أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: الغرف المغلقة والثلاثي ”الأبله” !!

من البديهيات في الحياة السياسية، خاصة في الغرب، أن بقاء الحال من المحال، والتغيير هو سمة الحياة والتطور، وهذا لا ينطبق علي الأشخاص فحسب، بل وعلي السياسات. ويبدو أن هناك أزمة عميقة تلوح في الأفق، بين واشنطن والرياض، في توقيت حساس تموج فيه الولايات المتحدة علي نار الانتخابات الأميركية الرئاسية، والانتقادات العنيفة، التي يوجهها دونالد ترامب الجمهوري، للديمقراطيين، خاصة فيما يتعلق بملف دعم الإرهاب، ليس مجرد الإرهاب، وإنما الإرهاب الدولي. وكان الغريب في حواره الأخير، أن يتهم الرئيس الأميركي الديمقراطي باراك أوباما، أن السعودية هي المصدر الرئيسي والداعم الأساسي للإرهاب في العالم، في حوار مطول قبل مجلة ذي أتلانتك. وسبقها تصريحات جارحة من أوباما تجاه السعودية، بأن أميركا لن تقبل أن تكون مطية لتقوم بالحروب في الشرق الأوسط نيابة عن السعودية وتحديدا في سورية. وهذه التصريحات، المعتادة من إدارة الديمقراطيين، والتي سبق لها وأن باعت العديد من حلفاءها التقليديين من الرؤساء العرب، ومن بينهم الرئيس مبارك، يكشف للمتابع للأحداث أن موقف الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ليس جيدا. فلم يعد خفيا حتى علي الأطفال في المجتمعات الغربية وخاصة في أميركا الشمالية أن مثلث الشر ودعم الإرهاب في الغرب يضم الثلاثي "أوباما وكاميرون وهولاند"، ويحلو للبعض أن يلقبه بالثلاثي الأبله. وهذا الثلاثي هو المناظر لمثلث أو ثلاثي الشر في منطقة الشرق الأوسط ممثل في مملكة آل سعود وقطر وتركيا. وبدأت توجهات الرأي العام ترصد حالة لدى الرأي العام الغربي، ومنها الاميركي بعد أكثر من 8 سنوات تحت حكم الديمقراطيين الميل الي اليمين الجمهوري. فعلي الرغم من أن الحزب الجمهوري يفضل اختيار مرشح آخر غير دونالد ترامب اليميني المتشدد، إلا أن الناخب الأميركي، ربما يكون له رأي آخر، خاصة وأن أميركا بسبب سياسات غير رشيدة، ظنا منها لتحسين صورتها في الشرق الأوسط لدى جماعات الإسلام السياسي، نقلت قياداتهم من المستويات الاولي والثانية للأراضي الأميركية، وهو ما سيمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومي الأميركي، حال نجاح ترامب. هيلاري كلينتون، تعاني من سمعة متسخة، وهي في الغالب ستكون المرشحة عن الحزب الديمقراطي، بعد التسريبات الكثيرة لرسائل بريدها الإلكتروني حول ليبيا والعراق ومصر والشرق الأوسط وجماعة الإخوان المسلمين، تكشف مدى حقارة وكذب ورياء إدارة الديمقراطيين أمام الناخب الأميركي والمواطن في النظام الدولي. ووصل الأمر لحد مطالب دونالد ترامب صراحة بضرورة محاكمة وسجن كل من أوباما وهيلاري بسبب دعمها للإرهاب ونقل قياداته للأراضي الأميركية. علي الجانب الآخر من الأطلنطي، نجد ديفيد كاميرون، التابع الأمين، لإدارة أوباما الداعمة للإرهاب، يعلن صراحة أنه لن يستقبل أى لاجئ قادم من منطقة الشرق الاوسط، وأن المخاطرة بحياتهم في البحار لا تعني بالضرورة استحقاقهم الحصول علي حق اللجوء، خاصة وأن الطاقة لديه كبرى، فهو في لندن يأوي معاقل الإرهابيين الإسلاميين من الشرق الأوسط. وكاميرون داعم مخلص لأوباما المنعوت بالإرهاب. أما هولاند، فهو أسوء رؤساء الجمهورية الخامسة الفرنسية، لدرجة بدأت معها بعض وسائل التواصل الاجتماعي التسفيه منه ومن إدارته في ظل الصعوبات الاقتصادية، التي يواجهها الاقتصاد الفرنسي من ناحية، والمقارنات المخزية بين هولاند وسابقية اليميني نيكولا ساركوزي، الذي تحاول حكومة هولاند إحياء تهم بالفساد لتطول ساركوزي. يبدو جليا أن كل من أوباما وكاميرون وهولاند الرعاة الدوليين لداعش والتنظيمات الارهابية الملتحفة بالإسلام، يعانون كثيرا أمام الرأي العام العالمي والمحلي في دولهم، وهو الأمر الذي جعلهم ينقلبون علي السعودية. من يصدق هذا. حتى السعودية نفسها أصابتها الصدمة من التصريحات الأميركية. ولم تعرف ماذا تفعل؟ وفي محاولة منها لغسل سمعتها المتسخة بدماء البشرية بسبب جرائم الإرهابيين الذين تدعمهم وتمولهم، لم تجد الرياض أمامها من سبيل إلا بمعايرة أميركا وبريطانيا وفرنسا بالاستثمارات السعودية الضخمة في اقتصاديات هذه الدول، التي تعاني اقتصاديا. وكان النصيب الأكبر من المعايرة السعودية تجاه أميركا، حيث فضحت تصريحات سعودية مؤخرا أن المشتري الرئيسي للسندات الحكومية الأميركية هي الرياض. ولا يختلف الحال بالنسبة لقطر، التي اشترت تقريبا الاقتصاد الفرنسي والبريطاني مناصفة مع السعودية. الجانب الآخر للصورة في المنطقة، يظهر أن الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في المنطقة، بدأوا يفكرون في الانصراف تدريجيا من حولها، لأنه كما قال الشارع المصري بعد تخلي واشنطن عن الرئيس المصري السابق مبارك، "أن المتغطي بالأميركان عريان". فقد كشفت مصادر عن أن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ووزير الدفاع الإماراتي كان غاضبا من تخلي أوباما عن مبارك. وأكد مسؤولون أميركيون أن بن زايد أكد أن "الولايات المتحدة يقودها رئيس غير جدير بالثقة". ولا يختلف الحال بالنسبة للملك عبد الله الثاني ملك الأردني، الذي يري أن الولايات المتحدة تتخلي عن حلفائها التقليدية، وتتحالف مع إيران لتكون القوة الجديدة والوحيدة في المنطقة. ويزيد من قتامة الصورة بالنسبة للحلفاء التقليدية لأميركا في الشرق الأوسط، الدور القوى الذي يقوم به الدب الروسي، بقيادة رجل النظام العالمي القوي فلاديمير بوتين، والذي نجح في أن يجعل من أوباما تابعا في سياساته، يتخذها بناء علي فعل روسي. وكان الدور الروسي واضحا في سورية في كشف وفضح الدعم الأميركي والبريطاني والفرنسي للجماعات الإرهابية بتمويل السعودية وقطر ودعم لوجستيي من تركيا. لم يعد خفيا علي السعودية، أن أميركا لن تقوم بحمايتها، خاصة وأن انتقادات أوباما الجارحة للسعودية في الغرف المغلقة أصبحت متاحة لوسائل الإعلام، وهو ما يمثل إحراجا وجرحا لمملكة آل سعود، التي تعاني من وضع مزري تستحقه بسبب ما فعلته في الإنسانية بنشر التطرف والإرهاب. وكانت الطامة بين واشنطن والرياض، حينما توصلت الأخيرة لمعلومات دقيقة عن أن أوباما لم يعد يرضي بالتعامل مع السعودية راعية الإرهاب، خاصة بعد أن عبر عن ألمه لما فعلته السعودية بدول من بينها أندونيسيا، التي عاش فيها أوباما لسنوات ويحمل لها مكانة في نفسه، حيث التطرف والإرهاب في كل مكان. السعودية لم تعد تتحمل النقد الأميركي في محاولة من الديمقراطيين لغسل وتبييض سمعتهم المتسخة خلال موسم الانتخابات، خاصة وأنه رغم الانتقادات لترامب، إلا أنه يذكرهم بالرمز والكاريزما الجمهوري السابق رونالد ريجان الذي أعاد لأميركا هيبتها واتساقها مع قيمها. دونالد ترامب أعلنها صراحة أن عدوه الأساسي الجماعات الإرهابية وجماعات الإسلام السياسي، مشددا على أن على عاتقه مهمة ورسالة سامية لتنظيف أميركا من الإرهابيين، الذي جلبهم أوباما، الذي يستحق السجن هو ووزيرة الخارجية السابقة كلينتون، في انتهاك صريح للأمن القومي الأميركي والسلام العالمي. وهذه الرسالة، التي يحملها ترامب، تلاقي قبولا لدى المواطن البسيط، الرافض للبربرية والوحشية لجماعات الإسلام السياسي الإرهابية، ومنها داعش، وأن الله لن يسكت علي ذلك، وسيصيب داعش ونظيرتها وداعميها بمصيبة كبري تقضي عليهم. وإذا كان المواطن البسيط أو صانع القرار في مناطق آخري لا يثق في هذه وجود هذه الأمور، عليه أن يتابع الشعبية المتزايدة لترامب في مواجهة المتلونة كلينتون.