أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: هزمنا كورونا.. عندما تُرفع القبعة تحية للسيد لوجو ووزير الصحة العبقري

تمر الكيبيك هذه الأيام بحالة من التفاؤل الجم والسعادة بعد أن تسارعت معدلات التطعيم في هذا الإقليم الفرانكفوني المتميز، ليس في كندا وحدها ولكن في كل أمريكا الشمالية. فقد نجحت حكومة الكيبيك في تطعيم أكثر من 5.3 مليون نسمة، من اجمالي عدد سكانها الدين يدور حول 8 ملايين نسمة، شاملة الأطفال، الذين ليسوا بعد في سن التطعيم. وانخفضت معدلات الاصابة بصورة ملحوظة للغاية. أعلنها، وأعلنتها وقت الحملة الانتخابية أنني من المعجبين والمؤيدين للتضامن من أجل الكيبيك CAQ، وأعطيت صوته للحزب في الانتخابات الأخيرة. بالفعل كنت شأن الكثيرين، في بداية كورونا، مستاء من أداء الحكومة، التي حسبتنا وأغلقت كل شئ، وكانت حملة التطعيم متأخرة وبل ووصلت إلي حد التخلف.

لكن مع الوقت اكتشفنا أن هذا التأخير كان بسبب أوتاوا، التي لم تكن قادرة علي الحصول علي حصص كافية من التطعيم، وتوزيعه علي الأقاليم المختلفة. كانت الكيبيك في بداية جائحة كورونا من أولي الأقاليم الكندية، التي تعاني من معدلات اصابة مرتفعة للغاية، وهو بسبب حركة السفر الخارجي، فضلا عن طبيعة الاقليم التي يغلب عليها كثرة أماكن التنزه والمتنزهات، وخاصة في مونتريال. كانت بقية الأقاليم تتعجب من ارتفاع معدلات الاصابة في الكبيبك وأن الحكومة لم تتخذ الاجراءات اللازمة لكبح جماح كورونا.

لكن مع الوقت أثبتت حكومة السيد فرانسوا لوجو بعد نظرها وقدرتها علي إدارة الأزمة علي المدى المتوسط والبعيد بكفاءة متناهية. ويكفي أن نعرف أن الأرقام الآن تؤكد أن أقل الاصابات توجد في الكيبيك، مقارنة بالأقاليم الأخرى وخاصة أونتاريو أو مانيتوبا، التي في وضع لا تحسد عليه بسبب الإصابات المرتفعة للغاية. وكما طلبت الكيبيك في بداية الأزمة مساعدة ودعم الجيش الكندي خاصة في دور الرعاية للمسنين وكبار السن، هكذا فعلت أونتاريو ومانيتوبا حيث طلبا مساعدة الجيش الكندي لمواجهة كورونا.

بالطبع، هذا الأداء والنجاح، يعود في جزء منه إلي التحسن الكبير في أداء حكومة السيد جوستان ترودو، التي نجحت في توفير كميات كبيرة مؤخرا من التطعيم، ساعدت الأقاليم في توفير التطعيم. ويكفي أن نعرف أن حكومة فرانسوا لوجو وضعت 24 يونيه الجاري لتطعيم كل الكيبيكيين الراغبين في الحصول علي التطعيم، وفرق التطعيم ومعدلات التطعيم تسير بخطي متقدمة 3 أسابيع أكثر من المخطط له، لدرجة أن وزير الصحة الكيبيكي السيد كريستيان دوبيه، أعلن أنه منذ 7 يونيه الجاري يمكن لمن يريد تعديل ميعاد الجرحة الثانية ليقدم توقيتها، مع توضيح أنه يفضل أن يكون هناك فاصل بين الجرعتين ما بين  - 16 أسبوعا. 

كانت هناك ضغوط من الشباب وبعض القوى السياسية، ومنها عمدة مونتريال فاليري بلانت بتخفيف القيود، لكنت لم تستمتع حكومة لوجو أو وزير الصحة العبقري كريستيان دوبيه، واللذان رفضا أي تخفيف للقيود. ولا يخفي علي أحد أن أوتاوا والسيد رئيس وزراء كندا جوستان ترودو فرضا الحجر الفندقي بضغط من حكومة الكيبيك في منتصف الأزمة لتقييد حركة السفر الخارجي، التي كانت أحد الأسباب الرئيسية لتفشي كورونا بصورة كبيرة في المجتمع الكبيبيكي والكندي. 

ومع الانخفاض الكبير لمعدلات الاصابة، هناك توصيات من العديد من مستشاري رئيس الوزراء ترودو، ومن الطبيعي ان تكون من الحكومات، ومنها الكيبيك، التي عادت الحياة لطبيعتها كاملة يوم 7 يونيو، بل وأعلن وزير التعليم أن الموسم الدراسي القادم في الربيع القادم سيكون بدون كمامات وبدون تباعد اجتماعي لمدة مترين. مع التأكيد دائما على مراعاة شروط الحماية الصحية.

وينتظر الكثيرون أن يفعلها السيد ترودو ويغير من خطة الحجر الفندقي، خاصة لمن حصل على الجرعتين، بحيث يتم الاكتفاء بعمل الاختبار السريع لكوفيد والذي لا يتجاوز 15 دقيقة للحصول على نتيجته، لمعرفة اذا ما كان الشخص الحاصل علي جرعتي التطعيم حامل للفيروس أم لا؟ خاصة وأن الصيف والربيع علي الأبواب، والجميع ينتظر الحركة والخروج من كآبة سجن كورونا، منذ مارس 2020.

تحية وتقدير كبيرين للسيد فرانسوا لوجو رئيس وزراء الكيبيك وكل حكومته خاصة وزير الصحة السيد كريستيان دوبيه، والتقدير موصول لرئيس وزراء كندا السيد جوستان ترودو، الذي تحسن اداء حكومته كثيرا في إدارة سياسة الحصول علي اللقاح من الشركات المنتجة وحملات توزيع لقاحات كورونا علي الأقاليم الكندية. مع الدعوات وتأكيد التضامن مع الأقاليم، التي لا تزال تعاني من مواقف صعبة وخاصة أونتاريو ومانيتوبا. وندعو الله أن يتم التخلص من هذا الكابوس وأن تعود الحياة إلي طبيعتها. مع التأكيد على التضامن مع الدول الفقيرة والتي في طريق التنمية للتضامن معها وتوفير قدر من اللقاح لسكانها، حتى يكون هناك قدر من عدالة التوزيع للتطعيم لحماية صحة البشر في كل مكان، بما في هذا الدول الفقيرة والنامية.