أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: السادة بعض أقباط المهجر رفقا ببعض رجال الدين المسيحي

ندرك أن بعض رجال الدين المسيحي "الأكليروس" يضعون أنفسهم أحيانا في مرمي نيران الانتقاد بسبب رغبة السلطة في توظيف بعضهم لتوصيل ما تريد من رسائل للشعب القبطي. إلا أن السلطة أصبح يخونها التوفيق في أن ارتفاع المستوى التعليمي ومناخ الحرية، خاصة لأقباط المهجر، الذي يعيشون فيه، أصبح يجعلهم لا يخضعون كلية لرجال الدين في توجيهاتهم ومطالبهم، التي تتوافق مع السلطة. هذه المقدمة، بسبب زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، وتحرك الكنيسة المصرية، خاصة القبطية الأرثوذكسية والإنجيلية لحشد المسيحيين المصريين في أمريكا للتظاهر من أجل الترحيب بالرئيس السيسي. نعم الرئيس السيسي يمثل رمزا لمصر، يجب الترحيب به، لمن يريد الخروج والترحيب، ولرجال الإكليروس كل الحب والهيبة والاحترام، ولكن لا يجب أن يتجاوزوا دورهم الروحي والديني، للقيام بأى أدوار سياسية، خاصة وأن السيد المسيح كان له موقف واضح: اعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر، بمعني أنه لا سياسة في المسيحية. وأنه عندما اشتغلت الكنيسة بالسياسة في أوروبا في العصور الوسطي، كانت مرحلة حالكة علي كل أوروبا قبل أن يأتي عصر النهضة والفصل بين الدين والدولة. كنيستنا القبطية، كنيسة شامخة، وتحظي بالعراقة والقدم والعشق من قبل ابنائها. إن كنا نتفهم أنه ربما تكون هناك مطالب مباشرة من بعض الأجهزة لرجال الدين المسيحي لتعبئة الأقباط في امريكا والمهجر لدعم رمز مصر. بالمناسبة، الأقباط في المهجر يعشقون مصر، ولا يختلف أحد علي وطنيهم، لكنهم في النهاية يرون مثل كثيرون أن هناك ملاحظات عديدة علي أداء الرئيس السيسي والحكومة تجاه ملف معاملة الأقباط فعليا كمواطنين فعليا وليس مجرد زيارات للكاتدرائية والتهنئة بالعيد، وممارسة حرية العبادة دون قيود أو إرهاب من قبل قوى السلفية المتطرفة، التي تهيمن علي مفاصل الدولة المصرية ومختلف محافظات مصر في الصعيد والوجه البحري. علي الجانب الآخر، هناك عتاب علي أقباط المهجر، خاصة وأن السادة بعض اقباط المهجر يجب أن يترفقوا برجال الدين وحشدهم للأقباط في المهجر لاستقبال السيسي .. الكل يعرف أن رجال الدين المسيحي يتجاوزون دورهم الروحي والديني .. وهناك أكرر ملاحظات علي أداء الرئيس السيسي .. لكن انتقادات بعض أقباط المهجر وطريقتهم تفكرني بالمقولة والانتقاد، المنتشر في أوساط أقباط مصر، الذي يوجه لأقباط المهجر: "توقفوا عن التبول علينا من الخارج .. واللي عايز يناضل يجي مصر، ويورينا هيناضل ازاي" ... علي الرغم من نبل هدف اقباط المهجر وهو إصلاح أحوال الأقباط ... لماذا لا نجد طرقا أكثر واقعيا تحقيق هذه الأهداف النبيلة لأقباط مصر والمهجر، ليصبح المسيحيون مواطنين كاملي المواطنة وفق حوار وطني يحدد أدوار رجال الدين وقيادات الأقباط في مصر والمهجر .. بصراحة الواحد غير متفائل ان المتواجدين علي الساحة ممكن أن يقدموا أى إصلاح أو تقدم. وكثيرا ما أتساءل وقد تظاهر كل الأقباط علي مختلف موافقهم -من بعض رجال الأكليروس، ولن أقول الكنيسة، لأن الكنيسة كمؤسسة لها كل الحب والاحترام، والاتفاق- لتأييد الرئيس السيسي في أول زيارة له، قبل أن يظهر تعاطفه غير المعلن مع السلفيين، إرضاء لهم وأفعالهم الإرهابية تجاه الأقباط في مصر، وخاصة المنيا. لماذا لا تخرجون من الدوائر المغلقة التي تتحركون فيها، ولا يوجد فيها إلا أقباط، لماذا لا توسعون الدائرة وتضمون مجموعة من الشخصيات المصرية الوطنية المؤمنة بالدولة المدنية، وتحاولون بما تملكون من قوة ناعمة لأقباط المهجر والشخصيات الوطنية المصرية، والتي أقصد في أغلبها الشخصيات المسلمة المستنيرة، تكوين كتلة من القوة الناعمة، تستطيع أن تنسق مع الجهات المعنية، للاجتماع مع الرئيس السيسي، والتناقش معه حول القضايا الوطنية، للدولة المدنية، دولة المواطنة، وهنا لن يقال أن الرئيس خضع لجماعة طائفية للاجتماع معها، هذا ليس حلم، ولكنه اقتراح واقعي صعب. بالطبع الحلول لن تأتي في أول اجتماع لو حدث، ولكن ستحقق مكاسب متدرجة، في صالح الدولة المدنية، دولة المواطنية وحقوق الإنسان. إن خلاص مصر من قوى الشر، وقوى الإرهاب السلفية وغيرها مثل الإخوان، لن يتحقق إلا بتكاتف الجميع مع أجل مصر، ولكل المصريين، وليس من أجل المسحيين فقط، أو المسلمين فقط، خاصة وأن هناك قطاعات من المصريين المسلمين، تري أن المسيحيين في بعض الأحوال يحصلون علي أكثر مما يستحقون، ويكنون كل الكراهية والبغض للمسيحيين. هذه الحركة المصرية الوطنية، يجب أن تقدم إعلان مبادئ يعمل علي إعلاء شأن المواطنة والدولة المدنية، وفق احترام أسس الدولة المصرية، والتقدير لرئيس الدولة، باعتباره رمزها، والسبيل الوحيد لإرساء قواعد الدولة المدنية ودولة المواطنة. مبادئ التحليل السياسي، لا نستطيع الدخول في نوايا المسؤولين، ولكن لو نجحت هذه الحركة الوطنية المصرية، في اثبات مدى تأثيرها الإيجابي في دوائر صنع القرار المصري وفي بلاد المهجر، سيكون من الطبيعي والمنطقي أن يري جدوى الرئيس وبقية المسؤولين التناقش معها، والاستماع إلى مطالبها ومناقشة واقعية التنفيذ من عدمه، إما اذا بقيت هذه التجمعات مجرد تجمعات إعلامية ومؤتمرية، فسيبقي الحال علي ما هو عليه، دون تقدم، مع ترك المجال العام لهيمنة قوى السلفية والتطرف، التي سيطرت علي عقول وإعلام ومفاصل ومؤسسات مصر الأصيلة.