أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: ما بين السطور في تشابك الملفات في الشرق الأوسط الحزين

خلال الأيام القليلة الماضية، شهد العالم والشرق الأوسط عدد من الملفات والقضايا، والتي قد يبدو للبعض أنها غير مرتبة، ولكن المتمعن والمحلل للأمور سيجد أن كل منها كان بترتيب من قوى دولية وإقليمية، لتجذب أنظار وسائل الإعلام ومن ثم الرأي العام تجاه قضايا بعينها. الملف الليبي في الوقت الذي كان فيه الشرق الأوسط علي حافة الحرب الإقليمية، ولهيب التدخل التركي الإرهابي السافر، لدعم الجماعة الإرهابية في ليبيا، ونقل المزيد من المرتزقة والإرهابيين إلي الأرض الليبية، مؤتمر برلين، واجتماعات موسكو بشأن الأزمة الليبية. ولا يجب أن ننكر ليبيا الشقيقة والحبيبة تعد عمقا استيراتيجيا من الجهة الغربية لمصر، والتقدم الذي تحققه قوات الجيش الوطني الليبي العربي بقيادة الفريق خليفة حفتر أمام جماعات المرتزقة والإرهابيين المدعومين من تركيا وقطر. يأتي هذا في الوقت، الذي يدير الرئيس عبد الفتاح السيسي ملف السياسة الخارجية بخبرة وحنكة، اتفهم أن البعض من المعارضين ينتقدها لأسباب في نفس ابن يعقوب، ولكن هذا لا ينفي أن الرئيس السيسي ذو النزعة المصرية والوطنية الخالصة يحقق نجاحات لا ينكرها إلا من ارتضي المعارضة انطلاقا من قاعدة عارض لتعرف، أو لأنه مستفيد من تمويلات بصورة مباشرة من قوي الشر ممثلة في تركيا وقطر رعاة الإرهاب والمتشددين في المنطقة. ويوم بعد يوم تحقق قوات الجيش الوطني الليبي العربي تقدما ملحوظا، وهي القوات الوطنية الليبية المدعومة من مصر والإمارات والسعودية، مثلث توازن واستقرار الوطن العربي والشرق الأوسط. مفاوضات سد النهضة ويتشابك هذا الملف بقوة مع ملف سد النهضة، الذي انتقد فيه الكثير سياسة الرئيس السيسي تجاهل هذا الملف عندما تعامل معه بكل شرف وأمانه ومبادئ، قد خانها وخالفها رئيس وزراء اثيوبيا، إلا أن مصر لم تسكت، وتحركت علي المستوى الدولي، في الأمم المتحدة والبنك الدولي، وتواصلت مع شركائها الأصليين والرئيسيين ويأتي في مقدمتهم الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس دونالد ترامب، الصديق الشخصي للرئيس السيسي. ولا ننسي أنه لا تمر مناسبة إلا ويعلن فيها الرئيس ترامب اعجابه وتقديره للرئيس السيسي، وهذا يجعلنا جميعا أن نتذكر أنه منذ حملة الانتخابات الرئاسية الأولي، والرئيس السيسي أعلن دعمه ومساندته للرئيس ترامب، أما حرباء الديمقراطيين هيلاري كلينتون عرابة وسمسارة جماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط مع بقية الديمقراطية، الذي بذلوا الغالي والنفيس لكي يسيطر الإخوان علي المنطقة، ويدمرونها بالجماعات الدينية الإرهابية، إلا أن الجيش الوطني المصري والرئيس السيسي أفشلا هذا المخطط الإرهابي لإدارة أوباما الإرهابية. لم تتوقف اتصالات مصر مع إدارة ترامب، بل امتداد إلي حلفائها وأشقائها المقربين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهو ما يمثل ثقلا يعتد به في النظام الدولي، حيث يعلم الجميع مدى العلاقة القوية والصداقة التي تجمع بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقواتالمسلحة الإماراتية ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، وبالطبع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد بالمملكة العربية السعودية، وهو الذي أحدث نقلة نوعية وطفرة عظيمة في انفتاح المملكة علي العالم، لتكون نقطة اتصال ومركز دولي يعتد به. كل هذه الاتصالات وغيرها أدت وبرعاية مباشرة من الرئيس ترامب لمفاوضات سد النهضة، أن رضخت مؤخرا اثيوبيا ووافقت علي شروط بناء السد وملء خزان السد علي مراحل، ومراعاة مصالح دولة المصب مصر، خاصة في أوقات الجفاف وشح المياه. صفقة القرن ولا توقيع علي بياض وتشابك مع هذه الملفات، ملف صفقة القرن بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لإقامة دولة فلسطينية، علي أن تكون القدس عاصمة إسرائيل، ويبدو أن هذا البعض يتربح مع استمرار القضية الفلسطينية، وبقاء الفلسطينيين بدون دولة. لا أحد يطالب الفلسطينيون بالتوقيع علي بياض، لكن عليهم أن يفاوضوا ويحصلوا علي حقوق أكبر، بدلا من أن تفوتهم فرصة جديدة، لن تتكرر إلا بعد عشرات السنين، حيث اتهموا مصر بالخيانة وبيع القضية بعد مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل في السبعينات من القرن الماضي، واتهموا السادات بالعمالة لتل أبيب، وندموا كثيرا علي ما فعله ياسر عرفات، وبقوا حتي الآن رهن القرار الإسرائيلي. لم يعط الفلسطينيون أنفسهم حتى فرصة للتعرف علي المقترح الأمريكي، وهذا حقهم، لأن هذه أرضهم، لكن عليهم أن يكون أن يلعبوا ويسهروا ويأكلوا مع الإسرائيليين وقطر وتركيا وبعد ذلك يطالبون مصر، نعم مصر وحدها بتحمل مسؤوليات قراراتهم. منتدى المتوسط للغاز الطبيعي كما لا يمكن لأحد أن ينسي أن مصر تستثمر كثير علي مخزون الغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات التاريخيين والاقتصاديين الاستيراتيجيين لمصر، وهما اليونان وقبرص، الذي تتمتعان بعلاقات قوية للغاية مع القاهرة. وكثيرا ما حاولت تركيا الإرهابية السطو علي غاز البحر المتوسط عن طريق انتهاك الحقوق والمياه الإقليمية لقبرص أو اليونان، ومؤخرا تحاول وضع قدما إرهابية لها في ليبيا من أجل الاستفادة من مصادر الطاقة. ولكن كان حسنا من النظام المصري بأن قام بتأسيس شبكة غاز شرق المتوسط، والتي تتحول بمقتضاها مصر لمركز إقليمي للغاز الطبيعي، وهذه الشبكة تضم مصر واليونان وقبرص، وطلبت الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوربية أخري الانضمام للشبكة، مع العلم بأن هناك اتفاقيات غاز أخري تربط بين قبرص واليونان وإسرائيل. هذا التوسع الكبير، وطلبات العضوية من قبل دول أوربية وأمريكية وعربية للانضمام إلي منتدي غاز شرق المتوسط، يعتبر اعترافا أصيلا بمكانة مصر في هذا المجال وبعد رؤيتها وتخطيطها المستقبلي لمصادر الطاقة النظيفة في العالم. فيروس كورونا الصيني ثم يتشابك مع كل هذه الملفات ملف فيروس كورونا الصيني، الذي أرعب العالم، وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنه بمثابة وباء عالمي يجب العمل علي مقاومته، وفي الوقت الذي تتناقش فيه الحكومات في كيفية التعامل مع مواطنيها في الصين، وهل تتركهم هناك أم ترسل إليها طائرات تنقلهم إلي بلدانهم الأصلية، وتطرح تساؤلات هل سيتم عزلهم عن بقية السكان، مثلما فعلت استراليا التي نقلت مواطنيها ثم وضعتهم في جزيرة معزولة أو كندا التي جلبت مواطنيها ووضعت في قواعد عسكرية فترة حضانة الفيروس والبالغة 14 يوما للتأكد أنهم غير حاملين للفيروس، نجد أن الرئيس السيسي يوجه بارسال طائرات مصرية للصين تنقل المصريين هناك مجانا لأرض الوطن مصر، علي أن تتم متابعتهم خلال فترة حضانة الفيروس للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس اللعين. بالتأكيد ما سبق لا يعني بالضرورة أن كل شئ تمام، لكن المؤكد أن مصر تسير علي طريق التقدم والتحسن، وهذا أمر محمود ويجب الاعتراف به، وهناك خطوات كبيرة وكثير لتصبح مصر في مصاف الدولة الغربية، مثل كندا وأمريكا وفرنسا، ولكن مصر تقدمت وتحسنت كثيرا. يكفي أن هناك الآن في القاهرة رئيس وطني، يضع مصلحة المصريين وصورتهم الذهنية في المقدمة، كلنا نتذكر ماذا فعل نظام مبارك ليهرب مالك عبارة السلام الذي قتل علي متنها أكثر من ألف مصري، وكلنا يعلم ماذا فعل الرئيس السيسي ليأخذ بحق شهداء ليبيا الذي نحرتهم جماعة داعش الإرهابية، وماذا فعل أيضا لنقل المصريين من الصين شأنهم شأن مواطني استراليا وأمريكا وكندا وفرنسا وغيرها من الدول الغربية. من يريد أن ينتقد، حتي أن نتفهم انتقاداته يجب أن يكون ذلك بهدف المصلحة الوطنية وتحسين ظروف مصر، وليس لعداء شخصي مع الرئيس لأن هذا المنتقد سواء قبل أو رفض، فالرئيس يتمتع بشعبية وحب ملايين المصريين لما يرونه منه مع عمل وانجاز في حدود موارد مصر ورؤية النخب الحالية علي مقاعد السلطة، لكن لا يمكن انكار أن مصر حققت خطوات تستحق الإشادة والتقدير بها في مصر وخارج مصر.