أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: ”يا عزيزي كلهم .. قصدي كلنا .. كلامنجية!”

أثارت زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني لمدينة القدس، لرئاسة صلاة الجنازة علي مطران القدس، الله ينيح روحه، نيافة الأنبا أبراهام، الكثير من اللغط والملاسنات، غير المبررة. فالزيارة كما هي معلن عنها، وبموافقة الأجهزة السيادية المصرية، لأغراض إنسانية، للصلاة علي مطران جليل خدم بإخلاص الكنيسة والدولة المصرية. كانت الاتهامات بدعوى أن الزيارة تعد بمثابة تطبيع مع إسرائيل المحتل لدولة فلسطين. هذه المناوشات، جاءت في معظمها، إن لم يكن كلها، من أبناء وقيادات تيارات اليسار المختلفة، علي اعتبار أن قداسة البابا شنودة الثالث قد حرم المسيحيين من زيارة القدس، إلا وأيديهم في يد أخوانهم المسلمين، وبعد إعلان دولة فلسطين. لقد كان ولايزال قداسة البابا شنودة الثالث، يتمتع بمكانة لا ينافسه فيها الكثيرون، في قلوب ونفوس أبناء الكنيسة، فهو الأب، الذي كلمته مسموعة ومطاعة، حتى لو كانت هناك ملاحظات. هنا يجب أن ننتبه إلى أن الحرمان، كان لغرض سياسي، وليس لغرض عقيدي كنسي. ولذا كان هناك العديد من أبناء الكنيسة، الذين يزورون الأماكن المقدسة في القدس، أماكن ميلاد وصلب ومختلف مراحل حياة السيد المسيح. أما بالنسبة للانتقادات، التي وجهت للزيارة، بدعوى أنها تطبيع، فهي تفتقد للكثير من وجاهة المنطق والواقعية، خاصة وأنها تأتي مع بعض مؤيدى وقيادات ومفكري تيارات اليسار المختلفة، والتي نتوسم فيها، بل وهم كذلك، الرشادة الفكرية والقدرة التحليلية البنوية، بعيدا عن الإلتزامات الأيديولوجية اليسارية، التي في مواقف محددة ستكون مغرضة، بمعني أنها لا تراعي إلا الإلتزام الأيديولوجي، حتى لو كان غير متناسق مع الواقع. هذه القيادات، والكوادر الفكرية والثقافية، من بعض تيارات اليسار وغيرها من التيارات الفكرية، كان يجب عليها القياس بالضرر الناتج عن سياسات إسرائيل ضد الأخوة الفلسطينيين، بالأضرار الجسيمة، التي لا تلحق فقط بشعب دولة واحدة، ولكل بكل المسلمين والإنسانية كلها، من جراء سياسات أبناء أل سعود، الممولة للجماعات الإرهابية في القاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها، فضلا عن بث الأفكار المتطرفة والإرهابية تحت مظلة الوهابية في المنطقة، وهو مانتج عنه نشر الإرهاب والدم. وأصبحت صورة المنطقة لدى الرأي العام الغربي، عن المنطقة العربية، أنها منطقة البترول والإرهاب، وهما من الصفات القليلة، التي تختزل ثراء وتنوع المنطقة العربية، ومشاركاتها علي مدار قرون في الحضارة والثقافة الإنسانية، بسبب الطفرات البترودولارية، التي استغلها أبناء آل سعود في تمويل الفكر والمنظمات الإرهابية، في المنطقة، لفرض أنماط حياتهم وسلوكياتهم البدوية. كنا ننتظر من أصحاب الفكر المستنير من مختلف التيارات، اليسار والوسط واليمين، التفكير بصورة واقعية وعقلانية، والتأكيد علي حق المسيحيين الأرثوذكس المصريين في زيارة المناطق المقدسة في القدس، أسوة بغيرهم من المسيحيين الكاثوليك والإنجيليين المصريين، الذين لم يطبق عليهم هذا التحريم. فهل يستطيع أحد أن يطالب قيادات وكوادر الفكر وصناعة الرأي العام، الدعوة إلى تحريم زيارة الأماكن المقدسة في الحجاز، لأنها تقع تحت إدارة أبناء آل سعود، الذين يمولون المنظمات الإرهابية، ويبثون الأفكار المتطرفة، التي تقود في النهاية للقتل والإرهاب، وتسويد سمعة كل سكان المنطقة العربية، لكل من يحمل وجهه ملامح عربية، ليكون عنوانا للإرهاب والتخلف في المجتمعات الغربية. إن الإلتزام الإيديولوجي، لا يجب أن يؤسس لتوابيت "تابوهات" تاريخية، تستمر قابعة علي صدور سكان المنطقة. نعم الممارسات الاحتلالية لإسرائيل ضد الأخوة الفلسطينيين مرفوضة، ولكن هذا لا يجب أن يدفعنا للانسحاب من أي معاملات مع اليهود، بدعوى التطبيع، فهذا ضعف من مواجهة الخصم أو العدو، أيا كان المسمي. هنا في المجتمعات الغربية، اليهود، متواجدين في كل مناحي الحياة، منهم الغني والفقير، الموظف البسيط والمستثمر الكبير، العامل البسيط والأكاديمي المرموق، الجيد والسيئ. الغريب أنهم علي استعداد للتعامل مع الجميع، وهذا لا ينفي سلوكياتهم وخصوصياتهم، مقارنة ببعض قطاعات العرب، الرافضة كلية التعامل معهم حتى في المجتمعات الغربية. فهم ليسوا أفضل منا. لكنهم لديهم ثقافة المواجهة لمعرفة الخصم أو العدو. ولهذا انظر الفارق بين اليسار الإسرائيلي، في بعض تياراته، التي تطالب بحقوق الفلسطينيين المهدورة، واليسار العربي وقطاعات أخرى، التي تنادي بالمقاطعة. والغريب أن هذه المقاطعة لا تجد هوى أو قبول لدى قطاعات من الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يطالب بالدعم وزيارات المصريين والعرب، لدعم الاقتصاد الفلسطيني. حتى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا المصريين والعرب لزيارة فلسطين والقدس. ألا تعرفون أن هذه الزيارات إن تمت ستمثل عبئا على إسرائيل وأجهزتها الأمنية. إلا إذا كان من ينادون بالمقاطعة، وهذه ليست دعوى للتطبيع، ولكنها دعوة لدعم الأشقاء الفلسطينيين، أن يكون من بين العرب والمصريين ممن سيزورون فلسطين والأماكن المقدسة في القدس، ضعفاء، وسيكونون بمثابة صيد سهل لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، هنا ستكون مجتمعاتنا وأجهزتها، هي المسؤول الرئيسي عن ضعف الانتماء في نفوس هذه الفرائس، التي وقعت في شباك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. إن مسألة التجديد الفكري، يجب أن تطبق علي كل الإيديولوجيات، على مدار الامتداد من اليسار لليمين، لأنه لا توجد أيديولوجية صالحة لكل الأزمان والأوقات، إلا واعتبر هذا بمثابة إهانة لقدرات الإنسان على التطور والرقي والإبداع، التي منحها له الله. نعم كلنا، على اختلاف العقائد والأديان، في حاجة إلي زيارة أماكننا المقدسة، ولا يستطيع أحد أن يمنع أي شخص من هذه الزيارة. وإلا يجب أن يعمم الأمر، مثلما كان خلال الحقبة الشيوعية، والسور الحديدي، الذي أحاط به الإتحاد السوفييتي مواطني دول أوروبا الشرقية، ومنعهم من زيارة الغرب. هل ننتظر من النخبة الحكيمة والمستنيرة في مختلف التيارات أن تراجع بعض أفكارها، التي تضر بقطاعات من الشعب، بدعوى أن هذا إرث تاريخي. فما كان يقبل من قداسة البابا شنودة الثالث، الله ينيح روحه، لن يقبل من شخصيات عامة، لها كل الاحترام والتقدير. ولكنها، كانت أول من يطالب بفصل الدين عن السياسة، وأن بابا الكنيسة لا يجب أن يعبر عن المسيحيين سياسيا، فلماذا هذه الإزدواجية؟ نعم نريد زيادة الأماكن المقدسة، فهذا حق لكل الناس، دون أن يمثل هذا أى ضرر بالثوابت المصرية، والأمن القومي المصري، لأنه كما قال قداسة البابا تواضروس الثاني "وطن بلا كنائس .. أفضل من كنائس بلا وطن"، فمصر في القلب والعقل والروح. ويا ليتنا نكف عن الكلام غير المجدي، ونتجه لبناء مصر المستقبل.