أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: بهجة الحياة .. ” شكرا” لدورك في حياتي

يبدو أن من لم يسعفه الحظ من بعض أبناء وطني مصر، وإقليمي الشرق أوسطي، للسفر إلى الخارج وتحديدا المجتمعات الغربية، لم يدرك أهمية "بهجة الحياة". نعم إن للحياة للقيمة مختلفة في الغرب عن الشرق. فالشرق علي الرغم من أنه مهيط الديانات والقيم السامية والبناءة، إلا أن المتاجرين بالدين وسوء استخدام وسائل الإعلام، نشر ثقافات ومعتقدات غريبة ترتبط بالموت، أكثر من حب الحياة وبهجتها. من المرات القليلة التي تكون الكتابة فيها بعيدا عن موضوعات الاقتصاد والسياسية، ليست بالأمر الهين، خاصة وأن الإنسان عندما يكون متخصصا في مجال، فالأفكار تنساب وتتدفق بيسر وسهولة. هذه المرة من المرات المهمة، التي يفكر فيها الواحد في كل جملة ودلالاتها. قليلون ممن قابلتهم في الشرق أو الغرب، من أبناء الشرق، هم من يحبون الحياة، ويعشقون بهجتهم، حيث يتصرفون مع أنفسهم ومن أبناءهم وبناتهم وبالطبع شريكهم في الحياة زوج كان أو زوجة بشدة، قد تصل أحيانا لدرجة القسوة، اعتقادا منه، بسبب نسق تربية معين أن هذه أفضل وسيلة للتربية. في حين أن اللين والرقة في التعامل أفضل كثيرا في كسب ود واحترام وثقة الآخر، سواء في الأسرة أو العمل أو الحياة. والحديث عن بهجة الحياة، لا يعني بأي حال من الأحوال مثالية ونموذجية المجتمعات الغربية، والتي بالطبع تحتوى علي تحديات وسلبيات، لكن من نوعية مختلفة عن مجتمعاتنا الشرقية. أهم تحدي في المجتمع الغربي، هو الضغط ، بمعني "Stress"، فالإنسان هنا طوال الوقت يعيش تحت ضغط التغير والتطور، حيث أن معدل استمرار واستقرار الأمور هنا أقل كثيرا من مجتمعاتنا الشرقية، خاصة فيما يتعلق بالاستقرار المهني الوظيفي، والذي هو هنا في الغرب وهناك في الشرق، عماد الاستقرار الأسري والنفسي. في الشرق، ربما يمضي الإنسان، أحيانا حياته كلها موظفا في نفس المؤسسة أو الشركة، في حين هنا في الغرب، نادرا ما يحدث هذا خاصة مع المهاجرين، الذي يغيرون وظائفهم كل عدة سنوات أو ظروف، بسبب طبيعة سوق العمل، وتحديدا في القطاع الخاص، فضلا عن قبول سوق العمل هنا لفكرة تحويل المجال المهني. ورغم كل هذا تجد هنا ثقافة حب الحياة والاستمتاع ببهجتها، بعيدا عن عذاباتها، التي يدركها الجميع، ويعمل علي التخفيف من ضغوطها، عن طريق التنزه والسفر في أوقات الأجازات، والتي تعتبر أوقاتا مقدسة للغاية، لا يمكن إلغاءها لتجديد الطاقة السنوية، والحفاظ علي مستوى إنتاجية المواطن في الغرب أو ربما زيادتها. بالفعل العمل هنا في الغرب له مقابل مادي لا يقارن بالمقابل المادي في الشرق، لكن معدل الإنتاجية للعمل هنا، هو الآخر لا يقارن بالإنتاجية في الشرق. فهنا صاحب العمل وخاصة في القطاع الخاص عندما تعمل لديه ساعة عمل، فإنك طوال هذه الساعة تشارك في تحقيق إيرادات بصورة أو بأخرى لصاحب العمل أو للشركة التي تعمل فيها. مقارنة بالعمل في الشرق والذي يشوبه قدر من التسيب وانخفاض الإنتاجية. بالفعل ارتفاع مستوى الدخول النسبي في الغرب يساعد الإنسان علي تحقيق البهجة، لأن للبهجة والسعادة هنا تكلفة مالية، يمكن تحقيقها بسبب مستوى الدخول المقبولة والمرتفعة هنا، حيث يمكن السفر والتنقل والتنزه والذهاب للسينمات والمتنزهات وغيرها. في حين، أنه في الشرق يخاف الشرق أوسطيون من فكرة الحسد والتربص التي يعاني منها الإنسان المحب للحياة، من أبناء عائلته أو محيطه، لانتقاده بأنه يقوم بما لا يفعله الآخرين. وبالمناسبة هذه النظرة المتربصة تصاحب بعض أبناء الشرق، حتى لو انتقلوا للمجتمعات الغربية، حيث جيتوهات النميمة والحديث عن الآخرين، وملاحقة أخبار الآخرين من بعيدة. وساعدت ظاهرة وسائل التواصل الإجتماعي علي مشاركة الآخبار وتطورات الحياة علي شبكات الفيسبوك وانستجرام وتويتر وجوجل بلس وغيرها، لكن الغريب في الأمر، أن ليس كل ما هم أصدقاء افتراضيين لك علي شبكات التواصل الاجتماعي يتفاعلون مع الأحداث، التي تشاركها معهم، لاعتبارات عدة منها عدم الاهتمام، أو الرغبة فقط في الحصول علي اخبار الآخرين دون التفاعل معها، أو الغيرة، أو امتلاك حساب علي شبكات التواصل دون التردد عليه باستمرار، ولذا يكون من الأفضل تنظيف مثل هذه الحسابات من بعض الاصدقاء الافتراضيين غير المتفاعلين من وقت لآخر والاكتفاء بعدد قليل ممن هم مقربين منك للتفاعل معهم ومشاركتهم أحداثك وأحداثهم. مع التأكيد علي التدين لا يتناقض بالمرة مع حب الحياة وبهجتها، بل علي العكس فكلما كان الإنسان محبا للحياة، كلما كان أكثر قربا من الله، لأنه الله خلق الأديان لخير الإنسان وسعادته، وليس لشقاء الإنسان وعذابه. حب الحياة سيجعل من الإنسان، طاقة متجددة، قادرة علي التطور مع الوقت لمسايرة تطورات سوق العمل والمجتمع من ناحية، والإحساس بالجميل وعدم نكران، خاصة وأن حال البعض عدم الاعتراف بجميل بعض البشر عليه. علما بأنه لا يوجد إنسان بني نفسه بنفسه، فكل منا، هناك من ساعده في الحياة والعمل والأسرة، ويستحق منها، ليس تملقا، أن نقول له "شكرا"، كنوع من رد الجميل. فهذه الكلمة لها تأثير سحري، علي كل من هم قريبون منك أو كان قريبون، وأبعدت عنهم ظروف السفر. ليس بالضرورة أن نقول شكرا لكن من ساعدني مهنيا أو مهنيا فقط، بل ولكل من كان قريبا مني ومنك إنسانيا ومعنويا، فكلمة "شكرا" لها تأثير سحري علي نفوس كل البشر، إنها الكلمة السحرية، التي تبهج كل شخص تقول له "شكرا"، لأن هذا يعني أنه كان له دورا إيجابيا في الحياة، في حياة بشر آخرين. بالطبع قائمة "شكرا" قد تطول أو تقصر ولكنها في النهاية، تؤكد الإحساس الإيجابي برد الجميل: "شكرا" لكن من عرفته علي مدار سنوات عمري، شكرا لكن من قابلته وساعدني أو عرقلني، شكرا لكل من كان صديقا أو زميلا أو حتي مختلفا معي في العمل والحياة. شكرا لبعض الأشخاص المهمين، مع حفظ الألقاب حيث البعض منهم يحمل درجة الدكتوراه في تخصصه، أو القاب مهنية في تخصصات أخري، ومنهم علي سبيل المثال لا الحصر، إليزابيت لونجنس وجان ميترال "الله يرحمه" وبير فانسان في فرنسا، وعبد الله عبد العزيز النجار وعبد الرحمن دوار في الإمارات، وسليمان شفيق ويوسف سيدهم وصفوت عبد الحليم وأحمد حياتي وميلاد إبراهيم وبقية الأصدقاء وأبرام مقار وماجد سمير وهاني دانيال وأمل أشعيا.. .. شكرا ليوسف سعيد ومني .. شكرا من القلب للمقربين فرحة غطاس "الله يرحمها" وفلي نظيم وسامية شوقي وشنودة ويوحنا وكريمة ومريم وأمل... شكرا لأبونا وليم سيدهم اليسوعي .. ولأبونا حنا يعقوب وأبونا سوريال كامل وأبونا ميخائيل عزيز وأبونا فيكتور نصر ... "شكرا مزينة بالورد" لأبنائي سارة وكريم وديفيد فيلوباتير ... القائمة طويلة، لكن يتقدمها ويختمها "شكري" لله علي كل النعم، التي من عليها بها. شكرا لكل من كان حاضرا، خلال السنوات الأخيرة، حضورا إيجابيا مثل سباستيان روس وكريستين ديفور وفيليب ريد .. وديفيد موتشا وجيمي ميلكور وليندا بل .. شكرا لكل من قابلته وأقابله كل يوم، ولا تسع المساحة لذكر أسماء الجميع .. لقد صنعت البهجة أو التحدي، وكان لك دورا مهما في حياتي كإنسان .. "شكرا"