عبد المسيح يوسف يكتب: بعد الفشل في محاسبة الصين .. هل يمكن أن يتعرض العالم لفيروس جديد؟
نعم أثبت العلماء، وتحديدا في الدول الغربية، وخاصة أمريكا وألمانيا وبريطانيا، علي هزيمة فيروس كوفيد اللعين، المنطلق من الصين، صاحبة أكبر رصيد من الفيروسات أطلقتها علي العالم. علي الرغم من أن بكين لا تعترف حتي الآن صراحة أن الفيروس تم إطلاقه بفعل فاعل من معمل ووهان في نطاق حربها التجارة مع الإدارة الأمريكية إبان حكم الرئيس دونالد ترامب. إلا أن العلماء في أمريكا وألمانيا وبريطانيا أثبتوا قدرتهم علي التوصل إلي لقاحات أثبتت فاعليتها الكبيرة، وبدأت الحياة تعود إلي طبيعتها مرة أخرى. وبدأت الدول، بعضها، يكتفي بالحصول على جرعتي تطعيم، مثبت الحصول عليها بواسطة كود بار لكي يتم السماح للشخص بعبور الحدود والسفر.
نعم أنا علي قناعة بأن الصين، حتي وإن لم توجد دلائل معلنة علي أنها أطلقت عمدا هذا الفيروس في إطار الحرب البيولوجية، وهزيمة القوى الغربية، في ذروة حربها التجارية مع الغرب عامة والإدارة الأمريكية إبان ترامب خاصة. إلا أن تواطئ الصين، وتباطؤها في التعاون مع العالم، ومشاركة المعلومات الخاصة بالفيروس في بدايته، تؤكد سوء نية مبيت ومقصود. كما أن فشل كل أجهزة المخابرات الغربية، وفي مقدمتها الأمريكية والبريطانية والفرنسية، يطرح الكثير من علامات التعجب والأسئلة حول الغموض الأمني، الذي يحاط بهذا الفيروس اللعين، في إطار الحرب البيولوجية، التي شنتها الصين ضد الغرب.
كان من المفترض في ظروف الامكانات الهائلة لأجهزة المخابرات الغربية، وتعاون السلطات الصينية، إذا كانت تريد مصلحة العالم، وتتسم بالشفافية، أن يتوفر قدر أكبر من المعلومات عن ماهية وبدايات ومصدر هذا الفيروس اللعين. ولكن ما تقوم به السلطات الصينية، وما تديره بصورة أمنية مخابراتية، جعل من هذه الفيروس اشبه ب "اللهو الخفي"، لا أحد يعرف كيف ظهر، وكيف انتشر في العالم كالنار في القش، وكيف تم حبس العالم، في الوقت الذي كانت فيه الصين بدأت تتعافي منه بسرعة، كما أن الصين لم تتعاون بصورة كافية في السلطات الغربية للمساعدة منذ البداية في مواجهة الفيروس اللعين.
السياسة لا تبني علي حسن النوايا، أو توسم الخير في الآخرين، ولهذا فعلي السلطات الغربية، عبر أجهزة مخابراتها أن تبحث عن المصالح التي خرجت بها الصين من تقييد العالم علي مدار أكثر من 18 شهرا، منذ ديسمبر 2019 – يناير 2020، لتتوقف حركة المجتمعات والاقتصاديات والبشر، ويمر الاقتصادي العالمي بحالة التردي والركود. الشعوب ذاكرتها قوية عبر وسائل التوثيق، لكن نظم الحكم في الدول الغربية، عبر النخب السياسية لا يجب أن تجعل هذا الأمر يمر مرور الكرام.
إن الظروف التي أطلق فيها فيروس كوفيد علي العالم، يمكن أن تتكرر مستقبلا، من قبل دولة أخري، خاصة وأنه في إدارة نظم الحكم والسياسة ولاعتبارات الأمن القومي، ليس كل المعلومات المتاحة يمكن مشاركتها عبر وسائل الإعلام. ولذا يبقي السؤال متي يتحرك الغرب للتوصل إلي نتائج حاسمة بشأن مصدر كوفيد وعلاقة الصين بهذا الفيروس، تحسبا لأي إطلاق لفيروس جديد في إطار السيطرة علي الاقتصاد العالمي وحركة التجارة العالمية؟ هل إدارة الرئيس الأمريكي العجوز جو بايدن قادرة علي القيام بهذا مع بقية الحكومات الغربية، وكشف حقيقة هذا الفيروس اللعين؟ سنري خلال الأيام القليلة القادمة.
عبد المسيح يوسف - مونتريال
عضو نقابة الصحفيين المصريين