أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبدالمسيح يوسف: ”التجارة مع الله” .. في حب ملاك الصعيد المتنيح الأنبا فام

كان قديسا عظيما .. وعرف عنه أنه "ملاك الصعيد" في مصر .. يعيش علي الأرض وسط أبنائه .. كان من أنقياء القلب المعاينون الله .. كان رجل الله وعيناه دائما علي طرق الله .. ويحفظ وصاياه ويعمل بها .. ويقص بها علي أولاده .. ويتأكد أن وصايا الله في عقل وقلب أبنائه .. كان يهتم بأن ينفذ أولاده كلام الله .. فالإنسان الذي يحب ربنا ينفذ وصاياه .. ويجد لذة ونور في وصاياه .. تنير له الطريق .. هذا ما كان يفعله نيافة الحبر الجليل المتنيح الأنبا فام أسقف طما وتوابعها مع أبنائه في الإيبارشية. كان الأنبا فام يتبع وصيه الملك والنبي داوود، التي يقول فيها: خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطأ إليك .. أحببت وصاياك .. ووجدت كلامك كالشهد فأكلته .. أحلي من الشهد والعسل في فمي .. كان نيافته يهتم بخلاص رعيته وأبنائه. وعلي مدار حوالي 38 عاما في طما وتوابعها، ذاعت شهرة وصيت سيدنا المتنيح الأنبا فام ملاك الصعيد وقديسه العظيم. فقد اعطاه الله مواهب كثيرة، منها موهبة العطاء، والمحبة والتوبة للخطاة والبعيدين. وكان تواجده بين أبنائه الكهنة والرهبان والشعب في كل قداس سببا عظيما لسعادة الحاضرين للقداس الإلهي. وقد عاد كثيرون للتوبة، والارتباط بالكنيسة بفضله وشفافيته وأبوته الحانية. إذ كانت الكنائس ودير أبونا يسي في كوم غريب بسوهاج، قد تم تعميرها بصورة مبهجة علي يديي المتنيح الحبيب أبينا الأنبا فام. كان طبيعيا أن ينعيه قداسة البابا تواضروس الثاني، قائلا: نودع على رجاء القيامة هذا الأسقف المبارك، مثلث الرحمات نيافة الأنبا فام، أسقف طما وتوابعها. عاش في الرهبنة أكثر من أربعين عاما، قضى معظمها أسقفا لإيبارشية جديدة في طما وكل توابعها، حيث كان خادما ومعمرا، مصليا ومسبحا، وأيضا متأملا لأعمال الله العظيمة. وأضاف قداسة البابا تواضروس الثاني في نعيه لمثلث الرحمات المتنيح الحبيب الأنبا فام: على يديه عاش محبا للقديسين، ومسبحا مع الملائكة بصورة مذهلة ومؤثرة في نفوس كل المشاركين، ومقدما نموذجا رفيعا في التسبيح الهادئ، وكثيرا ما رأيته واقفا مسبحا في الدير بين الآباء الرهبان في كل وقار، المسيح يعزي الكنيسة كلها ويعزي كل أبناء إيبارشية طما الأحباء، كما يعزي أسرته المباركة، وكل أحبائه وعارفي فضله. يذكر أن الأنبا فام ولد باسم طوبيا إسحق خير فى 1 فبراير 1945، وهو ينتمى لعائلة "سكلا" بأخميم بمحافظة سوهاج، وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم التعدين عام 1967. والتحق الأنبا الراحل بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون في يونيو عام ١٩٧٧. وترهب باسم الراهب مينا الأنبا بيشوي. وفي ديسمبر من نفس العام نال درجة القسيسية في يوليو ١٩٧٩. وسيم أسقفا على إيبارشية طما، محافظة سوهاج في مايو عام ١٩٨٠، وتم تجليسه على كرسيه في يونيو ١٩٨٠. وتنيح يوم الأحد الموافق 25 فبراير 2018، في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية لندن. في اليوم التالي لنياحته 26 فبراير 2018، تم عمل قداس ترحيم وعزاء للأنبا فام ببرايتون Brighton في إنجلترا، وقد بدأ في التاسعة من صباح اليوم بتوقيت بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا أبرآم ببرايتون. كما تم إقامة عزاء بقاعة الكنيسة ذاتها عقب القداس وحتى الساعة الثانية ونصف ظهرًا. وذلك حتى يتم إرسال جثمان نيافته لأرض الوطن بعدها بأيام. كان المتنيح الحبيب مثلث الرحمات الأنبا فام، رجل الله، ورجل الصلاة .. يقود شعبه لمعرفة الله، والدخول في عشرة ومخافة الله، وصولا لعلاقة محبة الله والعشرة معه .. ولذا لو دخل الإنسان في اختبارات كثيرة .. فهذه الاختبارات تزيد من معرفة الإنسان ومحبته لله .. ويختبر صفة من صفات الله .. وكلما عرف الإنسان الله أكثر .. يلتصق قلبه وعقله بالله أكثر .. وهذه هي سمات الكثيرين من شعب إيبارشية طما وتوابعها. ويمكن لأى شخص أن يعاين هذا حلال زيارته لإحدى كنائس طما أو دير أبونا يسي في كوم غريب. معرفة الله ليست بالأمر الهين أو السهل، وكثيرون يظنون أنهم يعرفون الله، ولكن ربما لا يعرفون عنه شيئا، ربما معرفتهم معرفة عقلية .. وليست معرفة المحبة والعفة والخبرة والثبات في طريق الله .. معرفة الله لا تكون من الكتب فقط .. ولكن في الحياة .. خاصة لمن عاينوا يد الله ومحبته للإنسان في حياتهم .. كان الأنبا فام محبا للجميع، وكان في قداساته يدعو الجميع للتوبه والتناول. فكان يقول أن من لم يصم بعد يستطيع أن يأتي للتناول ويصوم .. والخاطئ يستطيع أن يأتي يتناول جسد الرب يسوع ودمه ويتوب عن خطيته .. والقادم للقداس من سفر في دير أبونا يسي، ولم يستطع حضور قراءة الإنجيل فليأت للتناول، ويستعد المرة القادم للحضور مبكرا لنوال بركة قراءة الإنجيل والروح القدس. كان نيافته محبا للجميع، وفاتحا أبواب بيت الله، الكنيسة للجميع، لذا كان الجميع يحبونه ويعشقونه. شهدت إيباراشيته نهضة عمرانية وروحانية كبيرة، إذ قام الأنبا فام بعمل تجديدات كثيرة لمعظم كنائس طما، خاصة وأن الكثير منها كنائس أثرية. كما أنشيء العديد من منازل وبيوت استقبال المغتربين التابعة للمطرانية. وفي حبريته، تم اكتشاف العديد من أجساد الشهداء والقديسين، مثل: الأنبا باجوس، والشهيد أولمبيوس، والشهيدة مهراتي أو مهرائيل، وجسد الشهيد أبو فام الجندي الأوسيمي. وقام الأنبا فام بتعمير دير أبونا يسي ميخائيل، ليصبح تحفة معمارية ورهبانية، بين الحصول والزراعات، يشهد بها الجميع في صعيد مصر، يشمل أجساد العديد من القديسين، ويضم أكثر من كنيسة، ويذهب إليه الآلاف أسبوعيا. ويكتظ دير أبونا يسي بمئات الآلاف في عيده الموافق 10 يونيو من كل عام. كان مثلث الرحمات الحبيب الأنبا فام يطلب من شعبه أن يدخل في علاقة قوية مع الله، أشبه بالتجارة مع الله، تبدأ في الحياة وتستمر في الأبدية، لنعرفه وجها لوجه .. خاصة وأنه الله يكشف ذاته لبعض الناس .. ممن يتاجرون الله بالمحبة والخير والعطاء والمساعدة والبذل والرحمة والتوبة والعفة .. وكلما تاجرنا مع الله .. كلما نعم علينا الله بأمثال أمثال ما نتاجر به معه .. بل وأكثر ما تراه عين أو تسمع به أذن أو يخطر علي قلب بشر .. كان الأنبا فام مهموما بأن يعرف شعبه الله .. وأن يختبروا أنفسهم .. وهل ذاقوا محبة الله؟ .. وهل عرفوا الله؟ .. وهل عاشروا الله أم لا؟ .. فالحياة الأبدية أن نعرف الله. علي المستوى الشخصي، تعرفت علي مثلث الرحمات المتنيح الحبيب الأنبا فام أسقف طما وضواحيها ورئيس دير أبونا يسي منذ سنوات، ومنذ أن تقربت من نيافته، وكان مصدر بركة ونعمة لي ولأسرتي، حتي قبل هجرتي لكندا كانت صلواته ودعواته مصدر خير وبركة وتحريك ليد الله في حياتي وحياة أسرتي. علمني شيئا مهما، يتمثل في ان التجارة مع الله، أنا "الإنسان" هو الكسبان فيها، وللتجارة مع الله صورة عديدة، منها الوفاء بالعشور، ومساعدة أخوة الرب، والصلاة والمحبة للآخرين، والتوبة، والصوم ... وغيرها .. وعلمني أنني كلما تاجرت مع الله، كلمات تجسدت يد الله بالخير في حياتي وحياة أسرتي. وببركة صلوات نيافته حدثت معجزات معي، ومع أبنائي كريم وديفيد فيلوباتير. وجعلني أنا وأسرتي نعشق الزيارة الدورية لدير أبونا يسي في كوم غريب مع دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في سوهاج. كان الأنبا فام قديسا عظيما، ويعتبره الكثيرون ملاك الصعيد، عمل معجزات كثيرة خلال حياته مع الكثيرين، وسيستمر في عمل المعجزات بشفاعته عند رب المجد. وسيكون من المهم علي دير أبونا يسي ميخائيل وإيبارشية طما توثيق هذه المعجزات لرجل الله القديس العظيم .. الحبيب ..الأنبا فام .. صلواته وبركته وشفاعته تكون معنا جميعا.

أهم الأخبار

    xml/K/rss0.xml x0n not found