أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

كورونا تنصف داروين

لو سألت من هو أكبر شخص مكروه عند العرب، ستكون إجابتي انه عالم البيولوجي العبقري داروين، نشيدنا القومي الوطني صار "هل شتمت داروين اليوم؟!"، جاءت كورونا فأنصفت داروين عندما تحققت نبوءته، وقرأ العلماء السيناريو المستقبلي وقالوا إن الفيروس سيضعف بمرور الوقت، التفسير ببساطة لأن الفيروس ليس كما نفهمه دراكولا الذى هبط إلينا ليقتلنا من أجل لذة القتل، لكنه وطبقا لنفس نظرية الانتقاء الطبيعي، يريد فقط نقل جيناته لأجيال تالية لمزيد من الانتشار والبقاء، ولو قتل كل من يسكنه، سيموت بالتالي الفيروس ولن ينتشر، فلابد له من مصانع حية لتكاثره، لذلك فالسيناريو المتوقع والذى خطته يد صراع البقاء والطبيعة، هو أن الفيروس ستقل شراسته القاتلة، وهذا ما حدث مع المتحور أوميكرون الذى هو أقل شراسة من المتحور دلتا على عكس تصور الكثيرين من المفزوعين والمرعوبين، وهكذا ، وتحول من وباء إلى مرض متوطن، ونحن نتعامل معه الآن كدور برد خفيف أو كالإنفلونزا، وهذا ما حدث طبقاً لنظرية داروين.

فسفينة الحياة طبقاً لداروين تخفف حمولتها وترمى بالثقل الزائد على الحاجة في بحر الغياب، تلقى بمن لم يتكيف مع الطبيعة حتى تواصل الرحلة، هذا للأسف قانون الطبيعة الصارم، الطبيعة التي لا تأبه ولا تهتم ولن تأبه ولن تهتم برغباتنا ومشاعرنا وتشبثنا بالحياة وأحلامنا بالبقاء ورغبتنا في الاستمرار، تكتب معادلة التطور التي اكتشف سرها العبقري "داروين" بكل صرامة والتزام، ودون أن يرمش لها جفن من أنات المرضى أو دموع الفراق وألم الحزن ونحيب الهجر، سؤالها الدائم والمزمن في رحلة التطور والانتقاء الطبيعي، هل أنت متكيف مع تغيرات الزمن وقادر على الاستمرار ومواصلة المسيرة؟، إذا لم تكن كذلك، وإذا لم تكن fit فأنت out، خارج معادلة الحياة ومباراة العيش ومنافسات البقاء.

نحن يجب ألا نندهش، ما يحدث هو تطبيق عملي لنظرية الانتقاء الطبيعي بكل حروفها ومفرداتها، الفرق فقط هو في أننا نشاهدها «لايف» بإيقاع سريع، ضغطنا على زر تسريع الصورة في ريموت الحياة، فأصبحنا نشاهد انقراض أحبائنا الضعفاء «لايف»، ما كان يحدث على مدى ملايين السنوات صار يحدث في شهور.