عبد المسيح يوسف يكتب: ”مصر بتفرح .. وإحنا في كتفها”
بسيطة ومبهجة هي أحلام البسطاء من المواطنين، وسوداوية أحيانا هي مداخلات بعض المثقفين والباحثين، تجاه المشروع القومي لقناة السويس الجديدة، الذي يتم افتتاحه يوم 6 أغسطس 2015، بحضور ومشاركة دولية عريضة في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي. ويعتبر هذا المشروع، هو الإنجاز الوطني الأول للرئيس السيسي، بعد دعم القوات المسلحة المصرية لثورة 30 يونيه، التي خلصت مصر والمصريين من قطاع حاكم من أهل الشر وليس كلهم.
قناة السويس الجديدة، حلم عظيم للمصريين البسطاء، الذين كانوا يقفون من الخامسة صباحا في طوابير تمتد لمئات الأمتار، لشراء شهادات الاستثمار في قناة السويس الجديدة، بعد أن أوشكت الهيئة الوطنية للبريد أن تتعرض لهزة كبيرة، بسبب سحب المصريين البسطاء لمدخراتهم منها، للاستثمار القناة الحلم، وهو ما أدى لضم البريد للبنوك المرخص لها بيع شهادات الاستثمار في القناة الجديدة.
فهذه القناة الجديدة بحق، هي قناة المصريين، كل المصريين المنتمين لأرض مصر الطيبة، بعد قناة ديليسبس الفرنسي، التي سخر فيها المصريين لحفرها. ولذا من طبيعي أن تكون هناك طموحات كبيرة لهؤلاء المصريين البسطاء، الذين استثمروا قدر يعتد به من مدخراتهم في القناة الحلم. ربما يكون سعر الفائدة لشهادات الاستثمار بدءا من 8% وحتى 12% علي مدار الخمس سنوات، كافي كعائد على هذا الاستثمار، ولكن هؤلاء البسطاء يشعرون أن هذه القناة فعليا ملكا لهم وليست فقظ ملكا لأجهزة الدولة ومؤسساتها.
علي الجانب الآخر، ليس فقط من حق المثقفين والباحثين، بل وواجب عليهم تحليل وتبصير المواطنين البسطاء بحقائق الأمور ومدى واقعيتها، تحقيقا للمصلحة الوطنية لمصر وشعبها، بعيدا عن النظرة السوداوية، والانتقادات الهدامة، والخلاف لمجرد البروز الإعلامي، بعد أن أصبح قطاعا ليس بالصغير من الإعلام مغرض، ولا يستهدف إلا تحقيق مصلحة أصحاب رأس المال.
علينا أن نتفهم أن هناك أرقام معلنة منها تشغيل نحو 1.5 مليون عامل على مدار 5 سنوات، والقناة الجديدة سترفع العائد من 5.3 مليار دولار إلى 13.3 مليار خلال 8 سنوات، وتدشين محور قناة السويس الجديدة بمشروعات العملاقة، ليكون مفتاحا للتنمية الصناعية والخدمية في المنطقة. ولذا من المهم ظهور تنظيمات شعبية وطنية للمتابعة وإصدار التقارير الموازية مع الجهات الحكومية، ومنها الجبهة الشعبية لمحور قناة السويس، لتبصير المسؤولين والرأي العام بحقائق الأمور.
نعم مصر تفرح بالقناة الجديدة، وكل مواطن ينتمي إلى هذه البلد العظيمة يجب أن يفرح لها، وإذا كان في إمكانه المساهمة بالنقد البناء فليقدمه عن طيب خاطر، بعيدا عن النوايا المغرضة، كما يحدث مع بعض المسؤولين طوال تواجدهم علي كراسيهم، ودولاب العمل في أسوء حالاته، وبمجرد انتهاء فترة خدمته، تشع "دماغه" بالأفكار الإصلاحية والاستيراتيجيات التنموية، التي ينشرها في الصحف، ويتحدث عنها في القنوات، مطالبا المسؤولين بعده بتنفيذها!!
وتحتاج مدن القناة الثلاثة حاليا المزيد من القرارات والتشريعات لدعم جهود التنمية الصناعية والخدمية فيها. لقد كان قرار إلغاء المنطقة الحرة في بورسعيد عقابا لشعبها الطيب من نظام مبارك. لماذا لا يعاد النظر في هذه القضية، على أن نقوم بعمل الدراسات اللازمة علي مدار عامين أو ثلاثة أعوام لدراسة جدوى تحويل مدن القناة الثلاثة بورسعيد والاسماعيلية والسويس، كمدن حرة تجاريا، فهذا سيحدث انتعاشة اقتصادية كبيرة. يضاف إلى هذا مخططات مرنة للتنمية الصناعية والاستثمارية، وتنمية الموانئ والنقل البحري والممرات الملاحية الدولية مع أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأوروبا تحديدا، فعالميا كل مليون يورو تستثمر في الملاحة البحرين ينتج عنها عوائد قيمتها 1.6مليون يورو.
أعداء القناة الجديدة كثر، أولهم للأسف بعض المصريين، المنتمين للأخوان والمتحالفين والمتعاطفين معها من الجماعات المتطرفة والإرهابية الأخرى، علاوة علي قوى أإقليمية أخرى متضررة من القناة الجديدة، منها إسرائيل، قطر، تركيا، وبصورة أو بأخرى أمريكا في ظل إدارة أوباما، الذي يسعي لعقاب مصر والسيسي لإفساده مخطط تمكين الجماعات الإرهابية من الحكم في مصر والمنطقة. ومن مصلحة مصر استقرار المنطقة، لتنمية محور القناة، لجذب المزيد من السفن التجارية للممرات الملاحية بالمنطقة.
في هذه اللحظة المفصلية، و"مصر بتفرح" بالقناة الجديدة، علي كل المصريين المحبين لهذا الوطن الغالي مصر، في الداخل والخارج، أن يقفوا خلف الدولة المصرية، والرئيس السيسي، ليس وفق "شيك علي بياض"، ولكن لأن الرئيس يثبت في كل مرة وطنيته وعشقه لمصر "أم الدنيا"، وتأكد في هذه المرة كلامه، في إنجاز قناة السويس الثانية، حلم وقناة كل المصريين الشرفاء.