Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا ردا على الاحتجاجات.. فورد يدعو طلاب الجامعات والكليات إلى الهدوء

عبد المسيح يوسف يكتب: بومبارديه وبوينج..حرب الطائرات بين كندا وأمريكا

حالة من الصراع الاقتصادي والإعلامي، سببها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أن قررت إدارته فرض ضرائب إغراق علي صادرات شركة بومبارديه لصناعة الطائرات الكندية (الكيبيكية) بدعوى حصولها علي دعم تمويلي كندي وكيبيكي، وهو ما يتنافي مع قواعد المنافسة العادلة في السوق الأمريكية لمبيعات شركة بوينج الأمريكية. إلا أن الإعلان الأمريكي أثار موجة عارمة من الغضب الكندي علي المستوى الفيدرالي وعلي مستوى الكيبيك. ولأول مرة في تاريخ الأحزاب والقوى السياسية في كندا، يتوحد الجميع خلف قضية اعتبرها الجميع قضية وطنية، لمواجهة الرئيس الأمريكي، الذي لا تزال وسائل الإعلام الكندية تتهكم منه، باعتباره أسوء تمثيل لتيار اليمين، علي الرغم من تفهم الإعلام الكندي، حاجة الرأي العام الأمريكي للتغيير، وتوجهه نحو اليمين بدلا من الحزب الليبرالي، إلا انهم –الإعلام الكندي- كانوا يرون أن النظام السياسي الأمريكي كان قادرا علي تقديم بديل أكثر نضجا ورشادة سياسية من حالة ترامب. وفيما يتعلق بأزمة بومبارديه، فإن رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو، أعلنها صراحة أن كندا ستوقف استيراد أى طائرة من طائرات بوينج للأراضي الكندي، لو استمرت الإدارة الأمريكية علي موقفها من طائرات بومبارديه، متهما الإدارة الأمريكية هي الأخرى بتقديم كل الدعم اللوجيستي والتمويلي والسياسي لفرض صفقات بمليارات الدولارات لشركة بوينج في تعاملاتها مع مختلف دول العالم، وهذا الأمر بدوره يضر بقواعد المنافسة الحرة في الأسواق الدولية لاستيراد وتصدير الصادرات، والتي تتنافس عليها 3 شركات دولية هي إيرباص الأوروبية، وبوينج الأمريكية، وبومبارديه الكندية. ولأول مرة تقف في الكيبيك أحزاب المعارضة والحكم في صف واحد خلف ترودو في صراعه إدارة ترامب. فعلي مستوى رئيس ورزاء حكومة الكيبيك، قال فيليب كويار أن إدارة ترامب قد تكسب معركة، ولكنها تكسب حرب الطائرات مع كندا. وأكد رئيس حكومة الكيبيك أن كندا ستوقف كل استيراد طائرات بوينج من أمريكا، بل وستوقف استيراد أي قطعة غيار لطائرات بوينج الأمريكية، وسيتم تكهين طائرات بوينج في كندا، حتى لو كلف ذلك الكيبيك وكندا مليارات الدولارات لأنه هذا مصلحة وطنية. وهدد فيليب كويار بسحب مليارات الدولارات، التي تستثمرها الكيبيك الجارة القريبة من الشركات الأمريكية، وهو ما سيمثل ضربة لمناخ الاستثمار بين دول أمريكا الشمالية، خاصة وأن ترامب طالب بفرض المزيد من القيود علي اتفاقية التجارة الحرة بين دول أمريكا الشمالية أمريكا وكندا والمكسيك، المعروفة باسم "نافتا"، وهو ما أثار حفيظة أوتاوا، وفرض عليها اتخاذ موقف حاسم من سياسات ترامب الاقتصادية، خاصة وأن حكومة الليبراليين حاليا تمر بأفضل فتراتها الاقتصادية، بعد أن بلغ معدل النمو الاقتصادية مستويات مقبولة، ووصل معدل البطالة لأدني معدل له منذ السبعينيات من القرن الماضي. ويأتي موقف رئيس حكومة الكيبيك المتشدد، والمدعوم من الإعلام الكندي والكيبيكي، لكون شركة بومبارديه شركة ذات أصول كيبيكية، ولكنها ذات صفة كندية. وهذا ما يبرر توافق رئيس المعارضة في الكيبيك فرانسوا ليزي، مع موقف رئيس الحكومة الكيبيكي والكندية، ودعوة ليزي تشكيل جبهة وطنية لمواجهة إدارة ترامب التي تريد فرض رسوم علي بوينج تزيد علي 220%. مشددا علي أن الموقف الكندي لا يضر بمصلحة المواطن الأمريكي، لأن إدارة ترامب تعمل علي تحقيق مصالح بوينج وليس مصلحة المواطن الأمريكي. وطالب فرانسوا ليزي بتوحد القوى السياسية خلف بومبارديه، لأن المعركة لاتزال في بدايتها، وتستطيع كندا أن تلقن درسا لإدارة ترامب. في هذا السياق، دعا عدد من المحللين الاقتصاديين حكومة ترودو للتنسيق مع عملاق صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص في معركة بومبارديه ضد بوينج، خاصة وأن إيرباص من المتضررين من سياسات الإدارات الأمريكية المختلفة ومحاولاتها الضغط علي حكومات دول العالم لشراء طائرات بوينج. كما دعوا هؤلاء المحللين والخبراء الاقتصاديين حكومة ترودو لفتح قنوات تواصل وتحالف مع شركات الطيران الصينية لفتح أسواق جديدة في آسيا، بعيدا عن السوق الأمريكية، خاصة للطائرات من سعة ما بين 100 – 150 مقعدا، وهي الطائرات محل الصراع التجاري بين أوتاوا وواشنطن. وأكدت وزيرة الخارجية الكندية كرستيا فري لاند أن التحقيقات الأمريكية بشأن إغراق طائرات بومبادريه من الفئة "سي" لا يزال أولي، ولم يتخذ أى قرار بعد من قبل إدارة ترامب. هذا وتحاول رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماى تلطيف الأجواء بين كندا وأمريكا، خاصة وأن كندا تعتبر إحدى جواهر التاج البريطاني، وملكة بريطانيا هي الملكة الفخرية لكندا، وبالتالي عدم تحرك لندن لمساعدة أوتاوا سيضع بريطانيا في موقف لا تحسد عليها رغم تحالفها الأعمي مع واشنطن، إلا أن الوضع في هذه الحالة، يخص كندا، إحدى أهم دول التاج البريطاني، شأن استراليا. لدرجة جعلت وزير الدفاع البريطاني مايكل فايلون يهدد بوقف استيراد طيارات الأباتشي الأمريكية، الذي تستخدمها القوات البحرية البريطانية، وتعتبر بوينج أحد المصنعين الرئيسيين لطائرات الأباتشي. وهذا الموقف لا يختلف عما أعلنه ترودو من وقف استيراد طائرات البوينج عامة، ووقف استيراد الطائرات الحربية الأمريكية إف – 18، التي تشارك في تصنيعها بوينج الأمريكية. الواضح للعيان، أن كندا قوية في مواجهة قرارات ترامب غير المدروسة، خاصة وأن كندا يقف وراءها تكتل كامن يتمثل في أوروبا، التي فاض بشركتها إيرباص من ضغوط الإدارة الأمريكية علي الأسواق العالمية لفتح الأسواق عنوة لها، فضلا عن الأسواق الآسيوية، التي تهيمن عليها الصين، إضافة إلى موقف بريطانيا الحساس، والذي لن تستطيع من خلاله التنازل عن دعم الموقف الكندي أيا كان موقفها من أوتاوا، وإلا ستكون نقطة سوداء في تاج ملكة بريطانيا العظمي.