دليل على إنسانيته، وسلطات فيدرالية وإقليمية ومحلية تحكم بالانتخاب. وليست بالتعيين ولهذا فالمواطن المسيحي والمسلم واليهودي والهندوسي والبهائي والبوذي واللادينى والملحد له صوت وقيمة وثمن.
وفي بقعة أخرى علي ظهر هذا الكوكب، أصدر رئيس الوزراء المصري، "مصطفى مدبولي" قراراً بإعتبار يومي الخامس والسادس من مايو أجازة رسمية للمصريين، وبينما بدأت الأسارير في الانفراج فرحاً لاعتبار عيد القيامة إجازة رسمية للمصريين لدعم الوحدة الوطنية وللرد على مُكفري الاحتفال بأعياد المسيحيين، والاعتراف من نظام سياسي استفاد كثيراً من دعم الأقباط له في ثورة الثلاثين من يونيو، تأتي تكملة القرار لتقضي علي الأسارير المنفرجة باعتبار الخامس من مايو إجازة رسمية إحتفالاً بعيد العمال وليس عيد القيامة. في صدمة لكل من يعنيه المواطنة في هذا البلد، لتنطلق عاصفة من السخرية من هذا القرار الحكومي المهين للأقباط وعقيدتهم.
الاهانة الثانية كانت حاضرة منذ نصف قرن في القرية المصرية وهو تنفيس المجتمع ومشكلاته وأزماته وغلائه في جيرانهم الأقباط بدعوى بناء كنيسة او رفع صليب أو قبة، وهذا ما حدث في قرية الفواخر بمحافظة المنيا، حيث تسببت قبة كنيسة في هجوم المتطرفين على منازل ومتاجر وممتلكات جيرانهم الاقباط، وبرغم إبلاغ الأمن قبلها إلا أن الإمن حضر بعد الاعتداءات وهذا ما قاله الأنبا مكاريوس في مداخلة تلفزيونية. في إهانة جديدة قديمة متكررة عبثية ممتدة علي مدى أكثر من أربعة عقود من الزاوية الحمراء ١٩٨١ إلي الفواخر ٢٠٢٤ رغم تغير الانظمة والرؤساء والحكومات لكن لا ينال الأقباط إلا الاهانات.