علي جمعة ...والبيتلز !! الطريق إلى السلام بين أوكرانيا وروسيا ... ملغم بكمائن ترامب ”كندا” جميلة الجميلات في مواجهة الولايات المتحدة الجديدة‎ ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (5) سيادة الرئيس السيسي: 5 أشياء يجب أن تفعلها إذا ذهبت إلى واشنطن‎ مشهدٌ مثيرٌ في.. رمضان! الست ”دولت” .. لماذا تحفظ مسيحية سورة الفاتحة؟! ملك يَملك بذل الذات الذي يعلمه المسيح.. ليس دعوة للخسارة أو صغر النفس بل تأكيد أن الذات أعظم مما تملكه ”النص”... دراما تحترم عقل المشاهد الأغنياء حول العالم هل هناك خطأ في الكتاب المقدس؟

مشهدٌ مثيرٌ في.. رمضان!

شهرُ رمضان في عالمنا العربي موسمٌ تلقائيٌ مثالي لكل ما يتطلَّب فُقدانًا جُزئيًا للذاكرة، لا سيما أيَّامه الأولى التي يدخل فيها الإنسان طور التأقلم التدريجي مع الانقلابات الجديدة في السلوكيَّات والمواقيت.. تفاصيل يوميَّة تُلغى تمامًا لتحتل مكانها أُخرى، يتركز جُل اهتمام الناس على الصيام والعبادة والعمل وإعداد الطعام وربما الزيارات المُتبادلة، ما يجعلهم في سباقٍ يومٍ مع الوقت لإتمام كل مهمَّة في وقتها الصحيح قبل أذان المغرب ثم أذان الفجر.

يُمكن اعتبار الموسم الرمضاني هدية السماء لا للمؤمنين الأتقياء الأبرار وحسب؛ بل علاجٌ لا يُستهان به لمحو كثير من الفضائح التي تُشغل الرأي العام قبل بدء الشهر، فدخولهم دور التأقلم الجديد كفيلٌ بجعل ذاكرتهم غير مُتفرّغة لاجترار ما مضى لأنهم مُنشغلون بجديدٍ مُتسارع يُنسيهم ما قبله بيومٍ أو يومين فضلاً عمَّا كان قبل أسابيع، وهو أيضًا موسمٌ لمُسلسلات الثلاثين حلقة التي يتجاهلها البعض مُركزين اهتمامهم على العبادات والشؤون العائليَّة، بينما يختار البعض مُسلسلاً تلفازيًا أو اثنين لمُتابعتهما وفقًا لسُمعتهما الكوميديَّة أو ثقةً بنجمه المُفضَّل المحبوب، ومع تنوُّع منصَّات العرض – لا سيما المجانيَّة منها- نرى من يؤجلون مُشاهدة الحلقات إلى أيَّام لاحقة يتسع فيها لهم وقتٌ أكثر.

خلال هذا الموسم الرمضاني عُرضَ مُسلسلٌ يحكي عن حياة شخصيَّة تاريخيَّة عربيَّة، ولأن كل شيء في عالمنا العربي يُعتبر "مُثيرًا للجدل" فقد تم اعتبار المُسلسل مُثيرًا للجدل من قبل عرضه! والناس في هذه البقاع من الكرة الأرضيَّة بحاجة إلى أي جدلٍ للتنفيس عن غيظهم المكبوت ومعاناتهم مع المُجتمع الذي لا يوفر لهم مساحاتٍ كافية من حُرية التعبير، لذا استعر هياج الجدل من قبل عرض المُسلسل، لكن وبشيء من المُراقبة المُركَّزة نلحظ أن اللغط خفَّت وتيرته كثيرًا خلال اليوم الأوَّل من شهر رمضان، يوم انشغال عقول الناس وأجسادهم بما يصل بهم إلى تحقيق أهم أهدافهم حتى أذان المغرب، لكن – فجأة- في اليوم الثاني أو ربما الثالث تم إطلاق صورة من المُسلسل، صورة تمتاز بطابعٍ خاصٍ يجعلها مُثيرة لشكوك المُراقب المُلاحظ، تبدو فيها مُمثلة حسناء بملابسٍ أنثوية جذّابة ممسكة بطفلها الرضيع على فراشها الوثير! وانطلقَت سهام النقد فجأة ضد ملابس الشخصيَّة وفراشها؛ لتنتشر تلك الصورة وحدها من بين مئات اللقطات المتنوعة الأخرى في المسلسل انتشار النار في الهشيم!

ربما يبتلع أي مُشاهدٍ حسن النوايا هذا الطُّعم، لكن المُشاهد دقيق المُلاحظة ليس بوسعه تصديق أن حلقتين تستغرق كل منهما 45 دقيقة، أي 90 مشهدًا على وجه التقدير ومئات اللقطات لا يوجد فيه ما يستحق النقد إلا الملابس الأجنبيَّة الفارهة وسخاء الإنتاج الظاهر في صورة لا بد وأن بعض المحرومين والبؤساء مازالوا يعتبرونها مُغرية! ربما كان الأمر قابلاً للتصديق لو انتشرت صور أخرى غيرها؛ لكن انفرادها بالانتشار يوقظ الشكوك بأنَّ "وراء الأكمَّة ما وراءها"، لا سيما وأن معظم الحسابات الفرديَّة التي تداولتها تشابهت في التعليقات الساذجة التي تُشير إلى أن مُتداوليها لم يُشاهدوا الحلقة أساسًا، لكنهم ينعقون وراء كُل ناعق.

هل كان عرضُ مُسلسلٍ كهذا خارج مضمار سباق المسلسلات الرمضاني المحموم كان بوسعه أن يخدمه أكثر بتركيز الناس على مُشاهدته بدل الاضطرار لجذبهم من دائرة مشاغلهم السريعة عن طريق حيلةٍ طريفة كتلك الصورة؛ أم أن عرضه خلال شهر رمضان يُحقق له فُرصة خفض حدَّة الجدل مقارنة بما كان سيكون لو عُرض في وقتٍ آخر يكون فيه الناس أقل انشغالاً؟ على أيَّة حال؛ لم تعُد الإجابة سهلة في عصر التلاعب المُستمر بالرأي العام عن طريق السوشيال ميديا، وليسَ للمُراقب الذكي إلا الفُرجة على العرض ومُتفرّجيه في الوقت ذاته.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found