Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا ردا على الاحتجاجات.. فورد يدعو طلاب الجامعات والكليات إلى الهدوء

عبد المسيح يوسف يكتب: حكايات الحرمان والفل (2): الهروب من الفقر

"روح يابا روح .. لينا رب اسمه الكريم .. دا إحنا الورد الصغير وإنت اللي ساقينا"، كانت هذا المقطع يردده يوسف دائما مع نفسه بعد فقدان والده. ويستمر يوسف في العمل علي عربية محمد حسن لعدة سنوات بين مركز صدفا وبقية مراكز محافظة أسيوط القريبة. وتمر الأيام والسنوات، وظروف الفقر هي المسيطرة. ويجد الشاب يوسف، الذي بلغ السابعة عشر من العمر، أنه في حاجة للبحث عن مجتمع جديد أكثر آفقا واتساعا من مركز صدفا مسقط رأسه. يتحدث يوسف مع أمه الجميلة الشابة، التي ضحت بكل شيء من أجل رعاية أبنائها، عن أنه يريد ترك صدفا، بسبب الفقر الكبير، والبحث عن مكان آخر يمكن أن يعمل فيه، وبعد أن يستقر، يستطيع أن يرسل المزيد من الأموال لأمه لتساعدها في رعاية بقية أخوته. تستفسر فيكتوريا من ولدها يوسف، عايز تروح فين يا ولدي، فيجيب يوسف عليها، سأذهب للإسماعيلية عند أعمامي، أخوة أبي نظيم، فهم هناك منذ سنوات ويمكنهم أن يساعدوني في الحصول علي عمل. ترفض فيكتوريا في البداية، ولكن مع ضغط ابنها البكر يوسف، توافق علي هجرته للعمل في الإسماعيلية بدلا من صدفا. ولكن ضيق اليد والحال، يدفع الشاب الوسيم يوسف، أن يسأل أمه علي معها بعض المال، الذي ادخرته علي مدار السنوات المالية، ليساعده في بداية مشواره في الإسماعيلية. تجيب فيكتوريا في كل براءة ووداعة، يا ولدي أنا محوشة شوية فلوس بس مش عارفة كام، استني أجيبهم وتشوفهم. وتذهب فيكتوريا لتأتي بالمنديل الذي تحوش فيه ما يفيض عن حاجتهم من المال. وتعود فيكتوريا لولدها يوسف، والذي كانت تعتبرها رجلها ورجل البيت، فهو الابن البكر، والمسؤول عن أخوته الصبيان جابر ومجدي وأخته البنت فايزة. ويجد يوسف في منديل أمه 6 ورقات من فئة العشرة جنيهات الحمراء الكبيرة. فتكسو الفرحة وجه يوسف. ويطلب من أمه أن تجهز له الزاد والزواد والزيارة التي سيقدمها لأعمامه في الإسماعيلية شنودة وسيزار. وتبدأ فيكتوريا في عمل الخبر الشمسي الصعيدي وتوفير الجبنة القديمة بالفلفل المشهور بها صعيد مصر. ويهم يوسف في السفر بالقطار للإسماعيلية، ولكن اخيه جابر كان حزينا جدا، لأنه كان مرتبطا به جدا. فقد كانت حياتهما شريط واحد يعيشه الاثنان معا، فلم يكن يفرق بينهما إلا عام واحد. وكان جابر يعتبر يوسف أخيه الأكبر ووالده، الذي فقده في بداية طفولته. ويحاول يوسف يهدئ من قلق أخيه الحبيب جابر ويطمئنه، بأنه مجرد أن تستقر أحواله سيرسله له ليحلق به في الإسماعيلية. ويسافر يوسف للإسماعيلية، تاركا بلدته صدفا وله فيها الكثير من الذكريات القاسية والجميلة معا. يذهب يوسف للإسماعيلية عن بيت عميه شنودة وسيزار. وبمجرد وصوله طرق الباب في عزبة الافرنج في الإسماعيلية، ففتحت مرات عمه الباب، وقبلته وسألته علي سلامة أمه فيكتوريا وأخوته. وبعد فترة بدأت مرات عمه تستفسر منه عما يريد أن يفعل في الإسماعيلية، فأخبرها أنه جاء للاستقرار فيها والبحث فيها عن عمل بسبب ضيق الحال في صدفا. فتربح به مرات عمه وأعمامه لأنه الابن البكر لأخيهم المتوفي نظيم الوسيم ذوي العيون الزرقاء. وتشتهر الإسماعيلية بحدائقها الجميلة وفاكهة المانجو والمتنزهات المتنوعة في البلدة، فهي أكثر مدنية وحضارة من صدفا. وينبهر يوسف بالمدينة الجديدة، وبخاصة دار السينما، التي كانت في حي الإفرنج. وكانت ليوسف قصة حب لم تكتمل وهي في سن السابعة عشر، مع فترة اسمها فوزية، في مركز طما، كانت قمحية اللون، وكان يوسف عندما يذهب إلى شفعيه العظيم دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في سوهاج، يمر علي مركز طما حيث عائلة زوج أخته فايزة تسكن في طما. وكان يوسف منبهرا بفوزية، لكن أمه فيكتوريا كانت لا تطيقها، وكانت تري أنها فتاة ليست في جمال ووسامة ابنها يوسف. وأغضب هذا كثيرا يوسف، فقد كان يفكر بالزواج منها، لكن أمه فيكتوريا التي كانت كل شيء في حياته كانت ترفض ارتباطه بها، خاصة وأن زواج أخته فايزة من شاب طيب الأخلاق ولكنه محدود الحال من طما يدعي سمير، جعلت فيكتوريا تنفق الكثير علي زواج أخت يوسف، فايزة من سمير. يستقر الحال بيوسف في الإسماعيلية، ويجلس عدة أيام عند أعمامه، ولكن بعد فترة يطلب يوسف مع أعمامه وزوجاتهم أن يساعدهم في الحصول علي عمل، فيسألونه بتعرف تعمل ايه، فيقول لهم أنه بيعرف يسوق سيارات كويس. ولكن الصدمة ليوسف أن قيادة السيارات لم تكن مطلوبة بدرجة كبيرة في الإسماعيلية لأنها مدينة صغيرة، ليست في حاجة لمواصلات كثيرة بين المراكز مثلما كان الحال في صدفا. تستمر حيرة يوسف في نوع العمل الذي يجب أن يقوم به ليكسب حياته في الإسماعيلية. واثناء جلوسه في أحد حدائق المدينة الجميلة يجد بائع ترمس وحمص وفول سوداني يبيع في الحديقة. ويتابعه يوسف عن كثب، ثم بعدها يقرر الحديث معه، عن أحواله وهجرته من صدفا للإسماعيلية وبحثه عن عمل، وهل بيع هذه النوعية من المسليات مربح ومجدي. ولحسن طالعه، ان عم محمد صاحب عربة الترمس والفول السوداني، يمدح له في هذا المشروع الصغير، خاصة وأنه من طباع أهل الإسماعيلية الخروج يوميا بعد العصر للاستمتاع بجمال الطبيعة في الحدائق العامة. ويقرر يوسف شراء عربية ليبيع عليها الترمس والفول السوداني والملانا وغيرها من مستلزمات التسلية في المتنزهات والحدائق. يتحدث يوسف مع مراته عميه شنودة وسيزار وتساعدانه في شراء العربة وما سيبيعه عليها. ويطلب منهما أن تساعدها في تأجير غرفة مستقلة للاستقرار فيها، وبالفعل يستأجر غرفة في نفس المنطقة. ويبدأ يوسف في اللف والدوران علي الحدائق، وبفضل لسانه طيب الكلمات، وحاجته لكسب العيش، يبدأ في عمل علاقات طيبة من الناس في التنزهات، ويبدأ يكسب حياته ورزقه، وتستقر أحواله خلال الأسابيع الأولى من وصوله الإسماعيلية. ويرسل يوسف بعضا من الأموال التي كسبها لأمه فيكتوريا. ولم يكن يمر الكثير من الوقت في أحد الأيام، حتي يفاجئ يوسف بأمه وأخواته الثلاث قد جاءوا من صدفا للإسماعيلية. ويرحب يوسف بأسرته، التي تلاحقه أينما ذهب، لأنه تري فيه الأب والكبير والوالد، الذي يقف كأول حائط سد لعائلتهم الصغير ضد ضربات الحياة. وتخبر فيكتوريا ابنها يوسف، انها جاءت ومعها أخوته ليستقروا بجانبه في الإسماعيلية، بعد أن ضاقت الحياة بهم في صدفا، بعد سفره. ويبدأ يبحث يوسف عن غرفتين جديدتين واحدة لأختها فايزة وزوجها سمير، والأوضة الثانية لتكون بجانب غرفته الأولي ليعيش فيهما مع أخيه جابر وأمه فيكتوريا. وفي البداية يعول يوسف الجميع مع عمله في بيع الترمس والحمص والفول السوداني والملانا. ثم يبدأ أخيه جابر في الخروج معه والعمل على ذات العربة. وبعد فترة يدخرا قدرا من المال ليشتري جابر عربة أخرى يعمل عليها. وفي تلك الاثناء كانت هناك فتاة جميلة تغازل يوسف، تسكن في إحدى الغرف في المنطقة التي يسكنون فيها. ويبدأ يضعف الشباب الوسيم يوسف، التي كانت هموم الحياة وتدينه لأنه تربية الإرساليات التبشيرية الكاثوليكية في صدفا، لمغازلات تلك الفتاة، التي في احدى المرات راودته علي نفسه، خاصة وأن دورة المياه كانت مشتركة لعدد من الغرف المحيطة بها. ... يتبع