أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: الصراع الانتخابي بين شير وترودو يصل لـ”أكادي” ويقلب الكيبيك

إستكمالاً للصراع الإنتخابي بين الليبراليين والمحافظين، وعلى الرغم من أن هناك تفاؤل بين أوساط المؤيدين للمحافظين بفوزهم في الانتخابات الفيدرالية، إلا الليبراليين لا يستهان بهم وبذكائهم في التعامل مع الهيئة الناخبة الكندية. الكثيرون يعلمون أن وسائل الإعلام تؤيد بصفة عامة اليسار والليبراليين، وفي كندا تحديدا خاصة وأن حكومة ترودو الليبرالية، منحت وسائل الإعلام ملايين الدولارات كنوع من الدعم لمواجهة صناعة المحتوي، وهذا ما يجب على المحافظين الانتباه إليه أن الإعلام قادر علي توجيه الرأي العام. وللعودة إلى الصراع الانتخابي بين أندرو شير زعيم حزب المحافظين، والمرشح بقوة أن يكون رئيسا لوزراء كندا القادم، بعد الانتخابات الفيدرالية، التي ستجري أكتوبر القادم، مع ضرورة إعادة النظر في استراتيجياته الانتخابية، أمام ترودو الذي اكتسب قدرا من الذكاء السياسي، وفريق محنك، بعد سنوات من الحكم في أوتاوا، أكسبت الفريق الليبرالي قدرا من الحنكة السياسية. وتبلورت خبرة وحنكة ترودو مقارنة بزعيم المحافظين شير، عندما شارك كل منهما في احتفالات اقليم أكادي، الذي يمثل السكان الأصليين للفرنسيين الذي جاءوا إلى كندا قبل تشكيل الفيدرالية، ويقع هذا الاقليم في برونزويك، وهو الجزء المتحدث بالفرنسية في برونزويك المتحدثة بالإنجليزية والفرنسية. ومشاركة كل منهما تأكيدا على التنوع اللغوي لكندا، وكون الفرنسية والإنجليزية اللغتين الرسميتين للدولة. إلا أن الإعلام في الكيبيك انتقد بشدة، ودون هوادة، عدم رشادة شير الذي سجل بطريقة انتخابية مقولة أطلقها في وجه جوستان ترودو عندما التقي كل منهما بين جمع المحتفلين في شوارع أكادي، عندما قال شير لترودو: "توقف عن الكذب على الكنديين، ويجب أن تكون واضحا". ولم يكن من ترودو أي تصرف غير أنه ابتسم في وجه شير، وقال له "إنه يوم جميل" قاصدا الاحتفال بالعيد الوطني لأكادي. لا أحد يخفي أن الكيبيك وإن كانت لا تميل كثيرا لليبراليين، مؤخرا، بعد زيادة التوجهات اليمينية بها، لمصلحة حزب الكاك التضامن من أجل الكيبيك، إلا أن ترودو يبقي ابن الكيبيك والفرانكفونية البار في كندا. وكانت انتقادات الإعلام في الكيبيك، أن ما فعله شير يتعارض مع القيم الكندية في الاحتفال بيوم أكادي، وكان يجب عليه أن يوجه هذه الانتقادات خلال مناظرة انتخابية، وليس خلال احتفال رمزي بأكادي موطن اللغة الفرنسية في كندا، حيث يقطن أكادي، أبناء الفرنسيين الذين جاءوا إلى كندا منذ قرون. وبدأ الإعلام في الكيبيك، يتحدث عن استيراتيجيات شير الانتخابية، والتي يجب إعادة النظر فيها، فعلي الرغم من نجاح المحافظين في جذب مرشحين أقوياء في الكيبيك للانتخابات الفيدرالية القادم، إلا أن تصرفات شير غير المتزنة قد تنفر منه بعض الناخبين في الكيبيك. مع التأكيد أن رئيس الوزراء الكندي الجديد، يجب ان يفوز بأصوات الكيبيك التي تمثل تقريبا 20% من الناخبين في كندا. وركز وسائل الإعلام كذلك على خيبة الأمل، التي مني بها الناخبون بعد نجاح دوج فورد في إقليم أونتاريو، أكبر إقليم كندا، بسبب سياساته الغربية في التعليم والصحة وغيرها خاصة طي صفحة الاهتمام باللغة الفرنسية، وهو ما بعد ضربة قاسمة في علاقة الإقليم بالكيبيك، وهو ما جعل بعض الناخبين في يندم لمنح صوته للمحافظين، على الرغم من أن نواياهم وبرامج الانتخابية قد تجذب الكثير من الناخبين، لكن يتساءل الإعلام، هل يتوفر لدي المحافظين الكوادر والقيادات القادرة على احترام الوعود الانتخابية، وهذا ما ستكشف عنه الأيام. على جانب آخر، الكل يعلم أن هناك مشاكل قيمية يواجهها رئيس الوزراء الكندي ترودو في قضية أو فضيحة شركة سي إن سي لافالي، الكيبيكية، المنشأة، والتي من شأنها حرمان الشركة من الحصول على أي عقود فيدرالية في مجال البناء والتشييد والمقاولات العامة لمدة تزيد على 10 سنوات، بعد اكتشافها دفع رشاوي لنظام القذافي للحصول على عقود في ليبيا. من ناحية، قام ترودو بالضغط على وزيرة العدل والمعنيين بالملف من أجل عدم تطبيق أي عقوبة على شركة لافالي، دون أن يكون هذا لأية أغراض شخصية أو منافع شخصية حصل عليها ترودو لذاته، ولكن ضغوطه كانت لاعتبارات أن بالشركة عشرات الآلاف من العاملين الذين سيفقدون وظائفهم، حال منع شركة لافالي من الحصول على أية عقود فيدرالية لمدة عشر سنوات، وهي ضغوط لا يستطع أحد يتهم فيها ترودو بالفساد الشخصي، ولكن فساد أو مخالفة للقيم الكندية، لأنه لأول مرة يمارس رئيس الوزراء الكندي مثل هذه النوعية من الضغوط غير المشروعة. ويستمر الصراع الانتخابي بين المحافظين والليبراليين، وتتراوح استطلاعات الرأي بين ترجيح كفة فريق علي آخر، إلا أنه من الواضح على المحافظين، تفهم احتياجات الناخبين، لتحقيق المفاجأة مثلما فعل ترامب، الذي نجح في الحصول على التأييد من قبل الهيئة الناخبة، على الرغم من أن غالبية إن لم يكن كل وسائل الإعلام، كانت ضده ومع هيلاري كلينتون. مونتريال – عبد المسيح يوسف- عضو نقابة الصحفيين المصريين